Accessibility links

لديه ثلاثة أعمال يمضي فيها (15) ساعة يوميًّا.. -أنور الشميري- يعمل من أجل أسرته ودعم أبناء مدينته في اليمن


إعلان

ديربورن – «اليمني الأميركي»:

أصبح اسم (أنور الشميري) (46 سنة) معروفًا في الأوساط الرياضية بمدينة تعز/ جنوب غرب اليمن، من خلال إسهاماته الخيرية المتواصلة الداعمة للأنشطة الرياضية، التي يظهر من خلالها هذا الشاب وكأنه رجل أعمال ثري يمتلك منظومة تجارية كبيرة، بينما هو في الحقيقة شاب مكافح في أميركا، يعمل يوميًّا في ثلاثة أعمال بدءًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، بدءًا من العمل ببقالة كبيرة في أسواق المصطفي بديربورن حتى الواحدة ظهرًا، ومن ثم يذهب لعمله الثاني مشرفًا في قاعة أفراح، ثم ينتقل لعمله الثالث في مطعم..

بعد يوم طويل من العمل تواصلت معه صحفية “اليمني الأميركي”، وسألته: لماذا كل هذا الجهد؟!.. فردّ: الحمد لله عندي الصحة، ولديّ القدرة على العمل.

ما يعزز من أهمية قصة هذا الشاب أنه مرتبط بقناعات تتعلق بدوره في خدمة وإسعاد الآخرين؛ فهو يوزع عائدات هذه الأعمال بين احتياجات ونفقات أسرته ودعم الأنشطة الرياضة في مدينته (تعز) في بلاده اليمن.. متجاوزًا بذلك أحلامه كأي شاب يريد امتلاك سيارة أو ادارة نشاط تتضاعف من خلاله أمواله.. هو يتجاوز كل هذا، ويشعر بسعادة وهو يعطي أسرته ويخدم أبناء مدينته..

ويوجه دعمه لأبناء مدينته في اليمن في مجال الرياضة، حيث يعمل على دعم الرياضيين وأنشطتهم في المدينة… يقول: أنا كنتُ رياضيًّا ولاعب تنس طاولة، وأحب الرياضيين، ولا يمكنني تجاهل الدور البسيط الذي يمكن القيام به لدعم أبناء مدينتي قدر المستطاع.

يتحدث بنبرة محبة للعطاء وخدمة أبناء مدينته.. يضيف: عندما يموت نجم رياضي من حارتي هناك، وأنا أعرفه، لابد لي من القيام بالواجب ودعم أسرته.

الهجرة إلى أميركا

هاجر أنور إلى أميركا العام 1999، وما زالت أسرته هناك في تعز، حيث لديه ثلاثة أولاد.. يتمتع هذا الشاب بشمائل جعلته قادرًا على النجاح في كل الأعمال التي التحق بها في ديربورن، ويشهد له رؤساؤه بالكفاءة والالتزام.

في قاعة أفراح “سرايا بولس” يقول مالك القاعة السيد سامر أبو خضر: “يعمل أنور في القاعة منذ سنتين، ووثقت به منذ بداية أول يوم له في العمل؛ لتميزه بالالتزام والأمانة في العمل”.

مجتهد ومثابر

ويضيف سامر أبو خضر: “سعيد شخص مثابر ومجتهد وملتزم في أداء جميع المهمات التي توكل إليه، حيث يعمل في أكثر من مجال داخل القاعة”.

وعلى الرغم من أنه يعمل لدى سامر أكثر من (25) موظفًا، منهم (15) عاملاً من أصول يمنية، إلا أن حديثه عن أنور (أو سعيد كما يطلقون عليه)، يشي بكثير من الإعجاب.

من جانبه يشيد أنور سعيد بدور مالك القاعة وإسهامه في دعم بعض المشاريع الإنسانية التي يتولاها، ولو بشكل رمزي.

السيارة

على الرغم من ارتباط أنور بثلاثة أعمال إلا أنه ما زال دون سيارة، وإن كان يمتلك رخصة قيادة.. وهنا يتحدث أنور عن والده الذي كان خلال عمله في أميركا لا يملك سيارة..ويعتبر والد أنور من أوائل المهاجرين اليمنيين إلى أميركا، وكان يعمل في شركة «كريسلير» لصناعة السيارات.

وعدم اقتناء أنور سيارة ليس لكونه بخيلاً، وإنما، كما يقول، أن هذه الأعمال كلها قريبة من منزله، ويمشي إليها على أقدامه، وبالتالي لا يحتاج إلى سيارة.

الربيع العربي 

منذ ما عُرف بأحداث الربيع العربي في اليمن وحتى الآن لم يتمكن أنور من زيارة عائلته في اليمن.. لكن أنور يعمل حاليًّا على استكمال إجراءات استخراج الموافقة الحكومية على استقدام عائلته (زوجته وأولاده) من اليمن، وهو في انتظار الرد من إدارة الهجرة.

   
 
إعلان

تعليقات