Accessibility links

ماذا حصل في مظاهرات ديترويت؟، وكيف تحوّلت إلى عنف؟


إعلان

ديترويت – «اليمني الأميركي”:

مدينة ديترويت كغيرها من المُدن والولايات ما زالت تشهدُ مظاهرات؛ احتجاجًا على موت الأميركي مِن أصولٍ أفريقية “جورج فلويد” لدى احتجاز الشرطة له على الأرض في مدينة “مينيابوليس” – ولاية مينسوتا… لكن ماذا حصل في ديترويت؟، وكيف تحوّلت المظاهرات إلى عنف؟..

من موقع الحدث في (داون تاون) – المركز التجاري والحكومي لِمدينة ديترويت – كانت صحيفة (اليمني الأميركي)، بمُوفدِها الزميل سايمون آلبرت، حاضرة في التغطية الإعلامية، من خلال تقرير إنكليزي، من مكان الاحتجاجات ضِد حادثة موت جورج فلويد، خلال احتجاز الشرطة له.

وكان فلويد فقَدَ حياته خلال احتجازه لِأكثر من (8) دقائق كان فيها مطروحًا أرضًا بينما رُكبة شرطيٍّ على رقبته.

وقد أدّى موت (فلويد) إلى خروج المتظاهرين في أكثر من عشرين مدينة من المدن الأميركية الكبرى مثل: أتلانتيك، واشنطن، هوستن، وغيرها، شهدت – جميعها – احتجاجات ضِد الشرطة، وكلها تحت شعار (كِفاية)، ومقصودها: كفاية قتْل الأميركيين من أصول أفريقية.

ديترويت و”فيسبوك” 

في مدينة ديترويت قامت مجموعة من مرتادي منصة موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي بالدعوة إلى الخروج؛ احتجاجًا ضِد الشرطة… ومن الليل حتى نهار اليوم التالي للجمعة الماضية كانت الدعوة قد جابت المدينة، ووصلت إلى الكثير من السكان الذين خرجوا محتجّين… كما وصلت إلى وسائل الإعلام، التي بدورها شاركت، وتُشارِكُ في تغطية هذه الاحتجاجات.

مكان الاحتجاجات 

تجمّع المتظاهرون أمام مركز شرطة ديترويت، وفي أهمّ منطقة في (داون تاون)، حيث المركز التجاري والحكومي، وهناك حضر المئات من المشاركين في الاحتجاجات.

ماذا حصل في المظاهرات؟ 

بدأ المتظاهرون المشي سلميًّا في شارعي (ودورد، وميشيغن افنيو)، مردِّدين اسم جورج فلويد، رافعين أيديهم إلى الأعلى؛ وهي علامة الاستسلام، مرددين عبارة “لا تُطلقوا النار”، وهُم، طبعًا، أمام الشرطة.

كيف تحوّلتْ الاحتجاجات إلى اشتباكات؟ 

دخلت سيارة الشرطة بين المحتجّين، عندما شُوهد شخص خرج عن مسار التظاهر السِّلمي… وهنا بدأت الاشتباكات وضرب نوافذ السيارة من قِبل المحتجين، الذين كانوا رافعين شعار “لا أستطيعُ أنْ أتنفس”؛ وهي آخر كلمات قالها جورج قبل موته، وعنقه تحت ركبة الشرطي؛ وكان حينها لا يستطيعُ التكلُّم.

لقد كان هناك شخص بدأ بالعنف في المظاهرة، وعندما دخل اثنان من أفراد الشرطة وأخذوه إلى الحجز، عادت بعدها المظاهرة إلى الاحتجاج السّلمي.

قال أحد المنَظّمين: نحنُ خرجنا سلميًّا، ومحتجّين على طريقة تعامُلُ الشرطة في مقتل جورج فلويد، وليس للاشتباك مع الشرطة.

«كُنّا لا نعرِفُ كم من الوقت سيستغرِقُ الاحتجاج، الذي استمرّ حتى منتصف الليل، ومن ثم اُستُؤنِف يوم السبت من الساعة السادسة مساءً»، يُضيف.

العنف 

بدأ المتظاهرون والمحتجّون في ترتيب أنفسهم، والذهاب إلى أماكن تواجُد أفراد الشرطة، الذين كانوا، أيضًا، جاهزين لأيّ شَغَب، وهناك وَقَعت المواجهة وجهًا لِوَجه؛ فأكثرُ من (300) شخص كانوا في مواجهة مع الشرطة، واُستُخدِمت، خلال ذلك، كلمات من المتظاهرين ضِدّ الشرطة.

وأثناء الوقوف وجهًا لِوجه بين المحتجين المتظاهرين والشرطةً بدأت الشرطة في استخدام تكتيك لتحويل مسار المتظاهرين إلى شارع آخر يبعدُ عن المناطق المؤثرة في مركز المدينة، بمعنى جعْل المتظاهرين يتجّهون إلى مكانٍ يُمكنُ للشرطة التحكّم بهم.

استمرّ تكتيك الشرطة حتى منتصف ليل الجمعة، إلى أنْ سُمِع صوت إطلاق نار، ولا أحَد يعرفُ مَن هو الفاعل؛ ونتيجة ذلك كان قد اُصيب شخص، عمره 19 عامًا، من مدينة “است بوينت”، كان متواجدًا أثناء المظاهرة، وقد وُجِدَ الشخص ينزفُ دمًا… فذهب أغلبية المتظاهرين إلى جانب من الشارع؛ لتقديم المساعدة للشخص الذي تعرّض لجرح جراء إطلاق النار.

حينها عملت الشرطة على تسهيل الوصول إلى الجريح مع وصول سيارة إسعاف، إلا أنّ الجريح تُوفّي عند وصوله المستشفى.

وخلال المواجهة مع الشرطة – الساعة 12:30 دقيقة – بدأت الشرطة في استخدام الضوء الموجّه إلى وجوه المتظاهرين؛ وعملت على تفكيك المظاهرة والاحتجاجات، وأخرجت المتظاهرين من الشوارع المهمة في مركز المدينة.

فيما يتعلق بوفاة جورج فلويد ما زالت الفحوصات الطيبة تؤكد أنّ موته لم يكن بسبب خنقه على الأرض، وإنما تُوفّي لأنه كان مخمورًا، وأيضًا لمعاناته من مشاكل صحية.

أسرة جورج لم تقبَل بذلك، ورفضت نتيجة هذه الفحوصات؛ وقالت: “لدينا طبيبنا الخاص”.

هكذا بدأت المشكلة

وكانت المشكلة مع جورج قد بدأتْ عندما أبلغ أحد مُلّاك المحلات التجارية؛ وهو عربي الأصل، كما تقول الأخبار، خلال اتصال يُفيدُ أنّ هناك شخصًا لديه عُملة مزورة؛ وهي 20 دولارًا، ويريدُ أنْ يشتري بها مشتريات، عندئذ قدَمتْ الشرطة وبدأت التحقيق، وهناك بدأت المشكلة.

وكان متظاهرون غاضبون أحرقوا مركز شرطة مدينة “مينيابوليس” في ولاية مينسوتا؛ وهو مكان قَتْل ووفاة جورج، وهكذا كانت نِيّة المتظاهرين في كلّ مكان، كما يُعتقد.

رئيس الشرطة 

رئيس شرطة ديترويت هو داعم للاحتجاجات السِّلمية، وطالب بالقبض على الشرطي الذي كان سببًا في وفاة جورج، بحسب كلامه مع تلفزيون (أم سي إن بي سي)… وبعد خروج المظاهرات السّلمية في مدينة ديترويت طالب بعدم استغلالها والخروج عن سلميّتها.

استمرت الاحتجاجات، أيضًا، يوم السبت، إلا أنّ مصدَرًا لصحيفة (اليمني الأميركي) أكّد أنّ مركز المدينة هو مجمع ليلي في يومي الجمعة والسبت؛ «وهذا لا يعني أنه ليس هناك احتجاج على موت جورج، إلا أنّ الخروج عن السّلمية ليس حلًّا».

قتلْ جورج ليس حدثًا جديدًا بين الأفارقة الأميركيين، وليست الحادثة الأولى؛ فقد تعرض عديد منهم للموت من قِبل الشرطة… وللأسف فإنّ الأغلبية من العاملين في الشرطة هم من البِيض الأميركيين مقابل ضحايا أغلبهم أميركيين من أصول أفريقية في أغلب قضايا الشرطة، وغالبًا ما تَظهرُ العنصرية من البيض تجاه السود… لكن الحلول كانت بإشراك كلّ الأقليات في الشرطة، وأيضًا بتدريب الشرطة، ومراقبتها، وذلك ضمن برامج تستهدفُ رفع كفاءة تعامُل الشرطة مع مهامها بكلّ مِهنيّة واحترافية، وألّا تصلُ إلى القتل، وخاصة عندما يكون المتهم مستسلمًا، ولا يُظهِرُ مقاومة.

   
 
إعلان

تعليقات