Accessibility links

مهاجِم نادي 22 مايو سابقًا مُحمّد العزعزي: عملتُ في هذه الأعمال خلال الحرب والوباء 


إعلان
إعلان

محمد الأموي- صنعاء – “اليمني الأميركي”: تعيشُ الكوادر الرياضية اليمنية منذ عام 2015 واقعًا مريرًا؛ جرّاء الحرب التي تسببت بإيقاف نشاط جميع القطاعات، بِما فيها النشاط الرياضي الرسمي بمختلف ألعابه، وضاعفت جائحة كورونا من واقع هذه المعاناة في مختلف الأنشطة الرياضية غير الرسمية، التي كانت تُنظّمُ أثناء الحرب، علاوةً على ما ترتب عليها من إغلاق للأندية الرياضية غير الرسمية، والأكاديميات الرياضية والمدارس، ضِمن الإجراءات الاحترازية من الوباء.

                               المدارس والأكاديميات

نتيجة ذلك تأثرت الرياضة اليمنية أكثر مما كان، وذلك على صعيد مختلف مكوناتها، وفي مقدِّمة تلك المكونات العنصر البشري، بما فيهم فئة المدرّبين، ومِن أبرز هؤلاء المدرِّب الصاعد والمجتهد محمد العزعزي، مهاجم نادي 22 مايو، والمنتخبات الوطنية سابقًا، والذي تروي قصته جانبًا من معاناة الرياضة اليمنية خلال الحرب والوباء.

 يقول العزعزي لصحيفة (اليمني الأميركي): «تسببتْ هذه الحرب بإيقاف البطولات الرسمية الداخلية لِكرة القدم في اليمن، والمتمثلة بالدوري والكأس؛ مما أثر في نفسياتنا وطموحاتنا، سواءً كلاعبين أم مدرِّبين، وعلى الرغم من ذلك فأنا لم أتوقف عن مزاولة التدريب، حيث اتّجهت للعمل كمسؤولٍ للأنشطة الرياضية، ومدرِّب كرة قدَم في بعض المدارس الأهلية في الفترة الصباحية، كما عمِلتُ في الفترة المسائية مدرِّب كرة قدم في أكاديميات كرة القدم التي بدأت بالانتشار في اليمن، ووزَّعتُ على ذلك نشاطي خلال أيام الأسبوع، بواقع ثلاثة أيام لكلّ مدرسة وأكاديمية صباحًا ومساءً، مع العلم أنني لم أترك فِرَق الحارة التي أتولى تدريب أفرادها منذ أنْ كنتُ لاعبًا».

                                        جائحة كورونا

ورغم قِلّة العائد المادي من ذلك العمل، فقد اقتنع النجم المجتهد محمد العزعزي به؛ لِأنه لم يبعده عن معشوقته كرة القدم، واستمر في تأدية مهامه التدريبية في المدارسِ والأكاديميات حتى بداية العام الحالي 2020م، والذي شهد انتشار جائحة كورونا في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك اليمن، لِتحلّ كارثة غير متوقعة.

 «أنا أعتبرُ وباء كورونا كارثة حلّت علينا كرياضيين في اليمن؛ لِأنه تم إيقاف ما تبقّى من نشاط رياضي وكروي غير رسمي كان يُنظَّم ويُقام بين فترة وأخرى في بلادنا، ويساهم، ولو بجزء بسيط، في تحريك النشاط الرياضي بمختلف ألعابه وفئاته وعناصره، سواءً في المدارس والأكاديميات أم المدارس الأهلية والحكومية، بالإضافة إلى انقطاع المردود المادي القليل الذي كُنا نحصل عليه».

                                       معركة أخرى    

هنا كان لِزامًا على الكابتن العزعزي البحث عن عمل آخر لمواجهة   متطلبات أسرته، فكانت محطة أخرى من محطات هذه المعاناة.

«بحثتُ عن أيّ عمل آخر فلم أجد، ومع استمرار البحث وجدتُ عملاً في أحد معامل الخياطة، والذي يقوم بصُنع وإنتاج الكِمامات الواقية من مرض كوفيد-19 مقابل أجرٍ يومي لا يتجاوز العشرين دولارًا في اليوم، فسعدتُ بذلك كثيرًا؛ لِأنّ مختلف الأعمال والأنشطة، وأغلب المحلات أغلقت أبوابها، والكثير منهم سرّح موظفيه وعُمّاله، وكان دوامنا يبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى فجر اليوم التالي، وهكذا استمرينا لنحو ثلاثة أشهر»

عقب ذلك استأنف العزعزي عمله الرياضي السابق بعد استئناف فتح المدارس والأكاديميات مع تخفيف إجراءات الاحتراز من الوباء.

                                    يبقى الأمل!

إنّ ما مرّ به الكابتن المجتهد محمد العزعزي، المدرِّب الحالي، واللاعب السابق لِأندية (المجد، والزهرة، و22 مايو)، وهدّاف الدوري اليمني لكرة القدم لموسم 93 – 94م، وصاحب الـ15 هدفًا دوليًّا سجّلها مع مختلف المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى تسجيله 110 أهداف محلية مع أندية (المجد، والزهرة، وأهلي صنعاء، و22 مايو)… يحكي ما يعانيه الإنسان في اليمن منذ سِت سنوات من الحرب والحصار… ولكن بالهِمّة والطموح عاش وتعايش محمد العزعزي مع مختلف الأزمات، وتغلَّب على العديد من الصِّعاب، ولم يتوقف عند ذلك، بل إنه لا زال يرنو لِمستقبل أفضل وكله أمل، رغم مرارة الألم من حوله.

   
 
إعلان

تعليقات