Accessibility links

المصوّر اليمني أكرم عبدالله.. أسرار الصعود المدهش من دوري الحارات إلى جائزة الصورة الأفضل في العالم


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

في جائزة الصورة اليمنية الأفضل على مستوى العالم بعض من أسرار النفس.. وفيها نغم شخصي حالم، لا أعرف هل سافر بي إلى برشلونة، أم أن برشلونة جاءت  حافية القدمين، وعزفت وغنَّت مكشوفة الرأس والساقين..؟

* و”إذن” شكرًا لك أكرم عبدالله وأنت تثير عند مواطني بلدك الموجوع قشعريرة الإبداع القديم والضائع.

شكرًا لك وأنت تخطف الإعلان بأن الصورة الرياضية الأفضل عالميًا لفئة المصورين الشباب هي من نصيب مصور يمني كأجمل ما في ختام كونجرس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الأخير في مدينة برشلونة الإسبانية..

* ما هي حكاية أكرم وما هي الرواية..؟

ببساطة.. هذا المصور اليمني الشاب عاش مع التصوير حالة شغف بكاميرا عتيقة، حرص بها على ألّا يترك شاردة كروية مميزة إلا اصطادها باحثًا عن طريق توصله إلى روحه.

* شارك أكرم في سباق 1800 إعلامي على جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.. ولم ينسَ وهو ضمن العشرة الأوائل أن يدعو:

يا ربّ أسألك فرحة تغيِّر مجرى حياتي.. فما الذي حدث مع التصفيات النهائية للصور الرياضية الأفضل..؟

إنه الإعلان أن الصورة الرياضية الأولى على مستوى الكرة الأرضية هي لقطة من دوري حواري مدينة عدن.. ولا مكان للدهشة، وإنما قف.. أمامك الشاب اليمني أكرم عبدالله.

* لقد احتاج أبو بكر سالم وأحمد فتحي وعلي محسن وغيرهم لأنْ يعيشوا خارج اليمن حتى عرفت المنطقة العربية حقائق إبداعهم.

أما أكرم عبدالله، فقد حقق شهرته رغم أنه لم يهاجر من اليمن باحثًا عن تطوير مهاراته التصويرية في الملاعب الأوروبية، ولم يدخل بكاميرته العتيقة إحدى نسخ كأس العالم.. وإنما قال للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الملتئم في برشلونة: أنتم هلّكم.. أنا مش واجي.. سأرسل لكم لقطة رياضية يمنية تتجاوز جواز السفر المعاقب بتعقيدات الحصول على الفيزا، وسأحرز بها جائزة المصور الشاب الأول على مستوى الكرة الأرضية إن شاء الله، وقد فوضت الإعلامي اليمني بشير سنان وزملاءه لاستلام الجائزة، وجزاهم الله خير المشاركة في محفل لا يحضره سوى من يستطيع السفر على حسابه.

* المصور أكرم عبدالله  اختار الوصول إلى القمة من قاع ملاعب التراب.. مزيلاَ غبار المعاناة عن كاميرته العتيقة، موقدًا شعلة طموح تعددت صور الوصول إليها في اصطياد حاراتي للحظات مشبعة بالساخن من مشاعر وانفعالات محلية خلطت الفيزياء بالكيمياء والقوة البدنية بانفعالات النفس وتبدلات المزاج، فما الذي لاحظته في صور صائد الإثارة أكرم عبدالله ..؟

* شقاوة طفلين في حالة انفعال بعد صراع على الكرة.. صرخة متنافسين بعد التحام  عنيف وغير قانوني.. ارتقاء حذاء لاعب برأس لاعب معفر بوجع السقوط.. واصطدام حابل حماس الجمهور بنابل لاعبين مهاجمين عند خط المرمى. 

وحتى اصطياد أول حالة اشتباك بين لاعبين في رمضان.. 

* أما الصورة التي خطفت جائزة أفضل صورة في العالم للمصورين الشباب، فجاءت مشبعة بلاعبين يمنيين في حالة عراك، غارقين في تسونامي ترابي لا يلتقطه إلا محترف.. ومن وراء المشهد المثير جمهور استطاع أن يلغي الحاجز بين نهائي دوري الحارات لتتفوق الصورة على صور السخونة على ملاعب  ومدرجات نهائي القارات.

* ألا يكفي هذا الاستنطاق التصويري داخل مناخ رياضي موات أن يؤيد الشهادة لأكرم عبدالله بأنه صاحب الصورة الأجمل عالميًا في فئته ليستحق جائزتين دوليتين.. الأولى: حضور بطولتين عالميتين، والثانية: منحة دراسية.

* ثم ماذا يا زملاء المبدع عبدالعزيز عمر الشهير بزيزو..؟

أتمنى لو كان لكم نقابة خاصة بالمصورين تساعدكم على مواصلة إبداعكم دون أن تقعوا في الحال الذي وصل إليه المصور المحترم المقهور علي شاهر..!

* صحيح أن الإبداع لا يتقاعد.. لكن إبداع المصورين على أهميته يتأثر سلبيًا بالزمن لأنه يحتاج إلى الكثير من البحث المضني في اصطياد الصورة والقبض على اللحظة.

* لقد فرح المصور الشاب لنفسه وفرحنا له بالتكريم وبالنجومية العالمية، لأننا بتكريم العالم له إنما نكرِّم ذاتنا المنهكة.

ومليون مبروك للمصور أكرم عبدالله صعود كاميرته من قاع دوري الحارات إلى رأس نجومية القارات.

* ناقد رياضي يمني

 

   
 
إعلان

تعليقات