Accessibility links

محمد سعيد عبدالله.. قصة حياة مهاجر كرسها في خدمة المجتمع


إعلان
وراء كل مهاجر ثمة قصة فريدة من نوعها. بدأ تاريخ هجرة العرب إلى أميركا حوالي نهاية القرن الثامن عشر، ولكل مهاجر حكاية رائعة تعكس أهداف وآمال شكل وطنه الجديد، ومحمد سعيد عبدالله أحد هؤلاء المهاجرين، فقد بدأت قصته في أميركا منذ أن كان عمره صغيرا. هاجر محمد إلى أميركا عام 1971. وشأنه شأن غيره من المهاجرين كان لذلك القرار بالغ الأثر في تغيير مجرى حياته. ومن خلال الأسئلة التالية يمكننا الحصول على بعض التفاصيل عما يميز قصة محمد:

محمد سعيد عام 1971


ديربورن – اليمني الأميركي: 

  • متى هاجرت إلى الولايات المتحدة؟

وصلت إلى أميركا في العام 1971، وعندها كنت في السادسة عشرة من العمر.

  • كيف قمت بالتحضير لرحلتك إلى هنا؟

تمكن أخي من استخراج تأشيرة دخول لي من السفارة الأمريكية في صنعاء، اليمن، وسافرت بالطائرة من عدن الى بيروت ثم إلى لندن ثم إلى نيويورك ثم ديترويت (في ميشيغان)، ومن ديترويت اتجهت بعيدا إلى سان فرانسيسكو (في كاليفورنيا).

 

  • لماذا أتت عائلتك إلى هذه البلاد؟ ماذا كانت تأمل عائلتك في الحصول عليه هنا؟

جاءت عائلتي إلى أمريكا على أمل العثور على فرصة، وأنا كنت آمل بالعثور على وظيفة لأتمكن من دعم عائلتي ماديا.

 

  • من رافقك من أسرتك عندما هاجرت؟ وماذا تركت ورائك؟

جئت لوحدي عندما قدمت إلى الولايات المتحدة لأول مرة، فلم أكن على علم بما يمكنني توقعه في المهجر، ولذا تركت ورائي عائلتي وأصدقائي وكذلك كل مقتنياتي.

 

  • أذكر بعض أفضل الأشياء التي وجدتها عائلتك هنا؟

أفضل شيء وجدته هنا هو الحصول على وظيفة جيدة، مما ساعدني على تحقيق الاستقرار المادي لي ولأسرتي المستقبلية وكذلك أفراد عائلتي في الوطن.

 

  • أذكر بعض الأشياء التي أصابتك بخيبة الأمل هنا؟

حسنا، عندما جئت إلى هنا وجدت نفسي وحيدا بدون عائلتي او اصدقائي من حولي، وكان من الصعب على عدم وجود أشخاص أعرفهم أو زملاء يمنيين يمكن التواصل معهم.

 

  • ماذا تتذكر عن رحلتك إلى هنا؟

أتذكر بأني قبل أن أغادر اليمن مباشرة سألت أخي، “ما الذي من المفترض علي القيام به عندما أصل إلى نيويورك؟”، فقال لي عندما أصل المطار يجب علي أن أسلّم للمسئولين هناك ملف تأشيرة الدخول ثم أنطلق، ولكن ما حدث هو أنني لم أسلمهم التأشير فقط بل أعطيتهم جواز سفري وتذاكر الطيران وبقية معلوماتي الشخصية كذلك، وأضطر المسئولون للحاق بي إلى طرف صالة المطار لإرجاع أوراقي الشخصية وجواز السفر.

 

  • ماذا تتذكر عن البلد التي هاجرت منها؟

أذكر أنه قبل قراري بمغادرة البلد كانت هناك حرب أهلية بين من يدعمون النظام الجمهوري وأولئك الذين يدعمون الملكية في اليمن، وكانت الحكومة تتخذ إجراءات صارمة ضد أي حزب سياسي. وكان هناك الكثير من الضجة ولذلك قررت الرحيل. لم يكن لدى أسرتي أي دخل في ذلك الوقت. كما شجعني والدي بالسفر، وأتذكر أن أحد أهم أسباب قرار هو حبي له وإعجابي به.

 

  • ماذا فعلت عندما وصلت لأول مرة إلى الولايات المتحدة؟

كان أول شيء فعلته هو إيجاد عمل، فقد ذهبت مباشرة للعمل في مزرعة في ولاية كاليفورنيا.

 

  • كيف أتيت للعيش في ميشيغان؟

في عام 1973 أخبرني أحد أصدقائي عن وجود فرصة عمل في ميشيغان، وقال لي بإن “الثلاثة الكبار” لديهم فرص عمل، فانتقلت إلى ميشيغان.

 

  • هل سبق وأن تلقيت أي نوع من أنواع التعليم قبل وصولك إلى الولايات المتحدة؟ وهل تابعت دراستك بأميركا؟

كنت قد التحقت بالمدرسة عندما كنت في اليمن، وكان أعلى مستوى أكملته هو الصف التاسع الابتدائي. لم أواصل التعليم في البداية، ولكن عندما تم تعييني في شركة فورد للسيارات تمكنت من الحصول على درجة جي إي دي (GED) من خلال خدمات التدريس والتدريب التي تقدمها الشركة.

 

  • ما نوع العمل الذي اشتغلت فيه أو تمارسه الآن؟ وأين؟

عملت في خط التصنيع في مصنع فورد، وأنا متقاعد حاليا من شركة فورد للسيارات.

 

  • هل أنت على اتصال باليمنيين في الولايات المتحدة؟ إذا لم يكن كذلك، فلم لا؟

منذ عام 1974 كنت جزءا من إتحاد العرب اليمنيين والجالية اليمنية. ومنذ عام 1993، كنت أحد المؤسسين للجمعية الأمريكية اليمنية، ومنذ ذلك الحين وأنا جزء منها.

 

  • ما هي وجهة نظرك حول أهمية التعليم؟

نعم، أعتقد أن التعليم مهم للغاية. واعتقد جازما أنه على كل شخص يريد النجاح فإنه يحتاج إلى أن يكون متعلما أولا.

 

  • ما هو أعلى درجات الدبلوم أو الدرجات الجامعية التي نالها أبناؤك وبناتك؟

لدي ابنتان تخرجتا بالفعل من الكلية، إحداهما حصلت على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة ميتشغان ديربورن، وكذلك حصلت الآن على درجة الماجستير في التربية والتعليم ثنائي اللغة/ثنائي الثقافة وعملت في مجال التدريس خلال السنوات الأربع الماضية. والأخرى حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية أيضا من جامعة ميتشغان ديربورن. ويحاول أولادي الآخرون الحصول على درجاتهم الجامعية في مجالات طب الأسنان والتمريض والتعليم.

 

  • لو كان بإمكانك تغيير أي شيء في حياتك، فماذا سيكون ذلك؟ ولماذا؟

إذا كان بإمكاني العودة وتغيير أي شيء في حياتي سيكون ذلك هو الذهاب إلى المدرسة والالتحاق بالجامعة للحصول على درجة البكالوريوس في التعليم، فلطالما أردت أن أكون معلما، لأن لدي شغف دائم بالتدريس.

 

  • ما هي النصيحة التي تسديها للقادمين الجدد من اليمن؟

نصيحتي للوافدين الجدد لهذا البلد أن يبدؤوا أولا بمواصلة تعليمهم، فهذا الأمر يمكنه في النهاية فتح أبواب أكثر لهم ويمنحهم فرصا أكثر بكثير جدا. ثانيا، أود أن أقول لهم بأن عليهم احترام القوانين المعمول بها في أمريكا والالتزام بها. وأخيرا، أود أن أنصحهم بأن يصبحوا جزءا فاعلا في الجالية العربية اليمني في أميركا.

 

  • ما هي النصيحة التي تسديها للشاب اليمني من البنين والبنات؟

أهم نصيحة يمكنني نقدمها للشاب اليمني من البنين والبنات هي الاهتمام بتعليمهم. وأقترح عليهم أيضا أن يساهموا في دعم زملائهم اليمنيين بشكل إيجابي عن طريق التطوع من أجل مساعدة مجتمعهم على الازدهار.

 

  • ما هي الصعوبات التي واجهتها عندما وصلت لأول مرة؟ وما بعد ذلك؟

تمثلت إحدى الصعوبات التي واجهت لأول مرة عندما وصلت بالعمل وقت إضافي مقابل أجر زهيد، ففي آخر اليوم كنت أجد نفسي مرهقا جدا لدرجة أنه من الصعب على أن ألتقط الصحف للقراءة وأو أشاهد التلفزيون أو حتى استمع إلى الراديو. كان ذلك صعبا حقا. في وقت لاحق في حياتي بدأت أموري تتحسن، ولكن ليس كثيرا.

 

  • ما هي الاختلافات هل لاحظت فيما يتعلق بالسكن والتعليم وأدوار الجنسين والثقافة والقيم والمواقف؟

أشياء كثيرة تغيرت بشكل جذري على مر السنين. ارتفعت تكلفة المعيشة الآن بالمقارنة مع الماضي، وزاد معدل الأجور بالمقارنة مع ما كنا نستلمه آنذاك. لقد طرأت التغييرات في الأمور ليس فقط فيما يخص الاقتصاد، ولكن الثقافة تغيرت كذلك. فالكثير من اليمنيين يلتحقون بالمدارس والجامعات ويعيشون حياة ناجحة جدا، والناس من كلا الجنسين يواصلون تعليمهم ويسعون لتحقيق النجاح المهني في المستقبل.

 

  • هل لديك أي خطط للعودة إلى الوطن للزيارة أو العيش؟

لقد عدت إلى الوطن للزيارة عدة مرات، وسوف أخطط لإجراء زيارات أخرى في المستقبل أيضا.

   
 
إعلان

تعليقات