Accessibility links

اتحاد القدم.. ولجنة الطوارئ تفكير «رَبل يا ربّي رَبَل..!»


إعلان

عبدالله الصعفاني* 

رفض التشيكي ميروسلاف سكوب التوجه إلى عدن عند اختياره مدربًا لمنتخب اليمن.. وكان لسان حاله: ليرجع مسؤولو اتحاد كرة القدم إلى بلادهم، وبعدها نغنّي معهم «عدن عدن يا ليت عدن مسير يوم»، ثم قال لهم: هاتوا لي المنتخب إلى القاهرة، وهاتوا العقد نوقّعه.

* والمهم أن سكوب جلس كام أسبوع في مصر، ثم طار إلى البصرة، وأشرف على قيادة ما وصفه بمنتخب التكتوك..

وهناك على شط العرب قرط مع المنتخب ثلاث هزائم، بمجموع عشرة أهداف، ثم وبسرعة وبمجرد خروج المنتخب مهزومًا في كل مبارياته اجتمع بالمنتخب، وغنى بالتشيكي «وقف وودع»، وقال لهم بعد أن قرط 25 ألف دولار: «باي باي خبيبي» أنا وخُبرتي التشيك عندنا حجز، وراجعين بلادنا.. وأنتم انتظروا الحجوزات، أو حتى ارجعوا البلاد فوق باخرة تحمل جلود البقر كما صنعتم قبل فترة مش بعيدة.

خلاص شباب.. كل واحد يروّح بلاده، وبالصنعاني والتركي «فيطوس».. وكابتن زريقي يجمعكم، وأنا أجيء بعدين عشان مباريات غرب آسيا في معسكر فالصو كالعادة، وهو نفس الكلام الذي قاله لهم في مصر:

 ننتظر معسكر في دبي ومباراة مع منتخب الإمارات، وهو ما لم يتحقق؛ لأن الناس يخططون لترتيب مباريات تجريبية، ولأن الكونجرس ماهوش عصيد واعبده..

*وما سبق مجرد توطئة مضحكة، فما هو موضوع كرة حريق الدم اليمني..؟

* تبقى الحكاية أكبر من هزيمة أمام المنتخب السعودي الرديف صفر/ 2، وأهم من خسارة ثانية أمام منتخب سلطنة عمان، وأكبر حتى من السقوط المدوي أمام منتخب العراق بخمسة أهداف مقابل الصفر.

أما ما هو الأخطر من السقوط مرة واثنتين وثلاث وعشر وعشرين وثلاثين فهي الوجوه «الربل» التي تذهب بمواهب اليمن إلى كل مشاركة خارجية دون إعداد حقيقي، وعندما نحصد الفشل المسيء لليمن ومواهبه يكررون نفس الأخطاء وذات الغثاء التبريري.

* في خليجي 25 البصرة 2023، جاءت النتائج من جنس الإعداد البائس الذي يدعونا لأن نتعاطف مع اللاعبين، وبالمقابل نصبّ اللعنات على من يعبث بمواهبهم وبسمعة اليمن، ويقود أعصاب شعب بأكمله إلى التهلكة مرة بعد مرة.. نعم، اللعنات.. رغم أن المؤمن ليس بلعان ولا طعان.

* ولاحظوا أنني لم أتحدث عن لاعبين يدخلون البطولة متذمرين من حقوق مادية وأدوات حماية من السقوط أمام لاعب أو طقس، وإنما عن لاعبين هم ضحايا اتحاد مهاجر طوعيًّا، لا يريد تنظيم دوري محلي ولو سندويتشي، ولا يريد إخضاع اللاعبين لمعسكرات تدريبية ومباريات تكشف الأخطاء قبل وقوع طوبة المنافسة في معطوبة الهزائم بلا سقف أو حدود.. وإذا كان اتحاد العبث والفساد متناسيًا سأذكّره، ولكن ما الذي يحدث وسيواصل الحدوث.

 * كالعادة.. جاءت رياح خليجي 25 أيضًا بما لا تشتهيه قوارب الكرة اليمنية المثقوبة حتى الغرق المتكرر.

الجديد هذه المرة أن فضيحة المشاركة دون إعداد مناسب في عهد تشكيل لجنة الطوارئ التي أثبتت هي الأخرى أنها بحاجة للجنة طوارئ ثانية تحفظ لها أي شيء من أنها لجنة وليست سمكة ميتة.. وتخيلوا..

* منتخب اليمن يقرر المشاركة للمرة العاشرة في بطولة الخليج بمعسكر قصير في مصر قيل بأنه سيشهد مباريات تجريبية مع أندية محلية قبل خوض مباريات تجريبية دولية، وتمخضت وعود عرقوب العابث الفاسد فولدت فأرًا أسوأ من غرفة الفار التي تغاضت عن فرصة على الأقل كان بمقدورها تخفيف سقوط منتخبنا أمام العراق بالخمسة.

ولا أريد الخوض في تفاصيل فشل اتحاد كرة القدم في مهمة البحث عن فوز وحيد ويتيم في عشر مشاركات كفضيحة لم يعشها منتخب مشارك في كأس الخليج، حتى عندما كانت هزائم بعض المنتخبات ثقيلة.

* والأسوأ من تراجيديا هزائم على طول وبلا حدود، آخرها السقوط بالخمسة، أن أحدًا من مسؤولي اتحاد كرة القدم لم يقرر الرحيل أو حتى الاعتذار.

* استسلم الإعلامي الغيور والمؤثر الزميل بشير سنان للبكاء في برنامج المجلس؛ حسرة على منتخب بلده، واحترق النجم علاء الصاصي وهو يتحدث عن قهره وخيبة أمله.. واستسلم الصحفي محمد النعماني للبكاء وجعًا، فيما لم يعترف مسؤول من اتحاد كرة القدم بالتقصير المتكرر والفشل المدوي.. الأمر الذي جعل محللين خليجيين، مثل النجم العراقي نشأت أكرم، يتعاطفون مع اعتذار اللاعب ناصر محمدوه، ويندهشون من مسؤولين يمنيين فاشلين يظهرون مع الهزيمة، ويطلبون من ضحاياهم اللاعبين أن يعتذروا للجمهور رغم أنهم ضحايا، ليكون لسان الحال والمقال لفترة قادمة: تفكير اتحاد كرة القدم ولجنة الطوارئ «رَبل يا ربّي رَبَل..»

* كاتب يمني.

   
 
إعلان

تعليقات