Accessibility links

جدارية اليمن في هامترامك.. خلاف القيمة والمصلحة


إعلان

هامترامك – « اليمني الأميركي» سايمون ألبيت

تشهد مدنية هامترامك خلافًا حول وضع جدارية ثقافية عن اليمن، والكائنة منذ خمس سنوات على جدار لمطعم سبأ والمطلة على أرض يسعى مالك مطعم “يمن كافيه” الذي يملك تلك الأرض أن يبني عليها فندقًا صغيرًا يعود بالنفع على المدينة – كما يقول، بينما ترفض منظمة (هامترامك واحدة) وناشطون في المدينة البناء؛ لأنه سيحجب الجدارية التي صارت من المعالم الثقافية للمدينة، وتُعبّر عن هوية وثقافة جالية من جاليات وأقليات المدينة مثل غيرها من الجداريات في المدينة التي تمثل ثقافات أقليات أخرى.

تبلغ مساحة اللوحة 80 قدم مربع، وقد صُرف على تنفيذها نحو 20 ألف دولار، وعادة يتم دعم هذه اللوحات من قِبل مجتمع المدينة والخيّرين، فيما يتم تنفيذها من قِبل فنان تشكيلي.. ونفذ جدارية اليمن الفنان داسيك فرنانديز الذي استوعب في موضوعها شخصيات يمنية ممثلة في المرأة المرتدية الحجاب، وخلفية تُمثل شجرة دم الأخوين النادرة، والتي لا توجد سوى في جزيرة سقطرى اليمنية، وكان الهدف منها هو الاحتفال بتنوع سكان هامترامك.

 

الجدارية مهمة 

«اليمن في حالة حرب أهلية وخارجية وتشهد تدميرًا للبيئة، بما فيها جزيرة سقطرى»، يقول أحمد شوفان، أحد المدافعين عن بقاء الجدارية، مؤكدًا أن “اللوحة تُعبر عن هُوية ثقافية، ويجب أن تبقى كما هي؛ لأنها تمثل ثقافة أقلية عربية مسلمة من أقليات المدينة”.

وكان مالك مطعم “يمن كافيه” علي الزبيري اشترى الأرض المجاورة قبل أن يتم رسم اللوحة من قِبل منظمة (هامترامك واحدة)، والتي تولت مسؤولية كل من “جدارية اليمن” و”جدارية بنغلاديش” في هامترامك.

 

يقول المدير التنفيذي للمنظمة (بيل ماير): اللوحة موجودة قبل شراء الأرض، كما تم عرض أرض في الخلف، وأيضًا يكون الشارع على اتجاهين، لكن علي الزبيري قال: إن التعويض ليس كما يريده وليس عادلاً، حيث قال: بالإضافة إلى كوني سأفقد الأرض أنا سأدفع مبلغًا من المال”.

وأضاف ماير: “الناس يأتون من جميع أنحاء المدينة لرؤية الجدارية.. إنه بالضبط ما أردنا أن تفعله اللوحة الجدارية، وهو الافتخار بتنوع المجتمع”.

 

مالك الأرض 

يقول مالك الأرض علي الزبيري لصحيفة (اليمني الاميركي): أنا على استعداد للمساهمة في إنجاز لوحة أخرى في الجانب الآخر من مطعم “يمن كافي”، وبشكل أفضل، أنا مستعد لدعم اللوحة بمبلغ (8) آلاف دولار كمساهمة مني، وهذا ما أقدمه للمجتمع والمدينة للحفاظ على اللوحة.

وأضاف: “على الرغم من كوني صاحب الأرض، وأن شرائي لها كان قبل عمل اللوحة، إلا أنهم لم يبلغوني عند إجراء التنفيذ”.

وأضاف ماير في تعليق له: «إن اللوحة أصبحت رمزًا ثقافيًّا، والناس تأتي للمدينة لزيارة هذا المكان، حيث أصبحت الجدارية من معالم المدينة، وأنا دائمًا أسمع الناس يتحدثون عنها كثيرًا، وهي تسهم هنا في خلق تقارب بين الناس والثقافات».

 

الوضع القانوني 

أصبح مشروع بناء فندق صغير مطروحًا للتصويت عليه من قِبل المجلس المحلي الذي أُجّل الجلسة إلى 13 أغسطس الجاري، حيث قدّم مالك الأرض طلبًا لبناء فندق صغير يستفيد منه الجميع من حيث توفير خدمة، وأيضًا استحقاق ضريبي للمدينة كما يقول.

وفيما يتعلق بموقف رجال الأعمال يقول توفيق الجهيم – صاحب مطعم ومحل تجاري في المدينة: إنه من حق صاحب المطعم أن يقرر ما يشاء؛ فالأمر متروك له لأنه مالك الأرض، ولا أحد لديه الحق في منعه.. نحن في بلد قانون وهو صاحب المصلحة، وأن ينشئ فندقًا جديدًا صغيرًا فهذا شيء مهم للمدينة، وسوف يزيد من الدخل”.

وحسب موقف الطرف المؤيد لبناء المطعم فإن اللوحة تُمثل تذكيرًا قويًّا بجمال اليمن، لكن في مجتمع يغلب عليه الدخل المنخفض حيث يصعب في بعض الأحيان الوصول إلى الفرص، وبالتالي فإن فرصة توسيع مشروع تجاري ناجح بشكل كبير أمر يجب التعامل معه بعناية على حد هذا الرأي.

 

الناشطون والسياسيون 

لكن الناشطين والسياسيين في المدينة ينظرون للأمر من زاوية أخرى، يقول إبراهيم عياش، وهو مرشح سابق لمجلس تشريع الولاية ولم يفز: “لا تستطيع أن تعوض اللوحة بالمال لأنها لوحة تعبيرية عن الثقافة اليمنية».

«لهذه اللوحة قيمة جوهرية لا يمكن حقًّا وضع سعر لها.. إنها أكثر من مجرد طلاء على الحائط”، يؤكد عياش: “أنها رمز للأمل بالنسبة للناس الذين فروا من اليمن التي مزقتها الحرب.. عندما يخرج الناس من مطعم يمني ويقولون: (واو، الأنماط الثقافية، وأشجار سقطرى تعطيني الحنين إلى الماضي)”.

 

وتحشد منظمة (هامترامك واحدة) الرأي العام في المدينة لمساندة موقف الإبقاء على الجدارية وعدم الموافقة على ترخيص البناء من قِبل مجلس المدينة بتاريخ 13 من الشهر الجاري، حيث سيجتمع المجلس من أجل أن يقرر إما الموافقة على ترخيص البناء أو المفاوضة وتعويض صاحب الأرض التي تطل عليها اللوحة… كما سيتم خلال الاجتماع تبادل الآراء مع سكان المدينة بهذا الشأن.

يشار إلى أن صاحب الأرض يريد حلًّا توافقيًّا بحيث لا يكون هناك ضرر ولا ضِرار.

   
 
إعلان

تعليقات