Accessibility links

خواطر “جازع طريق” كثير من البذل والتسامح.. قليل من الأطماع والأحقاد..!


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

قبل حلول العيد الكبير استبشرنا كيمنيين بفتح أكثر من طريق لمرور المركبات إلى مدن الوطن الموجوع بمشاريع الاقتتال والتمزيق، فكيف سيكون حالنا لو انفتح الطريق إلى السلام والمرتبات وعدالة نظام دولة يمنية تحت أي توصيف سياسي عادل..؟

* وأمام مساعي استكمال فتح الطرق وأمنيات التركيز على ما هو أقرب، وأسهل، وأقل عناء، لا يجوز إغفال أن الفضل للمتقدم، خاصة وهناك من ضاق بفتح هذه الطريق أو تلك، لأنه مستفيد من كل مواجهة، ومن كل أزمة، وكل حالة تضييق الخناق على الناس.

* هذا يشكك في النوايا، وذاك يتبرَّم من مجرد مصافحة بين شخصين أحدهما في نقطة تماس، والآخر في النقطة الأُخرى، دون أن يسأل نفسه: ماذا تريد أن يفعل يمنيان إذا تواجها في مسعى وطني وإنساني يخفف على الناس مشقة التقاء أفراد عائلات حائرة بين صنعاء وتعز وعدن ومأرب في خطوة لم الشمل الأسهل داخل ربوع “الحبايب سقى الله ديار الحبايب..؟”

* يا بني آدم.. هل تشعر بأوجاع وأنين الناس من معوقات الوصول إلى أهاليهم ومصالحهم عبر طرق طويلة تذكِّر بطريق رأس الرجاء الصالح، مضاف له مخاطر الحيود و”البطناج؟”

خذها من أفواه الموجوعين.. إذا أنت لم تتأثر بأوجاع أبناء جلدتك، وتريد الإبقاء على المخانق والخنادق أسأل الله أن ينتقم منك ويشفي الزواحف ويبليك.

* وبعد السلام على أول من قرروا تحريك البركة المتجمدة البليدة، وأول من تصافحوا وأول من باركو في أي نقطة من اليمن وهذا الكوكب، هل نستشعر معنى أن يقول مواطن يمني بأنه مستعد للسير عبر الطريق الأقرب ولو على أقدامه..؟

إنه الشوق للأهل والرفض للحواجز الاصطناعية وإنكار الحركة داخل البلد على طريقة جحا عندما حدد بغباء مكان أذنه.

* فتح الطرق الأقرب بين المناطق اليمنية، ونزع الألغام والأكوام المعيقة لحركة المواطنين، وتأمين كل طرف لما هو تحت نفوذه ومسؤوليته إشارة البداية على وجود نوايا حسنة تجاه أوجاع الناس، وهو المكمِّل للخطوة الأولى من إصلاح النوايا، وتجنب وقوع حوادث أمنية أو منغصات إنسانية تعيد الحواجز فتكسر القلوب من جديد..!

ولذلك اتفقوا على المصلحة العامة في هذه النقطة، ولا تنسوا الحذر من دسائس الطرف الثالث، أكان فردًا أو جماعة، قابضًا بنظام الآجل أو الدفع المسبق..!

* وكما أن هناك مستفيدين من الحرب والمواجهات، هناك متضررون،  يشعرون بفقدان مصالحهم فلا يتمنون سماع أي إعلان رسمي يؤكد على أهمية استكمال إجراءات التغلب على معوقات فتح كل طريق، أو أن الطريق صار آمنًا.

ويا رب ينصلح الحال ويتحسن المآل، ونتجاوز مشكلة نصف الإنجاز ونصف اليوم.. ومع ذلك، يبقى وجود الشيء خير من عدمه.

* وهي مناسبة لتذكير كل مواطن مغادر أو قادم بأن يأخذ  في الاعتبار أهمية إدارة وقت السفر لتجنب حوادث الرغبة في الإمساك بأوقات العبور، خاصة مع زحمة اللحاق بقضاء أيام العيد في المدن والقرى الحاضنة لذكريات مساقط الرأس وأيام الصبا.. وعذرًا لهبوط سقف طموحاتي، لكنها أحلام الموجوعين عندما تتواضع، حتى لا أقول وتتقزم..!

* الأمر الآخر.. لا بد ونحن نستقبل وقوف الناس في عرفات الله، والاحتفال بعيد الأضحى أن يتوقف فرقاء السياسة اليمنيين عن النفخ في متواليات الأزمات، واستدعاء فضيلة التوبة عن الظلم، والأخذ بالمكارم التي تعلي من شأن  التسامح والانتماء لوطن يحتاج وينتظر من أقطاب الصراع  الكثير من العطاء والتسامح، والقليل من الأطماع والأحقاد.

* كل عام وفرقاء السياسة بلا خيانة للناس ولا للجغرافيا والتأريخ.. كل عام ونحن أحرار من كل وصاية وكل ارتزاق.

* كاتب يمني

 

   
 
إعلان

تعليقات