Accessibility links

إعلان

انتصار حسن مشراح
جرت مسرعة نحو غرفتها وأغلقت الباب، أمسكت كوثر الورقة وأخذت تتأملها.

أبَعد تلك السنين أحصل أخيرًا عليها! .. لم أكن أصدق أنني سأتحرر وأتنفس هواء الانعتاق، ما كنت أتوقع أن أخرج من جحيم الألم.. بداخلي مشاعر متضاربة، أريد أن أبكي من الفرح وأريد أن أضحك من الخيبة.

تقترب قليلاً نحو المرآة وتتأمل وجهها بشفقة.

مرت فترة طويلة، ضاعت فيها أجمل سنوات عمري، كبرتُ، وتغيرت ملامحي وابيضّ شعري، هل أوجاع العاصفة التي كنت بها سهلة النسيان؟!

هل من السهل عليّ أن أتجاوز الخيبات التي آلمتني؟

الوشوشات من حولي تذبحني، أريد أن أختلي بنفسي، أريد أن أحذف تلك الأعوام من حياتي، الذكريات مؤلمة جدًّا، والدموع كثيرة، أنا امرأة مكسورة، تناثرت أنوثتي هناك على قاع خياناته، انكسر شيء جميل كان بداخلي فكيف له أن يعود؟ نظرات المجتمع لا ترحم، تظهر أمامي أحداث حياتي كشريط سينمائي أتابع أحداثه بحسرة، وأبكي شفقة على نفسي.

قامت كوثر لتخبّئ ورقة مصيرها المهمة بأحد الأدراج وجلست.. ستكون هذه آخر جلسة لجلد الذات، نعم فالذكريات المؤلمة هي عقاب نعاقب به أنفسنا، سأبوح للجدران التي حولي بحرقتي، وأخرج من هذه الغرفة وأنا امرأة أخرى، سأغلق على الماضي وأفتح صفحة للحاضر علّه يكون سعيدًا.

تعثّرتْ بعدة آلام وهي تنزل لسرداب ذكرياتها المظلم، تكوّمت على نفسها فوق أحد الكراسي وشردت في تلك الأحداث…….

بين ليلة وضحاها حدث ما غيّر مسار حياتها، انساب في الليل إليها حديث أبويها: هذا الرجل سيسعدها، لا يبقى للمرأة في الأخير غير زوجها وبيتها.

في الصباح استدعاها والدها، لا ليستشيرها، بل ليسمعها قراره..

– لقد جاءك خاطب يا ابنتي ولن أرده.

– لكني لا أريده يا أبي.

– لقد اتفقت مع الرجل وأعطيته كلمة.

– لكني لا أعرفه يا أمي.

– ستتعرفين عليه مع الوقت، أنا كذلك لم أكن أعرف أباك، أول لقاء بيننا كان ليلة الزفاف.

ورقة صيّرت الغريب قريبًا، تفاجأ كل من حولها بخبر الزفاف المفاجئ، أغلقت على صندوق أحلامها، وقصت أجنحة الآمال، وذهبت عرجاء تتكئ على الخيبة نحو بيت عبوديتها، حتى ورودها عندما انحنت لتشمها قالت: عمّ تبحثين؟!  أنا لا رائحة لي، كل ما هنا مزيف، أنتِ اليوم مزيفة كذلك، ترتدين الأبيض، ولا توجد داخلك أيّة فرحة، أنتِ مثلي بهذا اللون الأبيض الخالي من أيّ عبق!

نعم لقد سخر القدر منها يومها، وبفم أدرد ضاحك مستهزئ قال: هذا هو زوجك.

قامت لتخرج ألبوم صورها..

– هذه آخر مرة أمسكه، هذه الفتاة التي في الصور لا أعرفها لم تعد تمت لي بأي صلة. 

نحن لا نلتقط الصور لكي تسعدنا في الأيام القادمة، بل نلتقطها لنبكي على ذكرياتنا الموجعة، نبكي على الأمس الذي يظل يذبحنا في الصميم. 

نتصفح ألبوم الصور فنبكي على طفولة انتهت، وأصدقاء اختفوا، وعلى شخص رحل، وشخص غدر، وشخص مات…

سحبت أول صورة من الألبوم وتساقطت قصاصات صورة على الأرض، ونزلت معها دمعة.

ما أوجع افتعال ابتسامة فرحة طيلة حفل زفاف! وبينما تصدح الأغاني كلها هناك عن الحب ولقاء الأحبة، كان الحب لا يمت للقائهما بأي صلة، زُفّت إليه في إحدى الليالي الكئيبة الممطرة، ظل المطر يسقط طيلة الليل وكأن السماء تبكي حظها.

صارت أمام رجل كل همه أن يستلم جسدها ليُسمى الفاتح، أعديم الرحمة هذا  هو رجل حياتها؟! لكَم كانت ترسم صورة لأميرها طيلة فترة صباها، وظلت تسبح بأحلامها الوردية، وتنسج غدها بالأمل على أن يكون الآتي كله مليئًا بالحب.

تنظر نحوه وتتأمل بتلك الملامح القاسية وتفكر..

 لماذا دفع بها القدر نحو ذلك السرير؟! لماذا تركها كالشاة المسلوخة وأدار لها ظهره ليدخن سيجارته؟!

في الصباح استيقظ مبكرًا… 

– كوثر هيا تجهزي سنذهب إلى أمي لأريها شيئًا.

صعدت معه السيارة، وبكل تلقائية مدت يدها نحو جريدة لقيتها أمامها، 

أخذتها وفتحتها لتقرأها، صرخ بشدة عليها: أنزليها، سيرونك الناس فيقولون هذه مثقفة تقرأ الصحف.

– وهل هذا عيب؟! 

– المرأة لا تقرأ الصحف، وحده الرجل من يقرؤها، ماذا إنْ رآك أحد يعرفني؟ ماذا سيقول عني؟! لا تنسي أنك زوجتي، فادرسي كل خطوة تقومين بها منذ اليوم.

وصلا للبيت، وأمرها بانتظاره في السيارة قائلاً: باستهزاء لن نتعبك بالصعود يا أستاذة، إذا أردت أن تقرئي الأخبار الآن فلا بأس، فنحن في حوش مغلق. 

ركض نحو أمه ليريها الراية الحمراء، عمت الزغاريد في الأعلى، ورفعت راية النصر، وعاد مزهوًّا بإنجازه العظيم.

ترسم على وجهها ابتسامة ساخرة وتتساقط قصاصات صورة أخرى.

تجلس لترشف كوب قهوتها وهي مستمرة في ذكرياتها.

كانت عبارات التعارف تدعو للشفقة، أهذه أسئلة تدار بين زوجين؟!

ما اسمكَ الكامل؟ كم عمركَ؟ ما هي هواياتك؟ ما هي طبيعة عملك؟ ما هي البرامج التي تحبها؟ ما هي الموسيقى التي تسمعها؟ ما هي الأكلات التي تعجبك؟ ماذا تحب وماذا تكره؟ ما هي أحب الألوان إليك؟ ما هي أحلامك؟ كم هو رقم هاتفك؟

أهذه أسئلة طبيعية بين زوجين؟!! أيتبادلان الأرقام بعد أن ضمهما سقف غرفة واحدة؟!

تتساقط قصاصات صورة لهما معًا..

– خالد متى سأذهب لعملي.. لقد مضى شهران على زواجنا؟

أطلق ضحكة مزعجة، وقال: ماذا؟ تعملين؟! لا تمزحي معي مرة أخرى، زوجتي لن تعمل، دعك من هذا الهراء، سأعطيك ضعف ما تحصلين عليه في عملك مقابل جلوسك في البيت.. بالمال نشتري كل شيء، ولقد اشتريتك، وأنت صاحبة الشهادات ههههه

سألته باستغراب: وأنت ألا تملك شهادة؟؟ حين تقدمت قال أبي إنك مهندس!!

– طُردت من إحدى الكليات بسبب رسوبي المتكرر لم أكمل عامين من دراستي، ماذا أفعل بالشهادة ولدي كل هذه الأموال؟ حفنة من الدولارات هي أكبر شهادة، وتجعل الآخرين يسجدون لك تعظيمًا ههههه، أنت الآن زوجتي فقط، أنت امرأة مثل كل النساء ليس إلا.. هيا تجهزي سنخرج للتسوق معًا..

 كان يهرول وظلت تلحقه وتلحقه، هكذا رسم له مجتمعه صورة المرأة، من العيب أن يمشي الرجل بجانب زوجته.

تتعب من كثرة الركض وراءه، فتتوقف لأخذ نفَسَها، فيلتفت إليها موبخًا: ما بكِ كالسلحفاة؟؟

– أنا سلحفاة؟! أم أنت الذي تركض كأنك في سباق الماراثون؟!

تتساقط قصاصات صورة على الأرض..

كانت تصطف أمام مرآتها عشرات من العطور الفرنسية وماركات مشهورة من مستحضرات التجميل، كان خزانتها مليئة بأبهى الملابس، أثاثها من أرقى الأنواع وأفخمها، ساعاتها لا يرتدي مثلها إلا المشاهير، مجوهراتها من أجدد ما تعرضه المجلات النسائية، أحذيتها أسعارها خيالية، ستائر المخمل تزين النوافذ، قصر كبير تعيش به، ومع هذا ظلت تشعر أن كل تلك الأشياء التي حولها عادية جدًّا.. السجن حتى إن كانت قضبانه ذهبية يظل سجنًا.

لم تشعر أبدًا أنها في بيت، بل في معسكر عليها أن تبقى مستيقظة فيه 24 ساعة، من واجبها خدمة زوجها بكل صغيرة وكبيرة حتى الأكل بحضوره مستحيل.. كان صراخه لها كصافرة إنذار ما إن تسمعها حتى تمتنع عن الكلام والضحك والحركة والتنفس والحياة.. يصرخ آمرًا إياها: ولا كلمة، 

فتقف كرخامة التمثال، وتتسمر تحت مطر جنونه.. خرجت من بيت تتحكم به قوانين والدها إلى بيت تتحكم به قوانين زوجها، كانت ستبقى لولا أن رائحة الخيانة بدأت تفوح منه..

دققت في ياقة قميصه الذي خلعه فكذّبت عينيها: لا ليس هذا أثر أحمر شفاه.

ولكن ما هذه الشعرة النسائية التي قد التصقت بجاكيته؟ هي ليست لي، شعرة غريبة تلصق نفسها بوقاحة على رجل متزوج!!

– خالد لماذا تعاملني بقسوة دائمًا؟

– النساء كلهن يستحقن الإهانة، هن كالأحذية إن لم تعجبك ارمِها واجلب غيرها….

تتساقط قصاصات صورة أخرى..

خلال عام تعودت عليه، ومعه عرفت أن معظم العلاقات الزوجية قد تستمر دون حب، فالألفة والتعود هما من يحافظان على العلاقة، ويجعلانها تستمر وتدوم.. أغلب المتزوجين من حولنا لم يعرفوا ما هو الحب، قد تنشغل الطبقة البسيطة بالبحث عن لقمة عيشها، والطبقة الغنية أمامها الكثير من الملهيات، غريب أن يعيش الزوجان دون أن يشعرا بالحب، تناقضات كثيرة تسكننا.

هو لم يكن يريد زوجة، بل خادمة في البيت، وكانت تقوم بكل واجباتها دون أي تذمر.. 

قصاصات صورة أخرى تتساقط بحركة عصبية..

– طرف ثالث دخل بينهما، لقد أحكمت عليه شباكها، فأصبح يتأخر في عمله، وحين يرجع يظل يصرخ وينتقد كل ما أمامه.

قررت أن تصارحه وتستفسر عن السبب، وحين وجدت الفرصة سألته: خالد هل أنا مقصرة معك بأي شيء؟

لأني أشعر أنك تغيرت معي دون سبب معروف، إنك تتحاشى حتى النظر لوجهي أو الاقتراب مني.. ماذا هناك؟ 

هل توجد أخرى بحياتك أبعدتك عني؟ 

بعصبية قال: أوووه لا أسمح لك أن تقولي هذا، لا يوجد أي شيء مم تفكرين به، أنا رجل لديّ مشاغلي وأعمالي، ولا وقت لديّ لهذه التفاهات، أنتِ خيالية زيادة عن اللازم، أظنك عشت قبلي علاقة حب ساخنة، ولهذا تظنين بي هذا الظن وأنا بريء.

بانفعال قالت: ماذا؟!! أنا التي لا أسمح لك أن تتكلم عني بهذه الطريقة، أنا أعرف كل شيء لقد قرأت كلامكما..

 وجّه لها صفعة مؤلمة قائلاً: تتجسسين عليّ؟ نعم أنا أخونك، أنا رجل، وأنا حر أفعل ما يحلو لي، أنت لا دخل لك، المهم أن لا شيء ينقصك في بيتك، هذا ما عليّ أن أفعله.

أمسكت خدها الموجوع وركضت باكية للغرفة الأخرى.. صرخ من الغرفة: أنا غاضب عليك، وسأهجرك في المضجع حتى تتأدبي، ستلعنك الملائكة حتى الصباح.

– أمثلك يتكلم عن الملائكة!! ألأجلك أنت ستلعنني الملائكة؟!

تُرمى قصاصات صورة بقوة وتتناثر في أرجاء الغرفة.

انكسر شيء بينهما من يومها، وأصبحت تنفر منه وتخافه، لقد عادت بها ذاكرتها لصفعات والدها.. حظها إذن أن تلقى نفس المعاملة هناك وهنا.

تتأمل وجهها في المرآة: هل أنا قبيحة؟! لماذا يخونني؟!

أصبحتُ أتقزز من علكة تلعكها العشرات ثم تعود لفمي، كم صرت أشمئز من شخص يعود إليّ نجسًا ليدنس طهري.. جربت أن تشتكي لوالدها..

– اصبري يا بنتي فلكل رجل فترة طيش، قريبًا سيصبح كالخاتم في اصبعك، المهم أن لا يقصر معك في أي شيء، يطعمك ويلبسك ويعطيك المال إن طلبت.

تساقطت قصاصات صورة.

– لقد بدأ خالد بالشك في كل تصرفاتي، يشك بي لأن الخيانة تجري في دمه، هو لا يستطيع أن يكون وفيًّا لنفسه، كم كنت أتمنى أن أفتح هاتفه وبدلاً من أن أجد رسائل الخيانة أجده يقول: عفوًا أنا رجل متزوج وأحب زوجتي.

بدأت أفكر جديًّا بالانفصال.. إلى متى سأظل أتحمل هذه الحياة؟! تصرفاته وخياناته أحدثت فجوة كبيرة بيننا، إنْ كانت هنالك بعض المشاعر، فها هي قد ماتت، لم أعد أشعر بأيّ شيء أثناء وجوده معي.

تجعدت في يدها صورة أخرى لهما ورمتها أرضًا، وهي تتذكر قسوته معها

– أتهددين مرة أخرى؟ سأترككِ سأترككِ مللت من هذه الأسطوانة. 

شد شعرها وسحبها للغرفة الأخرى، هز رأسها بشدة ثم صدمه بالجدار.

– ماذا تستطيعين أن تفعلي؟

صرخت بوجهه: خالد وصلنا لنقطة النهاية انتهى ما بيننا سأتركك فعلاً، وعِش في مستنقعك القذر.

وجّه لها صفعة مؤلمة: اخرسي.

نظر نحوها والشرر يتطاير من عينيه: أتحداك أن تطبّقي تهديدك.

فرت من قبضته، وهي تصرخ: خذ أموالك وجواهرك وثروتك اشبع بها فحريتي أغلى من كل شيء.

تصدى لها عند الباب: لن تخرجي.

– بل سأخرج.

يا لتلك النظرات! لا يتبادلها غير أعداء وسط معركة.

تتساقط قصاصات صورة.

– أبعد كل ذاك كان يريدني أن أبقى؟ لماذا ليذيقني المزيد من الذل؟ 

سنين طويلة مرت وأنا أنتظر سماع خبرين لا ثالث لهما، خبر تحرري القانوني، أو خبر نعي يعتقني من جبروت رجل ظالم، كم من الدعوات كانت تنساب عليه في جوف الليل..

تتساقط قصاصات صورة من يد متعبة..

 لقد مات بالنسبة لي منذ مدة طويلة، صنعت له قبرًا بقلبي، فالبعض نصنع لهم قبورًا تحت التراب، والبعض نشيّد لهم قبورًا داخل قلوبنا، قلبي صار مقبرة موحشة، حتى إنني صرت أنتظر من كل من ينظر إليّ أن يقرأ عليّ الفاتحة ويتبعها بقوله (سلام عليكم أهل القبور).. لقد ظل قبره دون شاهد، ولم تنبت عليه أية زهور للذكريات الجميلة.

قامت من كرسيها وهي ترمي غلاف الألبوم الفارغ، فتحت جهازها لتتصفح الإنترنت، فتحت صفحته حينها لتلقي عليها آخر نظرة، وبدأت تتأمل ما بها، وهي تسائل نفسها: أكان هذا الشخص زوجي؟! لا لا أصدق.

سألها الفيس بوك: هل تعرف خالد؟ …لو تعرفه أرسل له طلب صداقة.

كذبت على الفيس بوك قالت له: لا أعرفه، لا أعرفه أبدًا هذا الرجل الأول والوحيد في حياتي، لا أعرفه.. هذا الذي شاركني وسادة واحدة، لا أعرفه.. هذا الذي نُسبت إليه بكلمة زوجته.. صدقها الفيس بوك وتركها بحالها.

خرجت من غرفتها، وهي تشعر فعلاً أنها أخرى، اتجهت نحو حوش منزلهم.

أتكأت هناك على شجرة كأنها تستند على صديق قديم تبث له همومها، تحركت الأغصان اليابسة كأنها تجيب نداءاتها الصامتة.

سمعت زقزقة من بعيد، وتذكرت عصفورها الصغير الذي وجدته ذات يوم كسير الجناح، وحين استطاع أخيرًا أن يفرد جناحيه بكل ثقة، أخذت بقفصه إلى سطح المنزل، وهناك فتحت له الباب، لكنه لم يطِر، مؤلم أن تفتح القفص للعصفور فيرفض أن يطير.

انزوى خوفًا في ركن من أركان القفص، أدخلت يدها لتخرجه فظن أنها ستؤذيه أطلق صفير استنجاد، فاضطرت لآخر حل رفعت القفص وهزته بقوة، لكنه تشبث بالقضبان وزقزق مسترحمًا، هزت القفص مرة ثانية، كان هذا الشيء مرعبًا بالنسبة له، كان خائفًا جدًّا يتلقى أكبر مصيبة في حياته،  كان يومها في محنة، ولكنه لم يكن يدري ما الفائدة من تلك المحنة، لم يكن يدري أن وراء كل ذلك منحة جميلة.. فزع العصفور وخرج من القفص.. هل يجب أن نذوق مثل تلك الهزة قبل أن نذوق حريتنا؟؟ 

لعل عصفوري جاءني مهنئًا اليوم، هكذا فسرت تلك الزقزقات، نعم إنها لحظة المخاض.. إنها ولادة جديدة.

 وأنا كنت تمامًا كذلك العصفور.. لقد  انكسرت لكني انتصرت، عشت أحداث هزة عنيفة، ثم أزلت عن ظهري حملاً ثقيلاً أتعبني لمدة طويلة، وصرتُ حرة…

تضع أمامها كومة القصاصات تلك وترمي نحوها عود ثقاب…

   
 
إعلان

تعليقات