Accessibility links

تطييب للنّفوس.. بفتات الفلوس..! دوري مُنتَظَر.. بمن حَضَر.. وعقوبات لمن يعتذر


إعلان

عبدالله الصعفاني*

المفروض أن ينطلق الدوري اليمني لكرة القدم في منتصف سبتمبر الجاري بعد سنين من الغياب، ووعود عرقوب.. والثابت أن أندية الدرجة الأولى بدأت بالتوجه من صنعاء وعدن ومدن أخرى إلى سيئون وعتق، حيث قرر الهاجس الأمني والسياسي لاتحاد كرة القدم أن محافظتي حضرموت وشبوة هما الخيار المناسب لاستضافة دوري الموسم الكروي 2021.

لكن قرار إقامة الدوري حمل معه معاول اتحادية من شأنها التأثير في منافسة تأتي بعد سنوات طويلة من التغييب، إمّا بسبب الحرب أو بضيق أفق اتحاد يتنفس الأخطاء، ويمارس الإدارة والقيادة بجهل، ثم يتهم منتقديه بخلط الرياضة بالسياسة.

ولا أريد هنا مناقشة مدى جاهزية صنعاء في التنظيم داخل أجواء آمنة، حتى لا أفتح بابًا للجدل حول مقارنات من نوع ولماذا ليس عدن أو المكلا وتعز والحديدة وإب؟..
وسأتناول كيف يقرر اتحاد كرة القدم دوريات تنافسية خلال سنوات بليدة عجاف، ثم يقوم بتلغيمها وإفشالها، إمَّا بالكذب المتكرر أو بتفخيخ الطريق إلى النجاح، حتى ساد الاعتقاد بأن اتحاد كرة القدم يعلن عن دوري ليعطي انطباعًا مخاتلًا أنه ناوٍ وراغب، وفي نفس الوقت يبذر من الأمور الخلافية وغريب التصورات ما هو مستفز، طمعًا في أن يقول لنا في الأخير ومن جديد.. وماذا أفعل..؟ إنه المناخ السياسي الملبد بالأخطار.

وكان أكبر تحدٍّ للدوري المنتظر إقامته أن أندية عدن اتخذت قرارًا بعدم المشاركة في دوري الاتحاد المنتظر حتى يرفع الاتحاد عقوباته عن مؤمن السقاف القيادي في المجلس الانتقالي، وثلاثة أندية رياضية طالتها قرارات إيقاف.

وفي نفس المطالبة اتخذت هذه الأندية قرارًا بإقامة دوري خاص بها غير عابئة بموضوع التعارض الزمني بين دوري عدن وبين دوري لليمن.. وشرعت هذه الأندية في تسمية لجان الدوري، لكنها بالمقابل تركت الباب مواربًا حتى ساد التوقع بأن جميع الأندية ستلتقي في شبوة وحضرموت الوادي، رغم الممانعة والانشغال بدوري عدن.

في هذه الأثناء كانت بقية أندية محافظات الجمهورية توافق على مشاركتها في دوري مجموعتي شبوة وسيئون، وتشكو الضائقة المالية، وتذكر من الظروف المالية ما يخشع له حتى قلب الكافر والزنديق.

ولسان حالها.. لماذا لا يَرِق قلب الاتحاد، ويصرف جانبًا من حصاد أمواله على أندية فقيرة انتخبته فقلب لها ظهر المحن، حيث لا نشاط ولا دعم يرفع ضائقة المال.. ولا أسئلة تتصدر مشهد الأيام المتبقية على موعد الصافرة الأولى، للدوري أهم من أسئلة ما الذي تستقر عليه كل من مجموعتي شبوة وسيئون، وخاصة من الأندية العدنية التي اتخذت مواقف متشددة تحت الطاولات ومن فوقها.. وهل تنجح فكرة رفع اتحاد الكرة لرفع قيمة المخصصات المالية إلى ثلاثة أضعاف في ترطيب الأجواء، ويحضر التسليم بدور الفلوس في تطييب النفوس..؟

وعلى أيّ حال فقد ساهمت أندية عدن في رفع المخصصات، فقلصت مخاوف أندية فقيرة ضربت الأخماس في الأسداس بشأن نفقات خوض البطولة.

والظريف هو آخر ما قاله مسؤول نادٍ مشارك في الدوري المرتقب: هل سيكون الدعم بريالات صنعاء، أو بريالات عدن، أو يجري استلامها بالدولار، وكل نادٍ يصرف على نفقات مشاركته بطريقته..؟


حماقة هبوط أربعة..!

في الوقت نفسه كانت وما تزال أندية مشاركة في دوري المجموعتين تُعبر عن ضيقها الشديد من إقرار اتحاد كرة القدم لهبوط أربعة أندية من قاع دوري المجموعتين لعدم عدالة هذا القرار بعد مواسم من الخرس الكروي البليد وغياب تكافؤ الفرص في الموضوع الجماهيري ليكون رد مسؤولي الاتحاد حاسمًا ومتوعدًا.
لا تراجع، (رُفعت الأقلام وجفت الصحف) وأن أيّ اعتذار عن عدم المشاركة مرفوض، وسيقابل بالتهبيط الصارم، وأن الدوري سيقام بمن حضر، أو كما جاء في تصريحات رئيسه أحمد العيسي وأمينه العام حميد شيباني.

وهنا يظهر سوء تصرف الاتحاد الذي يسمي بطولته استثنائية كونها تتم بنظام المجموعتين وعدم أخذه بنظام الدوري الشامل، لكن ذلك لم يجعله يستوعب أنه ليس لإصدار قرارات استثنائية إلا معالجات استثنائية خاصة، وفي الأمر تخفف للاحتقان.. ولكن وعلى رأي كاتبنا المرحوم (كركر جمل)… لقد كان بمقدور الاتحاد أن يتراجع عن العقوبات السابقة من باب فتح صفحة بيضاء مع الجميع بمناسبة عودة كرة الدوري إلى الدوران بعد ما كان من الغياب الطويل للدوري، أو يلغي الهبوط، أو على الأقل يقلص عدد الهابطين من أربعة إلى اثنين، ومضاعفة حافز الدعم، والتسريع بصرفه بعيدًا عن الروتين الطويل الذي لم يراعِ ظروف أندية أصابها الفقر المدقع بسبب إعلان اتحاد كرة القدم عن بطولات ثم إلغائها فيحرق فلوس الأندية دونما استفادة من نار أو بخور.

ولقد وعد الاتحاد أخيرًا بأن تقبض الأندية قسطها الأول قبل انتهاء هذا الأسبوع، وتمكينها من قضاء ديون رحلاتها إلى شبوة وسيئون.

ولو كان لدى الاتحاد بوصلة إحساس بالمسؤولية لألغى العقوبات، وألغى الهبوط، واستعجل صرف حقوق الأندية مما جمعه من الدعم الخارجي، واعتبر الدوري فرصة تساعد الأجهزة الفنية لمنتخبات الفئة العمرية في اختيار ما تيسر من اللاعبين في ضوء المنافسة بدلاً من تفخيخ أجواء الدوري المنتظر قبل أن يبدأ، ولكن كيف له أن يفعل ذلك وهو يدير أهم الألعاب بمزاجية وشخصنة وانفعالات، ثم يشكو ويكح أثناء ضربات إبر النقد في محاولات منه للتغطية على علله وأوجاعه التنظيمية، وتغليبه لغة إدارة أمور الكرة اليمنية بثلاثية المزاج والبخل والأحقاد.

وعلى كل حال.. الرياضيون يتمنون أن تعود الحياة إلى ملاعب اليمن عبر الدوري المنتظر الذي يجمع أندية اليمن، لكن الأجواء العامة وخبرتهم بهذا الاتحاد تجعلهم يقدمون أملاً، ويؤخرون رجاء.

وعسى أن ينجح اتحاد صناعة المخانق في إعادة الدوران للكرة اليمنية، وتعويض الأندية عن خساراتها المادية والمعنوية المتلاحقة..!


*ناقد رياضي

   
 
إعلان

تعليقات