Accessibility links

دوريّ المجموعات السِّت: بشائر وأخطاء ما بعد (العجاف الكروي..!)


إعلان

عبدالله الصعفاني*
أظهر دهشته من قيام فريق رياضي شارك في بطولة أندية الدرجة الثالثة بِرَهن البندق الآلي عند فندق إقامة اللاعبين إلى أن تُصرَف مستحقات السكن، واحتمال مصادرة الرّهان في حالة عدم الدفع.

قلت له صدِّق ولا تندهش.. كلّ شيء جائز، بما في ذلك تصابي العجائز.

* ورغم سلبية ما عانته أندية الدرجة الثالثة في تنقلاتها وإقامتها من المشاكل لا أخفي سعادتي بإقامة دوري الدرجة الثالثة، الذي أقيم مؤخرًا، وانتهى بصعود خمسة أندية إلى الدرجة الثانية عن تجمعات أمانة العاصمة صنعاء، والمهرة وشبوة وتعز والحديدة، على أمل أن يصعد نادٍ سادس عن مجموعة عدن التي شهدت انسحاب ناديين، وانتقال منافسات المجموعة إلى محافظة أبين.

* وفي موضوع دوري الدرجة الثالثة أتفقُ تمامًا مع ما قاله الكابتن رشيد النزيلي من موقع لاعب الأمس الخبير، وإعلامي اليوم الذكي، من ضرورة إقامة النشاط الرياضي على مستوى جميع المحافظات، مع مراعاة أن يكون النشاط والتنافس بين أندية المحافظات القريبة من بعضها جغرافيًّا لتعويض عدم انتظام المسابقات بطريقة الكل مع الكل، والتغلب على العوائق التي تفرضها الحرب وتداعياتها المختلفة.

* ومهما كان سوء إدارة اتحاد كرة القدم للعبة، يجدر هنا الترحيب بقراره إعادة دوري الثالثة الذي توقف منذ قرابة عقد من الزمن؛ لأن إقامته هي إيذان بانطلاق دوري الدرجة الثانية، وتطبيق نظام الصعود والهبوط.

* وحتى وكرة القدم هي لعبة الكبار داخل كل بلد، لا غنى للرياضة في اليمن عن انتظام مسابقات الدوري بدرجاته الثلاث، ولاحظنا ذلك في الحماسة التي شهدتها بطولة الدرجة الثالثة التي اشترك فيها 34 ناديًا من مختلف المحافظات اليمنية.

* كرة القدم لعبة الكبار، نعم.. ولكن الصغار على خارطة التصنيف يجب أن يكبروا فيها، ويحصلوا على فرص النشاط والتنافس، وسيكتمل الرضا بإقامة منافسات المجموعة السادسة التي جرى نقلها إلى محافظة أبين بسبب سوء الفهم المتواصل بين أندية عدن وبين اتحاد كرة القدم المتمسك بعقوبات يتخذها جراء عدم مشاركتها في دوري الدرجة الأولى.

* وبعيدًا عن حسابات من صعد ومن بقي، هناك الكثير مما يجب أن يُقال لكلٍّ من اتحاد كرة القدم وفروعه في المحافظات.

اهتموا بالبطولات الرياضية، وهناك أكثر من طريقة لتثبيت هذا النشاط، أبرزها الاستفادة من الأخطاء، ومراعاة المسألة الجغرافية، بحيث تلعب أندية كل محافظتين متجاورتين في مجموعة لتقليل الصعوبات، وأهمها صعوبات التغطية المالية، خاصة وقد شاهدنا أندية فقيرة عانت من هزالة المبلغ المقطوع الذي حصلوا عليه في صور مختلفة.

* وعندما اشتكت أندية مثل نجم سبأ ذمار، أو بدر مناخة، من تكاليف الإقامة قال محسوبون على الاتحاد بلسان الشّح: لماذا لا يلعب القادمون من ذمار أو مناخة في صنعاء، ثم يعودون مباشرة بعد المباراة إلى ذمار ومناخة، ثم السفر من جديد إلى العاصمة في كل مباراة..!

* شوفوا الاستهتار عندما يلبس بنطلون وربطة العنق فوق فانيلة علاقي..!

تفكير غريب يثير السؤال حول ما إذا كان غياب الاتحاد خارج اليمن أفقده إدراك التكلفة الكبيرة لتنقّل الفِرق، وكيف لم يأخذوا خبرًا عن حافلات نقل اللاعبين، وما تحتاجه للتزود بالوقود وسط مشكلة المشتقات النفطية؟

* الأمر الآخر، كان محبطًا أن يقلِب محافظون ظهر المجن لواجب القيام بمساندة الأندية التي مثّلتهم في تجمعات الدرجة الثالثة، وليتهم عملوا شيئًا لدعم شباب أندية عانوا كثيرًا.. ليت السلطات المحلية تساعد الأندية، وتدعم الشباب في استعراض حماسهم ومواهبهم؟

* نحن في حرب، نعم، ولكن من حق لاعبي المحافظات أن ينشطوا رياضيًّا، وأن ينافسوا، وأن يختبروا قدراتهم دونما استسلام للعجاف الكروي الذي إنْ تحرّك رافقته خيبة رهن الأوالي.

* يا اتحاد كرة القدم.. ارصدوا الأخطاء المالية والإدارية والفنية التي ظهرت في دوري الدرجة الثالثة، واعملوا على تلافيها في المستقبل؛ لأن انتقال فريق من ذمار وعودته بعد كل مباراة، كما اقترح البعض، يحتاج إلى مائة وستين ألف ريال، كقيمة بترول فقط.

* عَود على بدء.. جيد إقامة دوري الثالثة، ولكن أحسنوا التقدير للتكلفة المالية للمشاركة حتى لا تتبهذل الفِرق، ويضطر القائمون عليها للاقتراض أو الرهان المقبوض.

*  ويا فروع اتحاد كرة القدم.. اهتموا بالإعداد الإداري والفني الجاد، بحيث لا تكثر الخلافات والاحتجاجات على حساب الأهداف الكبيرة للمنافسة الرياضية بين شباب اليمن.

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات