Accessibility links

شعب مقهور.. مسارات فارغة.. وعالم منافق..! ماذا ستقولون لأحفادكم..؟


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

مليون  مصري وعربي غادروا الحساب الإلكتروني التابع للفنان المصري تامر حسني خلال أقل من 24 ساعة من إذاعة إعلانه عن سلعة  ذات منشأ يستحق المقاطعة، وما حدث من انسحاب خلال وقت قصير جدًا لم يكن سوى تعبير مليون محترم عن مساندتهم لقضية مركزية تحولت بحساب الفعل العربي إلى هامش في عالم النفاق.

* وأمام مجموع المواقف الشعبية المقهورة لما يحدث، لا يمكن إنكار المشاعر الحزينة المتدفقة لغالبية العرب وهم يرون ما يتعرض له إخوة لهم من التنكيل بمئات الآلاف من أبرياء معظمهم أطفال ونساء وكهول يثيرون الوجع في نفوس وقلوب ما تزال تقاوم رغم ما تتعرض له من التعطيل الرسمي الممنهج.

* المظلومية بنسختها الأخيرة أوجدت أيضًا وعيًا لافتًا عند من يتدفقون بالروح الإنسانية كما حدث من الأميركي آرون بوشنل الذي أحرق نفسه تأثرًا بما يحدث  ليبقى التفاعل العربي مطلوبًا أكثر بحساب الفعل وقوة التأثير رغم ضغوط مجاميع الزعامات الحمقاء.

* ولا مناص من اعتراف من يحاول تسجيل موقف كتابي أو صوتي في هذا  الفضاء الإلكتروني بتضاؤل وصول ما ينشره إلى الناس، لأن هناك من يتصيّد الكلمة الواحدة بخوارزمية متواطئة.

الأمر الآخر على من  يحاول قرع الجرس أن يستهل الكلام حول قضية كانت مركزية بالقول: لا جديد إيجابي يُذكَر ولا قديم محترم يُعَاد.

* وأتذكر بحسرة ما قاله شاب عربي وهو يتألم: قد أجد تبريرًا لأجدادي الذين أضاعوا بلدًا بأكمله في العام 1948.. حينها كان أيّ خبر مهما بلغت أهميته يحتاج إلى شهرين بين سماعه وبين التفاعل معه، متسائلاً في حيرة.. ماذا سيقول كبار القوم لأحفادهم وهم يرون آباءهم في حالة من صمت المقابر أمام ما يتعرض له إخوتهم في زمن السماوات المفتوحة والنقل المباشر.

* ولم يكن كلامه إلا إدانة ورفضًا لردود الأفعال الرسمية البائسة على مظلومية الأشقاء بحساب الفعل وليس بحساب التمثيل البائس.

* وهنا تحضر استفهاميات الاستنكار.. أي أنظمة هذه التي تعلن العجز، وتتآمر من موقع القدرة على عمل شيء، متى يؤلمها الجرح خارج القول: “ما لجرح بميت إيلام”..؟

* ولأن الزمن أتى بما هو أسوأ يكرر ضحايا نفاق أمتهم والعالم ما شكوه من تحت الركام وعلى مقربة من الأشلاء وبيوت ومقدرات أُبيدت عن بكرة أبيها: 

أيها الأشقاء.. لا ننتظر منكم شيئًا.. فقط اسمحوا بمرور شاحنات الغذاء والدواء لمن لم يتحول منا إلى أشلاء..!

* كان على الأشقاء أن يفتحوا المنافذ بقرار عربي جماعي صادق ومدفوع بما بقي من شظايا المروءة والنخوة والواجب الأخوي والإنساني، وخوفًا من يوم يقول فيه تعالى “وقفوهم إنهم مسؤولون” غير أنه ما لجرح بميت إيلام.

 * لقد حلت حقيقة أن من لم يمت بقصف آلة التدمير عليه أن يموت بالجوع، والناجون هم بقايا عائلات تحت إذلال الافتقار لأبسط الحقوق الإنسانية.. فهل هناك أقسى من شراكة العدو والأخ والصديق في منع وصول أسباب الحياة للمنكوبين..؟ 

* حتى مسعى تمرير الطعام والدواء بسواقط الكلام وسواقط صناديق الجو تحول إلى مشكلة.. لأنه لا يغطي أي نسبة احتياج، كما يصعب إيصال المساعدات إلى المستفيدين دون أن تقتل بعض من ينتظرها في الأرض، وتدمر ما تقع عليه كما حدث لما بقي من ألواح شمسية لمستشفى المعمداني.

* مساعدات طائرة تتسبب في وقوع شهداء وجرحى أو يذهب محتواها بعيدًا، خاصة عندما تتعطل آلية فتح المظلات.

فضلاً عن أن الرياح سحبت المساعدات على قلتها إلى البحر أو تسببت في تدمير مقتنيات أو أخطأت طريقها إلى مستحقيها من العجزة والمعاقين.. يتكرر ذلك فيما الشاحنات مكدسة في المعابر.

* الصادم للعقول المنفتحة على ما بقي من أمل هو معارضة ذوي القربى من العرب  لفكرة عودة هذه القضية إلى طاولات المؤسسات الدولية كقضية رقم “1” ما يفرض على الضحايا أن  يكونوا حذرين أكثر من القريب، وأن لا يهدروا جهودهم في خلافات ومكايدات، تجنبًا للمزيد من إضاعة الجهد والوقت والدم في مسارات فارغة حيث لا حديث عن إنهاء المظلومية وإنما عن وقف الحرب مؤقتًا، مع ضرب شركاء الوطن الواحد ببعضهم.

* القاصم للظهر أنه في عالم النفاق الذي يتحالف فيه القريب مع البعيد على حساب أهله نبقى حتى ونحن ما نزال في خط الكلمة المرتعشة تحت ضغط رقابة إعلامية ضاغطة ومصادرة للحقائق يقابل ذلك ضخ إعلامي عالمي مسعاه المتجدد التشويش على مظلومية شعب وطمس الحقيقة، رغم معرفتهم بسفه المغالطات التي دفعت مواطنًا أميركيًا “إنسانًا” لإحراق نفسه على بوابة سفارة الكيان الغاصب.

* ما سبق بعض من حديث القلوب في زمن ظلامية الحروب وغلبة متواليات النفاق والفراق، وزمن تقوده مجموعات من الحمقى الذين لا تستقيم بهم معادلة ولا تتحقق بهم عدالة.

ودائمًا.. حكمتك يارب..

* كاتب يمني

   
 
إعلان

تعليقات