Accessibility links

إعلان
إعلان

فكري قاسم*

الدول المتقدمة في بلدان الله لم تراهن في تقدمها ذاك على وعي المجتمعات يا لول.

– كان على موه راهنت؟

– على فرض قوة وهيبة القانون. 

لأن المجتمعات مثل الأطفال تستجيب تلقائيًّا للفوضى كما تستجيب للانضباط.

ومن طبيعة البشر أن يكونوا ميالين بالفطرة إلى رغبة العيش بتقدير واحترام.

– واحنا في اليمن على موه نراهن؟ 

– والله ما لي علم !

– كيف والله ما لك علم وانت صحفي داري بالقانون؟

– القانون في اليمن نكتة سمجة، وحتى أسخف الناس يستحي منها، وشلي ورقة وقلم ودوّني بعدي أيش يعني القانون في اليمن يا لول.

– بسم الله ما هوه؟

القانون في بلاد السعيدة معناه “سير دوّر بقره تلحسك”.

معناه حفل زفاف ليتيم والله محد داري أين سفخته الكلاب.

القانون معناه “هجعنا” و”على غيري” و”لاحق لك ربح فوق ضاحة”.

القانون معناه “تراث شعبي متهالك، وليس من الضرورة الالتفات إليه.

القانون كلمة يومية مجهولة الهوية بلا ظهر وبلا سند، وبلا أدب أحيانًا.

القانون عبارة متداولة غير صالحة للاستخدام الآدمي.

القانون لبانة يلعصها كل لسان للتسلية وترطيب الفم فقط.

القانون عندنا مش أكثر من مصطلح يتغرغر به الصغير والكبير، وهي كلمة تستخدم كمطهر للفم فحسب.

القانون في اليمن باختصار “هههههههههههه” وضحك على الدقون.  

ولو تقلبي اليمن كلها، تحت فوق، بشخوصها ومؤسساتها وهيئاتها ومنظماتها وأحزابها وكباراتها ومآذنها وفصائلها المتحاربة في الميدان،  والله ما شتلاقي بينهم فريقين نقيضين يتنافسان أو يتصارعان من أجل العدالة أو من أجل فرض هيبة القانون لا سمح الله !

– وليش طيب؟

 – لأن القانون بالنسبة لهم مجرد حصة ألعاب يتوالهوا بها بدل الفرغة. 

– مله وكلهم يتعاصدوا فوق رؤوسنا على موه طيب؟

– كلهم يقولوا إنهم يحاربوا من أجل فرض هيبة القانون.

– ناهي وينوه هذا القانون الذي يتكلموا عنه؟

– والله ما لي علم !

وقدك شايفة قدامك، شخصيات نافذة تعصد أبو البلاد عصد من شق لا طرف.

وجماعات دينية تتقاتل فوقنا في كل زغط وكأنها بتلعب “كيرم”.

 وحكومات في الداخل وفي الخارج، وجيوش متفرقة في يد الجماعات، كل هذا من أجل يرجعوا لنا دولة النظام والقانون.

– طيب وأين هي دولة النظام والقانون هذه الذي ضجوا رؤوسنا بها من 2011 لليوم؟

– والله مالي علم !

ويا ريت أن بين كل هؤلاء المتصارعين جهة واحدة، أو جماعة واحدة  على الأقل، تناطح وتقاتل وتناور وتفاوض من أجل سيادة القانون.

– ها وكلهم على موه يتقاتلوا فوقنا؟

– على دولة النظام والقولون !

ما تبصريش الشعب قد كله بينه قرحة في المعدة من القهر والباطل !

– ما هذي والله صدقك، ما بوه ولا قانون يا مرجان، ما بوه إلا صعلكة فوق خلق الله من شق لا طرف.

– ومش كذا وبس يا لول.

والله إن قد سمعة القانون نفسها مشوهة بين الناس، وتدي للواحد الضيق !

– كيف يعني؟

– يعني حتى لا قدك مسؤول في بقعة وتشتي تعرقل واحد أو ترهقه، اكتب له على ورقة معاملته اللي عندك عبارة “للعمل بحسب النظام والقانون”.

وشتحصله يشل المعاملة بيد مرتعشة، وكأنه تسلم حكم بالسجن مع الأعمال الشاقة. 

ومن كثرة القلق شيجلس طول يومه مطنن ومهموم يسأل الطارف بضيق: 

تقول أيش قصده لما يقول “بحسب النظام والقانون”؟!

* كاتب يمني ساخر.

   
 
إعلان

تعليقات