Accessibility links

رحّالة يمنيّ في جنوب السودان: رسالة سلام على ظهر جمل


إعلان

صنعاء – « اليمني الأميركي» محمد الأموي:

أحمد عبده القاسمي (62 عامًا) رحّالة يمني شهير طاف العديد من البلدان، وما زال متنقلاً بين مختلف تضاريس الأرض (جبالها، صحاراها، ووديانها)، منذ العام 1992م وحتى الآن، على ظهر سفينة الصحراء (الجمل)؛ حبًّا في المعرفة والمغامرة والتعريف باليمن؛ ولذلك أطلقت عليه جامعة الدول العربية لقب (سفير العرب)، ولأنه محبّ لوطنه وأبنائه فقد حاول إيصال ما يعيشه وطنه من مأساة بسبب الحرب والحصار في رحلاته التي نفذها منذ 2015م.. هنا يتحدث عن تجربته لصحيفة (اليمني الأميركي) من جنوب السودان:

يقول: “خلال الخمس سنوات الماضية وحتى الآن، يعني خلال الحرب التي لا زالت تئنّ تحت وطأتها بلادي حرصتُ في رحلاتي البالغة خمس رحلات حتى الآن، أن تحمل شعار (اليمن بلد السلام)”.

وأضاف: “لقد تحدّثتُ في لقاءاتي، سواء الإعلامية، أم مع زملائي الرحالة العرب والعالميين، أم في ندواتي ومحاضراتي، عن الحرب في اليمن ومآسيها وما خلّفته على المواطن اليمني من أوضاع معيشية وحياتية سيئة، والمأساة التي يعيشها الشعب اليمني في ظل الحرب والحصار، وحجم الدمار الذي طال المنشآت الخدمية والمرافق الحكومية في مختلف محافظات اليمن، وهو ما كنتُ أحرص عليه – أيضًا – من خلال حملي للبروشورات التي توضح ذلك”.

واستطرد: “لقد وجدتُ تعاطفًا وتضامنًا كبيرين من الجميع، ودعوة البعض منهم للعمل على إنهاء الحرب في بلادي وفك الحصار”.

التخطيط

عن طبيعة رحلاته الحالية مقارنة برحلاته السابقة يوضح القاسمي: «حرصتُ في الوقت الراهن ألّا تكون رحلاتي مفتوحة وطويلة كما في السابق، بل أن تكون رحلة لكلّ دولة على حِدة، ومن ثم العودة إلى اليمن، فمثلاً قمتُ برحلة في صحراء الربع الخالي في 2015م، وفي العام 2016 قمت برحلة إلى دارفور في السودان مع رحالة أفارقة وعرب، طفنا صحارى دارفور».

واستطرد: «وفي العام 2017 قمتُ برحلة إلى الهند في إقليم راجستان في الشمال، وبدأتُ من بومباي – جنوب الهند، مرورًا بوسط الهند، وحتى راجستان، وعدتُ إلى اليمن، وفي 2019 قمتُ برحلة إلى أرض الصومال».

وتابع: «حاليًّا أنا في رحلة أخرى في جنوب السودان منذ نهاية 2019، وأسعى لدخول تشاد والصحراء الكبرى حتى موريتانيا والمغرب، إن شاء الله تعالى».

في كلّ رحلة يستخدم القاسمي جَملًا يطوف من خلاله ذلك البلد وغيره… يقول : «استخدمتُ في رحلاتي هذه (17) جملاً، اشتريتُ كلّ واحد منها من مكان انطلاق الرحلة، ورافقني (13) شخصًا، أحدهم ابني فيصل الذي رافقني في رحلة الهند».

صعوبات ومشاكل

عن أبرز ما يواجهه في رحلاته يقول: «عدم توفر تأشيرات الدخول لبعض الدول، بالإضافة إلى حياة وطبيعة وبيئة الصحراء وما تحتويه من حيوانات مفترسة، علاوة على النزاعات والحروب في بعض الدول.. هذه أبرز الصعوبات التي نواجهها؛ لذلك عندما أخرج من بيتي مودعًا أسرتي، أخرج حاملاً رأسي على يدي، وكأنني لن أعود إليهم حيًّا».

الرحالة المؤلف

صدر للقاسمي عدة مؤلفات منها: «شروط الرحلات وآدابها»، و»الوطن العربي في 360 يومًا»، و»أفريقيا في 240 يومًا»، و»رحلة أفريقيا حول العالم على الجِمال».

طموح دائم

عن طموحاته المستقبلية يوضح: «أطمحُ للقيام برحلات في القارتين الأميركيتين (اللاتينية والشمالية)، ولكن ما يُعيقني عن ذلك تأشيرات الدخول، وأيضًا أطمح لتسلق قمة كلمنجارو مرة أخرى».

أحمد القاسمي ابن الـ 62 عامًا أنموذج للإنسان اليمنيّ الذي لا يتوقف دأبه مهما واجهته الصعوبات.. يُحبّ الجميع ويتعايش مع مختلف الظروف، ومثله أبناء بلده الذين يتطلعون إلى بلد آمن مستقر خالٍ من الحرب والصراع، وهذه هي رسالة القاسمي التي يحرص أن ينقلها إلى كلّ بلد تحط فيه رحاله، بما فيها البلدان التي يزورها، وهي تعيش حربًا ونزاعات، فالسلام في بلاده وفي كل بلدان العالم رسالة سامية لا بد أن يعمل عليها الجميع.

   
 
إعلان

تعليقات