Accessibility links

  محترفو كرة القدم اليمنيين في الخارج: خبراء يقيّمون التجربة


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – محمد الأموي:
يمثل احتراف لاعبي كرة القدم عنوانًا واضحًا وعلامة جودة لكرة القدم في البلد الذي يصدّر لاعبين للاحتراف الخارجي.

 بموجب الدراسات والبحوث التي أقامها الكثير من الاتحادات الوطنية، خلصت النتائج إلى أنه كلما خرج عدد من اللاعبين للاحتراف خارج بلدهم (خاصة في البلدان التي لا تملك أنديتها دعمًا واستقرارًا ماديًّا واستثمارات) يكون ذلك ذا فائدة أكبر لمنتخباتهم الوطنية ولكرة القدم في بلدهم. 

 في اليمن، وفي السنوات الأخيرة يوجد عدد من اللاعبين المحترفين خارج اليمن، حيث بلغ عددهم أكثر من 20 لاعبًا توزعوا على عدد من الدول، أبرزها العراق، سلطنة عمان، والمغرب…

 وأبرز المحترفين اليمنيين في الخارج للموسم الرياضي 2021 – 2022: أحمد عبدالحكيم السروري – نادي شباب المحمدية الدوري المغربي الممتاز، ناصر أحمد محمدوه – نادي الميناء الدوري العراقي الممتاز، جهاد محمد عبدالرب – نادي سامراء الدوري العراقي الممتاز، عمر عبدالله الداحي – نادي أسوان الدوري المصري الممتاز، جلال أحمد الجلال – نادي القاسم الدوري العراقي الممتاز، محمد عبدالله الداحي – نادي الصناعات الدوري العراقي الدرجة الأولى، أحمد الصادق – نادي البحري الدوري العراقي الدرجة الأولى، عبدالمجيد صباره في البرازيل.

السؤال: كيف ينظر الخبراء والمتابعون والإعلاميون لاحتراف اللاعبين اليمنيين خارج بلادهم؟ وهل عاد احترافهم بالفائدة للكرة اليمنية إداريًّا وفنيًّا؟ وهل استفادت المنتخبات الوطنية منهم؟ أم أن احترافهم سلبيًّا، والدوريات التي احترفوا فيها غير مفيدة؟ 

الزامكي: بالمجمل إلى حد هذه اللحظة.. المحترفون لم يصنعوا الفارق. 

الاحتراف يحتاج لانضباط عالٍ 

هنا يرى مدرب نادي الشعلة بعدن، الكابتن خالد الزامكي، أن عدد المحترفين اليمنيين في الخارج يقل عامًا بعد عام، وقال: «إن قليلًا منهم كانت لهم بصمة واضحة في أداء المنتخب». 

وعن الفائدة التي جنتها كرة القدم اليمنية ومنتخباتها من احترافهم، أضاف: 

«بالمجمل إلى حدّ هذه اللحظة، المحترفون لم يصنعوا الفارق المتوقع منهم إلا في حالات قليلة جدًّا، ويرجع ذلك لسببين رئيسيين: عدم لعبهم بشكل أساسي مع الفِرق التي احترفوا فيها، وأيضًا ضعف الدوري الذي احترفوا فيه، وثانيًا عدم جاهزية لاعبينا المحليين غير المحترفين في المنتخب بدنيًّا بسبب توقف النشاط المحلي، وهذا جعل الحمل على اللاعب المحترف كبيرًا، فأصبحت هناك فجوة كبيرة في الجاهزية، وأدى ذلك لاختلال في منظومة اللعب».

 وحول جودة الدوريات التي يحترف فيها اللاعبون اليمنيون، أوضح الزامكي: «بعض الدوريات مناسبة مثل الدوري العماني والدوري العراقي (الدرجة الأولى أو الممتاز)، وبعض الدوريات غير مفيدة فنيًّا… البعض استفاد فنيًّا، والأكثر استفاد ماديًّا فقط».

وعن ماذا ينقص المحترفون لتطوير مستوياتهم، قال الكابتن الزامكي: «محترفونا يحتاجون لعلاقات أكبر مع مسوقين ووكلاء لاعبين عالميين، وكذلك يجب أن تتحول عقلياتهم إلى عقليات محترفة بالابتعاد عن العادات المدمرة للاعب؛ كون الاحتراف يتطلب انضباطًا عاليًا جدًّا، وأن يوسعوا مداركهم الثقافية، بالذات اللغة الإنكليزية حتى ينطلقوا لأوروبا ولا يكتفوا باللعب في دوريات درجة ثانية في البلدان المجاورة.. وقبل ذلك هم واللاعبون المحليون يحتاجون لمسابقات ودوريات محلية منتظمة تساعدهم  على تطوير مستوياتهم، والنقطة الأخيرة تتحملها وزارة الشباب والرياضة واتحاد اللعبة بالمقام الأول».     

عبدالخالق: محترفونا من أفضل اللاعبين اليمنيين الذين تحصّلوا على فرصة الاحتراف. 

المحترفون.. هم أفضل اللاعبين

 فيما أكد أسطورة الحراس اليمنيين سابقًا، والمدرب الحالي الكابتن، معاذ عبدالخالق، «أن اللاعبين المحترفين في الخارج هم من أفضل اللاعبين اليمنيين من الناحية الفنية».

 كما أكد «أن الدول التي احترف فيها لاعبونا تعتبر مناسبة لهم؛ كونها قريبة من مستوانا الفني، لذلك فرصتهم في اللعب أساسيين كبيرة».

وأوضح مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني السابق، معاذ عبدالخالق، حول عدم تقديم محترفينا إضافة فنية للمنتخبات الوطنية، والتي تتلقى الهزائم المتتالية وبوجودهم، قائلاً إن «الأسباب قد لا تكون في اللاعبين، حيث من الممكن أن تكون أوضاع منتخباتنا لم تساعد اللاعبين المحترفين بالظهور بالشكل المطلوب».

محترفون ليسوا أساسيين في أنديتهم 

مدرب نادي شعب إب والمنتخب الوطني سابقًا، الكابتن أحمد علي قاسم، قال عن أسباب عدم استفادة المنتخبات الوطنية من المحترفين: «بصراحة لم يستفد المنتخب من لاعبيه المحترفين في آخر مشاركاتهم مع المنتخب بسبب أنهم لم يلعبوا مع أنديتهم كأساسيين باستثناء ناصر محمدوه.. حتى وإن كان الدوري العراقي مستواه ليس بالقوي!!.

«بالإضافة إلى غياب الانسجام بين اللاعبين لغياب الدوري المحلي لأكثر من سبع سنوات ولعدم لعب مباريات ودية قبل المشاركة بالتصفيات وطريقة عمل معسكرات الإعداد الطويلة دون مباريات، والتي تبعث على الملل، وضررها أكثر من نفعها».

النهمي: باستثناء قليل لم ينجح أيّ لاعب في إثبات نفسه أو تطوير مستواه.

احتراف في مسارين 

ويرى الصحافي الرياضي، عاصم النهمي، «أن احتراف اللاعبين اليمنيين في الخارج سار في اتجاهين، الأول: احتراف لاعبين في دوريات ضعيفة وغير تنافسية، ولم يحصلوا على الفائدة الفنية أو المادية، الثاني: احتراف لاعبين في دوريات قوية، وحصلوا على العائد المادي دون أن يستفيدوا فنيًّا بسبب عدم لعبهم مع فرقهم».

وأضاف النهمي: «باستثناء تجربة ناصر محمدوه في الدوري العراقي، وبشكل أقل تجربة عبدالواسع في الدوري العماني، تعتبر باقي تجارب اللاعبين اليمنيين الاحترافية فاشلة في دوريات العراق ومصر والمغرب، ولم ينجح أي لاعب في إثبات نفسه أو تطوير مستواه أو الاستفادة من هذه التجارب».

وعن مدى استفادة منتخباتنا من اللاعبين اليمنيين المحترفين في الخارج، قال النهمي: «لم تستفد منتخباتنا من هذه التجارب، حتى الناجحة منها، والدليل نتائج منتخباتنا المتعثرة.

«إن اللاعبين اليمنيين المحترفين يحتاجون لتطوير مستواهم أكثر من وضعهم الراهن.. بل يحتاجون لتغيير عقلياتهم من مستوى اللاعب الهاوي إلى المستوى الاحترافي، وأن يتعاملوا كمحترفين مع كرة القدم كمهنة ومصدر دخل، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب البدني، وإلى الالتزام بالأنظمة الغذائية، وتطبيق معايير الاحتراف بحذافيرها«.

   
 
إعلان

تعليقات