Accessibility links

رشاد اسماعيل وخصوصية الاشتغال بالحبر الأسود الشينيّ


إعلان
إعلان

صنعاء – « اليمني الأميركي» – أحمد الأغبري: 

على مدى تجربته الفنية الممتدة منذ منتصف الثمانينيات إلى نهاية التسعينيات قبل غيابه عن الساحة، برز التشكيلي اليمني رشاد اسماعيل (1960) باعتباره واحدًا من أهم فنانيّ الجرافيك في بلاده، من خلال تميّزه بالرسم بالحبر الأسود الشينيّ على ورق مقوّى،

وهو أسلوب تفرّد فيه بقدرته على تطويع الأشكال الهندسية في التعبير عن رؤاه تجاه الواقع المحيط.

ما يُميّز تجربة هذا الفنان في الجرافيك أنه استطاع، من خلاله، أن يُمسك بأسلوب يخصّه، ويمتلك زمام لغة ارتبطت باسمه وارتقت بأسلوبه، وعبّرت عن تجربة نضجت مبكرًا في علاقتها بالأسلوب واللغة.

ومثل هذا لا يصل إليه الفنان في مرحلة قصيرة كما فعل هذا الفنان، الذي يُعدّ من أبرز أسماء الجيل الثاني في المشهد التشكيلي اليمني.

يُمكن توزيع لوحاته إلى قسمين: قسم تحتشد في اللوحة الأشكال وتتزاحم التكوينات، وعلى الرغم من ذلك لا تبدو اللوحة مغلقة على الفهم، بل تنفتح لكلّ مشاهد ليفهم منها ما يريد، وقد تميّز فيها الفنان باشتغاله على تفاصيل كثيرة مستفيدًا من فضاءات النصّ البصري.. والقسم الثاني من لوحاته يظهر فيها شكلٌ مركزي يُهيمن على وسط اللوحة، ويتجلى غاية في الجمال لا سيما مع الضوء الذي تمنحه الفراغات المحيطة بالكتل السوداء. ويعبّر الفنان في كلّ لوحة عن حالة من حالاته الداخلية في علاقتها بالمحيط الخارجي، وهنا يتجلى متميزًا بقدرته على بلورة مشاعره وأفكاره ورؤاه من خلال نصوص بصرية عميقة في معانيها وواسعة في رؤاها؛ وهي النصوص التي تبقى معها القراءة – كما سبقت الإشارة – مفتوحة على تأويلات لا متناهية؛ وهنا – بلا شك – تبرز عظَمة أيّ فنان.

كما يتميز هذا الفنان، في تجربته بالرسم بالحبر الشيني الأسود، بقدرته على استنطاق طاقات اللون الأسود والاشتغال من خلاله مستخدمًا الأشكال الهندسية في التعبير عمّا يريد قوله مستغلاً في ذلك الضوء الذي يمنحه الورق المقوّى، الذي يفضّل الرسم عليه، وتتوقف لوحته عنده ولا تنتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل فنّ الجرافيك.

أنجز رشاد اسماعيل، وهو خريج كلية الفنون الجميلة في القاهرة، بجانب هذه الأعمال أعمالًا أخرى بألوان زيتية، لكنها قليلة جدًا، وإنْ كانت تُبرهن على قدرة الفنان على التعامل مع تقنيات أُخرى، لكن وِفق مصادر فإن التزام هذا الفنان أسلوب الحبر الشينيّ هو نتيجة إصابته بعمى الألوان.. أما عزلته وتوقفه عن الرسم فنتج عن تركه يعاني وحيدًا من مرارة ظروف الحياة التي كرّست عزلته وانطواءه على نفسه للأسف، وهو وضع يعيش معه فقرًا وعوزًا شديدين منذ عقدين تقريبًا.

   
 
إعلان

تعليقات