Accessibility links

الدكتور بدر إسماعيل وكتابه «التعليم النظامي في الأعبوس» 2-2


إعلان
إعلان

عبدالباري طاهر

أما الفصل الثالث، فمكرس لتشكيل اللجان التأسيسية، وتشييد المدارس.

يربط هذه المرحلة ببداية الخمسينيات، وتأسيس المدارس، وجمع التبرعات من المهاجرين في مختف البلدان، ويدون المدارس، وطلابها، والأستاذة، والداعمين، ويتناول بالأسماء رواد التعليم الحديث، فعبدالواحد عبده عثمان هو الرائد الأول، ويثني كثيرًا على أسرة الحاج عبدالجبار راشد، والأستاذ عبدالحافظ الهتاري، والأستاذ محمد عبدالغني قاسم.

كما يتناول الدعم المجتمعي في تشييد المدارس، وينقل عن عارف الدوش ثناءً عاطرًا على الأستاذ محمد عبدالجبار راشد الذي بدأ مشواره باكرًا.

والصفحة الأكثر نصوعًا دور الحمالين في رصيف الميناء الذين كانوا يسددون الاشتراكات لبناء ودعم المدارس، ويقوم الرجال والنساء بنقل كل ما يخص المدارس من أكياس الأسمنت، والأخشاب، والمعدات على ظهورهم في طرق وعرة، ولمسافات طويلة، وينقل مشهدًا لطابور طويل من النساء أولهن عند السوق، وآخرهن في مقبرة المضيين، وعلى رؤوسهن ألواح خشبية طويلة لسقف المدرسة، كما يشيد بدور النساء لنقل الماء لعمال البناء من أماكن بعيدة.

ويأتي على ذكر المدارس في المناطق المختلفة من الأعبوس، ويتناول تحديث التعليم، مشيرًا أن التعليم الأهلي بدأ تحت إشراف نادي الاتحاد العبسي، فقد أدرك الأهالي أهمية التحديث، فسعوا إلى توفير المناهج والكوادر، مشيرًا إلى دور الأستاذ عبدالحفيظ الهتاري كأحد رواد التعليم الحديث.

يتناول في الفصل الرابع مرحلة التكوين، ويحددها ما بين العامين 1962- 1970، ويتناول إضافة الفصول الدراسية، والعملية التعليمية، ويشير إلى التحاق الفتيات الذي كان حاضرًا منذ افتتاح المدارس مباشرة، وجرت توعية الأهالي بأضرار الجهل، وساعد المسرح المدرسي في دمج المرأة بالتعليم، وتحديدًا عام 1380/ 1960، ويأتي على ذكر الفتيات اللواتي التحقن بالتعليم في تلكم المرحلة، ويتناول بعض الصعوبات التي واجهت بعض المدارس.

ويتناول دور مدرسة الفلاح في النشاط المدرسي، وتطور الكشافة المدرسية، والأنشطة الرياضية، والأنشطة الأخرى: الثقافية، والأدبية، وما قبل الابتدائي، ومن ثم التنسيق، والتعاون المشترك بين المدارس، مشيدًا بالدور الريادي لمدرسة الحرية في مرحلة التكوين، متناولاً شخصيات معينة لعبت دورًا في التكوين كالأستاذ عبدالباري هزاع مقبل، والأستاذ عبدالغني قاسم، والوثائق التي تحصل عليها من أرشيفه.

ويذكر أنه منذ العام 1969، ومع تولي عبدالملك الطيب الوزارة، بدأت إثارة الشبهات من حول المدارس، وتُهم الحركية والشيوعية، فإذا كانت هذه المدارس واجهت في المتوكلية اليمنية قسوة الحياة، وصعوبة التأسيس، فإنها بعد الـ 5 من نوفمبر 1967 تواجه تهم الحركية والشيوعية.

ويدون الرسائل المتبادلة بين المدارس والوزارة، مشيدًا بدور الشهيد محمد عبده المخلافي، والأستاذ ياسين عبدالعزيز المقطري – مدير عام التربية بتعز، الذي زار المدارس، وقدم رسالة شكر لهيئة التدريس.

الرسائل المتبادلة بين الوزير الإخواني القيادي، وبين المدارس الحديثة والمناهج الحديثة بداية السعي الرسمي للانحراف بالتعليم 180 درجة نحو “الأسلمة”، و”الوهبنة”، وكان لنقابة المعلمين موقف داعم لمدارس الأعبوس.

يشيد بتأثير حداثة التعليم في عدن، والنشاط المسرحي في حضرموت وعدن، ودور الصحافة، ودعوات التحديث في عدن، ويربط تحديث التعليم أيضًا بمقاومة الظلم في الريف، ونشأة النوادي والجمعيات، والدفاع عن حقوق الناس والبيئة والصحة.

ويقوم الباحث بالترجمة لرواد التعليم الحديث، ومنهم: عبدالحافظ محمد طاهر الهتاري، وعبدالرؤوف أحمد عثمان حميد، وردمان علي مقبل أنعم العبسي، وعبدالباقي عبدالله المرشدي، وعبدالصمد سعيد إسماعيل، وطه غانم محمد السروري، وأيوب عبدالحق سعيد.

في الفصل الخامس يتناول التعليم ما بعد مرحلة التكوين 1970 – 2020.. مرحلة السبعينيات والثمانينيات في تقرير لوزارة التربية والتعليم 25 عامًا من مسيرة الثورة. تقرير مقدم لدورة 41 لوزارة التربية في يناير 1989 مطلق على المرحلتين: مرحلة الاعتماد على الذات، ومرحلة الخطط الخمسية: الأولى، والثانية، والثالثة، وقد اتسمت بالتوسع في الإعدادي والثانوي.

يتناول إنشاء مدارس جديدة، وافتتاح معهد المعلمين، ويقدم كشفًا بالمدارس منذ العام 1965، وحتى 2002، كما يتناول سمات هذه المرحلة، وتطور العملية التعليمية، مزودًا بصور الطلاب والمدرسين.

كما يأتي على تطور الأنشطة الرياضية، وتطور النشاط المسرحي، وصعود الأنشطة والحضور.

ويتناول النشاط الكشفي، والأنشطة الأخرى، مع الحرص على إبراز صور الممثلين، ومختلف الأنشطة، ولا ينسى دور المدارس في تكريم الأم المثالية، وإنشاء مراكز تعليم كبار النساء، وتأسيس جمعية المرأة في “ظبي”.

ويقف إزاء مرحلة ما بعد الوحدة، ويحتفي بالنشيد الوطني في المدارس، كما يتناول افتتاح رياض الأطفال مزدانة بالصور الملونة، وتكريم أوائل الجمهورية للشهادة الثانوية، والتغطية الإعلامية لمختلف أنشطة المدارس، ويتناول التغطية الصحفية للنشاط الرياضي في مدرسة الفلاح.

يتضمن الكتاب مبحثًا بعنوان “قصة تأسيس النشاط الرياضي في مدرسة الفلاح”، للباحث الأستاذ عبدالحليم سيف محمد.

والموضوع بحث مهم لنشأة الرياضة في مدرسة الفلاح كأنموذج للنشاط الرياضي في مدارس الأعبوس، وهو مبحث يدرس مفهوم الرياضة، وأثرها، وألوانها المختلفة، والفِرق والداعمين، والصورة حاضرة دومًا.

يدرس المؤلف المشكلات المؤثرة على التحصيل العلمي، أما الفصل السادس فمكرس للتعليم في مدرسة النصر “فرعين”.

يدرس المؤلف ما قبل مرحلة التكوين – خمسينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى تأسيس الأستاذ أيوب عبدالحق معلامةً تحت الشجرة في “الفرعين” – موقع المدرسة الحالية، والتعليم بنظام المعلامة، ثم يقرأ تشكيل اللجنة التأسيسية، وبناء المدرسة، ومرحلة التكوين، ويتناول الأنشطة المدرسية، وما بعد مرحلة التكوين.

وفي الفصل السابع يدرس التعليم في مدرسة الشعب – “حسيمة”، فبعد التمهيد يتناول انطلاق التعليم النظامي في مرحلة التكوين، والتوسع في بناء المدرسة، وتطور العملية التعليمية، والأنشطة المرافقة لها في السبعينيات، ومرحلة ما بعد السبعينيات.

أما الفصل الثامن، فمكرس لمجمع درهم التربوي – “الرام”، يتناول العملية التعليمية في السبعينيات، ويأتي على سيرة رائد التعليم النظامي في مدرسة الخير، وافتتاح مركز الصم البكم.

والكتاب تدوين وسجل حافل للتعليم منذ المراحل الباكرة في أربعينيات القرن الماضي في قرى الأعبوس، والصعوبات والعوائق التي رافقت مراحل التأسيس والتكوين، ودور الأهالي رجالاً ونساءً في دعم التعليم، وإقبال الطلاب والطالبات حقًّا على التعليم.

ولا يقف المؤلف عند تخوم التوثيق لمسار العملية التعليمية على مدى أكثر من ثلثي قرن، بل يدرس الأثر الكبير للنهضة في عدن، ودور ازدهار التعليم هناك، وتفتُّح الحياة وازدهارها، ودور الصحافة والحريات السياسية والتمدن.

يدرس معاناة الفلاحين في حكم الإمامة الجائر، والقائم على الجباية، والزكوات، والإتاوات، والرشى، كما يدون التدخل والضغط على العملية التعليمية، ونهج التسييس و”الأسلمة الوهابية” بعد انقلاب الـ 5 من نوفمبر 1967، وتحديدًا منذ مجيء عبدالملك الطيب كوزير للتربية والتعليم، وهو أحد زعماء الإسلام السياسي. فمنذ نوفمبر 1967 سيطر الإسلاميون على التربية والتعليم، والمناهج والمدارس في الجمهورية العربية اليمنية، والإرشاد والتوجيه في الأوقاف، وفي الجيش، وأجهزة الأمن.

يواصل المؤلف والمؤرشف والباحث العملية التعليمية منذ النشأة الأولى في صنعاء متابعًا تطورها في مدارس الأعبوس الأنموذجية، وصولاً إلى العام 2002، وكم نتمنى لو تقتدي كل مناطق اليمن بهذا الأستاذ الجليل والتربوي الفاضل في تدوين نشأة وتطور التعليم في مناطقهم المختلفة.

*نقيب الصحافيين اليمنيين.

   
 
إعلان

تعليقات