Accessibility links

بعيدًا عن التسويق بالأصحاب.. هل قدمت الدراما اليمنية قضايا المجتمع بصورة مشوقة، ونجوم يثيرون الاهتمام؟


إعلان

عبدالله الصعفاني*

هذه المرَّة.. أستأذنكم وأطلب منكم تقدير عفويتي في الكتابة عن الأعمال الدرامية اليمنية الرمضانية، ولكن من موقع المتابع “المتقنفز” الذي كان يشاهد التلفاز قليلاً ثم يغادر.. ويشاهد مسلسلًا ثانيًا ثم يرقد.. وبالبلدي أشتي أدلو بدلوي النقدي ولو على قاعدة “من جيز الناس”.. وإليكم الحكاية..

* قبل رمضان سألت صديقًا مهتمًا بالدراما المحلية الموسمية.. كيف تشوف الاستعدادات للمسلسلات الرمضانية الجديدة هذا العام..؟ هل سيظهر نبيل الآنسي بنفس الأسنان التي قدمها بحماسة في دور زنبقة..؟ وماذا بقي من  شوتر بطقم الأسنان الإضافي استعدادًا لمعارك الفطور والسحور..؟ وماذا عن الأشكال والملابس الرثة التي كان منتجو المسلسلات يتعمدون إقحامها من غير حاجة..؟

أجابني ضاحكًا.. لا.. لا.. هذه المرة.. اِعرف أسنان غير مخلوعة من هذا الرأس، بل وتصلح إعلانًا للفرشاة والمعجون..!

* وأما وقد طلبت الإذن في أول سطور المقال، فسأناقش ما حدث ولو على حساب الأدوات الزمنية والنقدية الكافية.. وعلى النحو التالي:

* عندما بدأت الحلقات الأولى للمسلسلات لم أتابع أيًا منها بصورة كاملة لأسباب عديدة، منها أن مسلسلات رمضان تُعرَض أثناء الفطور وما بعده، وعندي مشكلة صحية قديمة أسميتها “الفتور بعد الفطور”، فاقتصرت متابعتي على حلقة من مسلسلٍ هنا، ومشاهد من مسلسل هناك.. غير أنني حاولت التعويض بالإعادة أحيانًا، وبقراءة انتقادات كثيرة من ناشطين لا أعرف كيف استطاع بعضهم من الحلقة الأولى ترتيب وقراءة المسلسلات الجيدة والهزيلة معًا، رغم كثرتها وتقارب زمن عرضها، مع أنهم وأنا والرئيسين جو بايدن، وبوتين، لا نملك في اليوم إلاّ 24ساعة.

* المهم أنني في كل مشاهدة متقطعة حاولت الربط بين ما تابعته وما لم أتابعه، فلم أفهم شيئًا، فأثنيت على أعمال درامية صينية مترجمة ينجح منتجوها في إدخالك أجواء الموقف الدرامي في أي حلقة تشاهدها، وبسلاسة وتقنية عجيبة.. ما علينا منهم هم: يأجوج ومأجوج.

* وإلى أن تقوم إحدى وزارتي الثقافة في صنعاء وعدن بعمل مهرجان تقييم يتم فيه احتساب القيمة الفنية الدرامية للأعمال المعروضة بلجان تحكيم محايدة تكون نصف نتائجها المعلنة آراء محكَّمين، والنصف الآخر  استطلاع آراء الجمهور، سأدلي بدلوي في البئر الفني الرمضاني في حدود مشاهداتي المتقطعة، طالبًا الانتباه إلى حسنة أن الأعمال الفنية اليمنية تجتهد وتحاول وسط ظروف ذاتية وموضوعية تصعب حتى على الزنديق، ما يفرض القول:

خير وبركة أننا على الأقل لم نعد نشاهد الأسنان المخلوعة مع سبق الإصرار والترصد، كما تم التخفيف من التشويه المتعمد للممثلين ..وتجاوزنا الحاجة للاستعانة القديمة برجال يؤدون أدوارًا نسائية، ويستعينون بما تيسر من شراشف وستائر.

وحول تطورنا في هذه النقطة بالذات، صرنا نشاهد وجوهًا نسائية جلبت اهتمام كثير من المتابعين “المكلودين” تحديدًا، وجعلتهم يرددون في غرفهم المغلقة أمام شاشات عرض الحلقات أغنية “لا تنقدوني إذا خرجت أراجم.. على المليح الحالي الضراجم”. 

* صحيح.. كان هناك الكثير من القصور المتصل بالوضع العام لعناصر العمل رغم الثراء الثقافي للبلد، وهو ما يحتاج للاستفادة منه في قادم الأعمال، رغم الأوجاع الاجتماعية ولكن.. من قال بأن أوضاعًا يمنية عامة كهذه ستنتج لنا أفضل مما هو كائن..؟

ومن قال إن أسامة أنور عكاشة مرَّ من هنا، ولم يستفد الفنان الممثل اليمني من حبكاته المدهشة..؟

وأما بعد السؤال: “أخي اليمني ما الذي أعجبك وأيش اللي في نفسك”؟، فقد شاهدنا كيف تباينت آراء المشاهدين بصورة حادة أحيانًا، ربما حتى لا تبور السلع.

* هذا مع مسلسل وذاك مع آخر، وبعض الأحكام تراعي القصة والتصوير والموسيقى التصويرية وأداء الممثلين، وبعضها محكوم فقط بالحالة المزاجية للمتابع وقرابته من شخص أو أكثر في العمل.

هذا معجب بممثل أو ممثلة، وذاك يتساءل كيف للرخاوة أن تتحول إلى شدة في البأس.. وكيف للقتل أن يتحول إلى أسلوب حياة، خارج الحاجة إلى ما يصقل الوجدان، ويدعو للمحبة والسلام.. وما أكثر ملاحظات كل متفرج لبيب.

* وأما وقد انفض المولد وأُسدل الستار، فما من سؤال يقفز على أسئلة ملأت فضاءنا المحلي الإلكتروني حول العمل الأفضل (ماء الذهب، دروب المرجلة، قرية الوعل، ممر آمن… إلخ).

وأيُّهنّ الأجمل إطلالة.. رشِّة ام خضرة أم حسناء..؟، هل يعبّر العمل عن واقع البلد أم عن واقع الممثلين..؟ هل في ما تم عرضه تغيير وتحسين من أجل التطوير أم مجرد عمليات إنقاذ معيشية.. وهل احتاجت هذه القصة لثلاثين حلقة أم كان يجب الاكتفاء بالثلث من ذلك.. لماذا المبالغة في المط على حساب المشاهد وجودة العمل.

* عودة إلى خط الموضوعية وعدم القفز، من المهم التساؤل: أي قصور يسمح بجلد أعمال فنية داخل بلد لا يعرف من أين تأتيه الضربات والمؤامرات، من البعيد ثم من القريب.. فضلاً عن أوضاع معيشية معقدة لكل عناصر العمل الدرامي.

وطن ممزق وشعب يعيش ظروفًا إنسانية صعبة يختلط فيها المرفوض بالمفروض على ممثل عناصر مبدع مظلوم.. أو نصف مشهور.. نصف موهوب.. ولكنه مظلوم.

* ومن جديد.. وبعيدًا عن التسويق بالأصحاب، يبقى سؤال رمضان والعيد: هل فعلاً قدمت الدراما اليمنية قضايا المجتمع بصورة مشوقة ونجوم يثيرون الاهتمام..؟

* كاتب يمني

   
 
إعلان

تعليقات