Accessibility links

الطبَقة العاملة في ميشيغان هي مفتاح الفوز للرئيس القادم


إعلان
إعلان

لانسينغ/ ميشيغان – “اليمني الأميركي” – سايمون آلبا

كان يومًا بارِدًا وممطرًا في عاصمة ميشيغان، حيث هبطتْ الطائرة الرئاسية، الأسبوع الماضي، (نُشِرَ التقرير بتاريخ 29 أكتوبر)، على مدرج المطار في العاصمة لانسينغ، وهناك كان الآلاف الذين حضَروا، وهناك أشار الرئيس إلى أنّ مؤيديه لا زالوا معه، حتى لو كان مَن حضَروا اليوم كُثُر.

في كثيرٍ من خطابه هتفَ الحشد بشدّة.. ينظُرُ المؤيدون لِترامب برهْبة، وهو يهاجِمُ خصومه.
تُظهِرُ هذه الهُتافات سِمَةً مميَّزة أُخْرى لِجهود حملته في ميشيغان: الناخبون القادمون من الريف في ميشيغان يدعَمون ترامب بنسبة 100٪.

هذا جزءٌ من استقبال ترامب بولاية ميشيغان.. كانت الولاية في السابق مفتاح فوزه عام 2016، وهي الآن جزءٌ مهمٌّ مِن تكتيكات حمْلَتَي المرشَّحَيْن للفوز بالانتخابات.

تُظهِرُ استطلاعات الرأي وُعودًا متضارِبة من ميشيغان لِكِلا المرشَّحَيْن؛ لذلك لا يُمكِنُ التنبّؤ بسهولة مَنْ المُحْتَمَل أنْ يكونَ الفائز بأهمّ الولايات المتأرجِحة في الانتخابات.

 

تُظهِرُ استطلاعات الرأي وُعودًا متضارِبة مِن ميشيغان لِكلا المرشَّحَين؛ لذلك لا يُمكِنُ التنبؤ بسهولة مَن المُحتمَل أنْ يكونَ الفائز بأهمّ الولايات المتأرجِحة في الانتخابات

 

                                  الحَمْلتان في ميشيغان

ميشيغان ولاية فريدة مِنْ نوعها، على أقلّ تقدير.. أجزاءٌ متساوية من حيث التركيز على المستوى الفيدرالي، وفخْر واعتزاز محَلّي داخل الولاية.

لدى الولاية هيئتان من الناخِبين يجِبُ استرضاؤهما للحصول على الأغلبية.
في مقاطعات الولاية الريفية التي تسكنها الطبقة العاملة والمحلّية يُحافِظُ ترامب على توقُّف حمْلته بالقرب مِن تطلّعاتهم.

في عام 2016 سلّمَتْه تلك المقاطعات نتيجة الانتخابات، وصوَّتتْ له.. الآن، يستخدمُ ترامب مزِيجًا خاصًّا من النداءات للمَناطِق الريفية والحضَرِية البعيدة عن المُدن، بما فيها المخاوف الاقتصادية لإثارة ما سيُصبِحُ عليه بالأرجح ناخبوه.
قال الرئيس خلال خطابه في لانسينغ: «إذا تمّ انتخاب بايدن والاشتراكيين الديمقراطيين، فسوف يقومون بتفكيك أقسام الشرطة الخاصة بكم، وحلّ حدودنا، وتلقين عقيدة أطفالكم، وتدمير الضواحي الرِّيفية».

وفي الوقت نفسه يستخدمُ بايدن توازنًا دقيقًا لِهذه القضايا من خلال العمل، بشكلٍ علْمِي تقريبًا، لتشخيص التغييرات في تحدّيات الطبقة العاملة بميشيغان، مع صوتٍ متوازِنٍ للتواصل مع تعقيدات هذه المشكلة، وتأتي استراتيجية بايدن لمحاولة كسْب، وخاصة في حالةٍ تُعاني منها الولاية مِن تدخّل التعافي من فيروس كورونا.

قال بايدن، في خطابٍ ألقاه بمدينة غراند رابيدز – 2 تشرين أول (أكتوبر): «نرى الأمور تزدادُ سُوءًا».

خاطَبَ مؤيديه في الولاية بالقول إنّ تقارير اليوم تؤكِّدُ اتّجاهًا مؤلِمًا آخر،
استمرارًا لِما يُسمّيه الاقتصاديون انتعاشًا على شكْل حرف (k)، وهذا يعني أنه أثناء صعوده، هؤلاء الأغنياء هم أولئك الذين يتواجدون في القمة سيستمرون في الصعود، بينما ينخِفضُ الجميع في الطبَقة الوسطى إلى الأسفل.

 

يكادُ يكون هناك تبسيطٌ مفرط للوعي الطبَقي في جذور الكثير من أيديولوجيات المرشَّحَيْن

 

                                        الوعي الطّبَقي

ويكاد يكون هناك تبسيط مفرط للوعي الطبقي في جذور الكثير من أيديولوجيات هذين المرشَّحَيْن.

تعملُ حمْلة ترامب على ضمان أنْ يعتقِدَ الجميع أنّ الازدهار يعودُ بالفائدة على الجميع في الولايات المتحدة، مثل ما حدَثَ عندما دعا ترامب الجميع في تجمّعه بفريلاند، ولاية ميشيغان – 10 أيلول (سبتمبر)، إلى أنْ يكونوا جزءًا مِن النُّخْبة في هذا البلد.

بايدن يشُنُّ حرْبًا ضد الطبقة الوسطى الأميركية، «أعتقدُ أنَّ معظمكم ليسوا من الطبقة المتوسطة.. أنتم من الطبقة العليا، أنتم النُّخبة، أنتم تعرفون الطريقة التي يتحدثون بها عن النُّخْبة.. إنهم ليسوا من النُّخبة، أنتم النُّخْبة.. النُّخْبة قررتْ أنكم النُّخْبة العُظمى».

بايدن في خطته الضريبية، التي فقط ستزيدُ الضرائب على أيّ شخص لديه دخْل سنويّ أعلى من 400 ألف دولار، يبحثُ عن أشخاص لاستيعاب عدم المساواة، وربما تكون جائحة الفيروس التاجي قد أقنعت الدولة بما يكفي بأنها مشْكلة أكبر في أميركا؛ مما قد يودي إلى ما يعتقده المفكّرون والمخطّطون المحافظون.

 

يبدو أنّ بايدن هو المرشَّح الوحيد الذي يتعاملُ بجِدِّية مع هذه التحدّيات الجديدة التي تشهدها البلاد.. ربما لا يزال الناخبون في ميشيغان يتذكّرون الاستجابة المنقِذة للمصانع التي نفّذَها بايدن وأوباما لِصالِح مصانع السيارات التي كانت قابَ قوسين أو أدنى من الإفلاس

 

                                 كيف يُمكِنُ للولاية أنْ تُقرِّر؟

بالنسبة للأشخاص الذين يَعْرِفون طريقة عمل السياسة، فإنهم يَعْرِفون أنهم مجرد لعبة أرقام.. ستؤدِّي نداءات الناخِبين المناسبين إلى نسبة معيّنة من الأصوات.
سلّطَت كلّ من الأصوات ذات الميول اليسارية واليمينية الضوء على هذه الانتخابات؛ باعتبارها أهم انتخابات في العمر من حيث الأهمية والاختلافات بين المرشَّحَيْن.

مِن المرجَّح أنْ يكونَ إقبال الناخِبين على التصويت محطِّمًا للأرقام القياسية في الولاية، حيث تُظهِرُ العديد من إحصاءات الولايات التي قامت بالتصويت المبكِّر أنّ هذا البلد قد أخذ أهمية هذه الانتخابات على مَحْمل الجدّ.

ميشيغان ولاية فريدة من نوعها.. قد لا يكون الحشد نفسه الذي جلسَ في ذلك التجمع بـ “لانسينغ” تحت درجات شديدة البرودة وأمطار ثابتة هُم الأغلبية بعد الآن. نظرًا لِأنّ الحركات المُطالِبة بالمساواة العرْقية قد نجحت في التصدي لِتحدّيات الأمة، فقد ينظرُ المزيد من الناس إلى رئيسٍ قام بتقسيم الدولة كمفضَّلٍ بالنسبة لهم، بدلاً مِن رئيسٍ يقوم بمحاولة لمّ الشَّمْل للجميع.

                                   التحدِّيات الجديدة

يبدو أنّ بايدن هو المرشح الوحيد الذي يتعاملُ بجدّية مع هذه التحديات الجديدة التي تشهدها البلاد.. ربما لا يزال الناخبون في ميشيغان يتذكرون الاستجابة المنقِذة للمصانع التي نفّذها بايدن وأوباما لِصالح مصانع السيارات التي كانت قابَ قوسين أو أدنى من الإفلاس.

قال بايدن: «لم نفعل ذلك لِمنْح مكافآت للرؤساء التنفيذيين»، «لقد فعَلنا ذلك لإنقاذ صناعتنا الأميركية الشهيرة، وهي شهادة على المهارات والبراعة في التصنيع الأميركي».

لكن بينما تحدثتْ اتفاقيات التجارة الدولية عن موقف ميشيغان باعتبارها عملاقًا صناعيًّا، كان ترامب هو مَن استجابَ لِهذا التحدّي.

قال ترامب: «في 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، من الأفضل أنْ تُصوِّتَ لي»، «لقد حصَلتْ المصانع بولاية ميشيغان على الكثير مِن الاتفاقيات الدولية».

قد يكون القرار الذي سوف تتخِذه الطبقة العاملة في ميشيغان هو المفتاح للفوز بالولاية، لكن ما يقررونه، ومَن يقودُ هذا البلد في الفترة القادمة مِن التاريخ، لن يُعرَفَ إلا في الأسبوع المُقْبِل.

   
 
إعلان

تعليقات