Accessibility links

وليد النزيلي – مدرّب فريق “شعب إب”: مشاركات اليمن الخارجية تسيرُ تبعًا لعامل الصُّدفة فقط


إعلان
إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – حوار/ محمد الأموي

يُمثّل الكابتن وليد النزيلي، المدرِّب الحالي لفريق كرة القدم بنادي شعب إب،       أحد أبرز قادة (العنيد)؛ إذ هو كابتن الجيل الذهبي الثاني لفريق كرة القدم في النادي.

أمضى النزيلي 32 سنة من عمره مع كرة القدم، توزعت بين 14 سنة لاعبًا في صفوف “العنيد”، و18 سنة مدربًا لعدد من الأندية اليمنية (شعب إب – أهلي تعز – فحمان أبين – اتحاد إب – نادي 22 مايو صنعاء)، حيث بدأ التدريب عام 2003م، وما زال مستمرًّا فيه حتى الآن.

اقتربت صحيفة (اليمني الأميركي) من الكابتن وليد النزيلي، وأجرت معه حوارًا لتسليط الضوء على تجربته ورؤاه تجاه الرياضة في بلد أنهكته الحرب، فكانت هذه المقابلة:

بطولات تنشيطية

* الكابتن وليد النزيلي حاليًّا.. أين هو من الرياضة، وتحديدًا كرة القدم؟

– أنا متواجدٌ في الرياضة، وفي صلب كرة القدم، حيث ما زلتُ مرتبطًا بعقدٍ مع إدارة نادي شعب إب (العنيد) كمدربٍ للفريق الأول، ومنذ الإعلان عن عدم إقامة الدوري العام من قِبل اتحاد الكرة تم توقيف النشاط في ما يخص تدريب الفريق الأول لكرة القدم، وتم الاتجاه إلى إقامة بطولات تنشيطية خاصة بكل الفئات العمرية مع لاعبي الفريق الأول والشباب والأولمبي والناشئين وفريق من الزمن الجميل، جيل فكري ورضوان والسلاط والغرباني وأكرم الورافي وياسر ورياض وفضل الصباحي.

هذه البطولات كانت خلال شهر رمضان الماضي، وبدعمٍ سخي من الشيخ أحمد الحسيني، وتم الإشراف على تنظيم وترتيب الفئات العمرية وتصعيد البارزين منهم إلى الفئة الأعلى؛ لأنه كلما كانت الفئات العمرية بالنادي ذات جودة ونوعية، كانت المخرجات للفريق الأول قوية ومنتِجة.

منذ شهر يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز أنا متوقف ومستقر مع الأسرة كراحة إيجابية نُعيد فيها حسابات ومتابعة كلّ جديد عبر الانترنت، ومتابعة كأس الأمم الأوروبية، وأولمبياد طوكيو 2020.

كما أنني ما زلتُ مواظبًا في دوامي الحكومي كمدرِّس في المعهد الوطني للعلوم الإدارية، عضو هيئه تدريس بدرجه معيد.


الملتقيات التنشيطية

*ما تقييمك للأنشطة الرياضية التي تُقام بين الفترة والأخرى في اليمن خلال سنوات الحرب، وخاصة ما تنظّمه بعض الأندية؟

– حقيقةً، هذه الملتقيات مهمة على الرغم من أنها تنشيطية مؤقتة تهدفُ لإعداد وتجهيز الأندية للدخول في غمار البطولات الرسمية، والتي أصبحت إقامتها معضلة بسبب الحرب، علمًا أنّ أغلب الدول التي بها حروب نجدُ فيها الدوري مستمرًا بشكلٍ متلائمٍ مع الحال التي هُم عليها، باستثناء اليمن.

من هنا نُطالب بعودة البطولات الرسمية؛ باعتبار الرياضة أداة لإصلاح ما أفسدته السياسة، وبحسب المناطق الآمنة للجميع.
يُعتبَر ملتقى نادي وحدة صنعاء أهم تلك الأنشطة لِما له من فائدة يجنيها اللاعب والنادي، كما أنه يُعَدُّ مخرجًا ضروريًّا لاستمرار اللاعبين في الالتزام بالتدريب مع الأندية؛ لأنّ فترة التدريب شهرين، ولا بُدّ من مباريات تجريبية أو بطولات تنشيطية كي يعرف كلّ نادٍ المستوى الذي وصل إليه في جميع المجالات الفنية والبدنية والتكتيكية والعمل الجماعي والجانب النفسي والذهني.

لكن ما يُعابُ على بطولة الملتقى الشتوي بنادي الوحدة أنها تخرجُ عن الهدف الأساسي من إقامة البطولة، مما يؤثّر عليها في ما يخص جانب الحياد ومبدأ تكافؤ الفرص لكلّ الفِرق المشارِكة من حيث إعداد الجدول، وموعد المباريات، والتنويع باختيار الحكّام بشكلٍ متوازنٍ للجميع، ومواعيد إغلاق التسجيل والقيد، ولكن يُمكن معالجة كلّ تلك العيوب مستقبَلاً.

لأنّ البطولة قوية نتوجهُ بالشكر إلى إدارة نادي الوحدة صنعاء (الزعيم)؛ لِما تبذله من جهودٍ كبيرة تستحق التقدير.. وبإذن الله سيتم الاستفادة من الأخطاء لتكون البطولة ذات جودة ونوعية.

التدريب

* لماذا اخترت مجال التدريب بعد اعتزالك لعب كرة القدم؟

– لم أختر التدريب، وإنما فُرِضَ عليّ نتيجة غياب الكادر، حيث إنني الوحيد مِن جيلي مَن لعب وأصبحَ مدرِّبًا.
عندما كنتُ “كابتن” للفريق، لم يكن للمدرب – آنذاك – مساعدًا، فكان المدرِّبون يقومون بالتشاور معي، ومن هنا بدأتُ باكتساب أسرار مهنة التدريب، وتعلقتُ بها تدريجيًّا وأنا مازلتُ لاعبًا وكابتن للفريق، وكنت مساعدًا للمدرب الكابتن خليل علاوي، وبعد اعتزالي اللعب كُلِّفتُ مساعدًا للمدرب كابتن فيصل عزيز.

أنا منفتح على الجميع

 *ما النادي الذي يرى الكابتن وليد النُّزيلي نفسه مدربًا له في الفترة المقْبلة؟

– سؤالٌ وجيه.. لكني ما زلتُ مرتبطًا بعقدٍ مع “العنيد”، وسينتهي في نهاية أغسطس/ آب 2021، ومع ذلك نحن منفتحون على أيّ طلبٍ أو عرضٍ نحصلُ عليه وفْق الإيجاب والقبول من الطرفين (الإدارة والمدرِّب).

أنا من المدرِّبين الذين يحاولون تأسيس فكرةٍ مفادها أنّ المدرب هو مَن يختارُ طاقمه بنفسه، وقد نجحتُ في ذلك خلال عملي بالتدريب مع أندية (اتحاد إب، شعب إب، فحمان أبين، أهلي تعز، 22 مايو).

أنا دائمًا أختار الطاقم المساعد لي بنفسي، وخاصة مساعد المدرب، ومدرب الحراس.. وهذا شيء أعتز به من حيث محاولة تغيير الأفكار ومنْح المدير الفني كامل الصلاحية باختيار طاقمه، وهذا كان سببًا رئيسيًّا في تحقيق العديد من النجاحات في مسيرتي التدريبية حتى الآن، على الرغم من أنني أعتبرها ما زالت قصيرة، لكن الحمد لله عملي يوضح نجاحاتي وإمكاناتي.


اللاعب اليمني

* باعتباركَ لاعبًا سابقًا ومدربًا حاليًّا.. برأيك ماذا يحتاج لاعب كرة القدم اليمني ليتطور أكثر، بل ليثبت مستواه لأطول فترة زمنية ممكنة؟

– اللاعب اليمني يحتاجُ إلى أول عامل، وهو أنْ يكون لديه طموح وخيال خصب  يفكّر، على المدى البعيد، كيف يكون لاعبًا محترفًا في أندية قوية وجماهيرية ذات دخلٍ مالي قوي سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، وهذه أهم مشكلة لدى اللاعب اليمني، وهي أنه لا يفكر بهذه العقلية، بالإضافة إلى أنّ غياب اهتمام الدولة بالأندية سبب من أسباب عدم استمرار اللاعب اليمني في الملاعب لمدة طويلة وبمستوى ثابت، كما يُعدّ ضعف التسويق الرياضي في اليمن سببًا آخر، كما أنّ ممارسة بعض العادات الضارة كالسهر وتناول القات والتدخين يؤثر في استمرارية اللاعب في الملاعب بمستوى عالٍ وثابت.

عودة الدوري

*هناك استعدادات ملموسة لاستئناف الدوري اليمني لكرة القدم (إجراء القرعة وتجهيز الحكّام والأندية) مرة أخرى بعد توقفه لحوالى سبع سنوات.. ما وجهة نظرك في عوده الدوري، وهل نظام المجموعتين هو الأنسب؟

– أنا أرى أنّ التجمعات (الكل مع الكل) أربعة تجمعات هي الأفضل؛ كي يحصل كلّ نادٍ على فرصة كاملة لإثبات ذاته.. وبشكلٍ عام فإنّ عودة الدوري أمر انتظرناه كثيرًا، وعودة ممارسة النشاط الرياضي بين كلّ الأندية قرار يُدخِل السرور والسعادة في قلب كلّ رياضي يمني، ولعله بداية لتفكيك الأزمة بإذن الله، ونحن متفائلون بإعلان عودة الدوري، واستبشرنا بهذا القرار، لكن نعتبِرُ أنّ نظام التجمعات أفضل من نظام المجموعتين؛ لأنّ المطلوب هو لعب أكبر عددٍ من المباريات بحيث تُتاح الفرصة للجميع في ما يخص التنافس في البطولة، فكلما زاد عدد المباريات، كلما تطوَّر المستوى الفني، مما يكون له أثر إيجابي في المنتخبات الوطنية.

نحن الآن منتظرون إكمال بقية الخطوات، وتحديد مواعيد ومكان إقامة المباريات، كما لا بُدّ أنْ يُقام في مناطق آمنة حفاظًا على سلامة كلّ الرياضيين، وكذلك لا بُدّ من تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص، بحيث لا تستفيد أندية معيّنة من اللعب في أرضها على حساب أندية أخرى.

نظام المجموعتين المُقرّ تم بموجبه تقسيم الأندية إلى مجموعتين بطريقة شبه منصفة.

المنتخبات الوطنية

* للكابتن وليد تاريخ رياضي طويل ومسيرة مميزة مع كرة القدم.. أين أنت من تدريب أحد المنتخبات الوطنية، أم أنّ شهاداتك ومؤهلاتك التدريبية لم تكتمل لتُصبح مرشحًا لذلك؟

– في ما يخص الشهادات والدورات، لا أخفيك بأنني تأخرتُ في الحصول على الدورات؛ كوني كنت غير مقتنعٍ بأنْ أصبح مدربًا، نتيجة ما كنت أشاهده بعيني مما يحدثُ للمدربين من مواقف تجعلني أُشفق عليهم، لدرجة أنها جعلتني أخاف من هذه المهنة، ولولا قربي ومعايشتي للمدربين والثقة بالتعامل معهم بكلّ صدق للمصلحة العامة، لَما أقدمتُ على هذا العمل، بالإضافة إلى ترشيحهم لي باعتباري أصلحُ لِأنْ أكونَ مدربًا في المستقبل من واقع تعاملي مع اللاعبين والإدارة والجماهير والمدرِّبين.

أما ما يخصُّ العمل مع المنتخبات الوطنية، فهو حلم يراودني باستمرار وما زال، وأتمنى تحقيقه في قادم الأيام.. وأعتقدُ أنني وصلتُ لتحقيق جزءٍ من الحلم الذي يراودني من خلال العمل الميداني مع الأندية، وإشادة كلّ مَن عملنا معهم، وهي شهادة أعتز بها كثيرًا.. وفي الأخير أنا راضٍ عن نفسي، و”ليس كلّ ما يتمنى المرء يدركه”.

المشاركة الخارجية

* كيف وجدت أداء ونتائج المنتخبات الوطنية اليمنية لكرة القدم، وهل كانت عند المستوى، وماذا ينقصها لتُحقق المستوى المطلوب؟

– أولاً: نحن نشاركُ من أجل المشاركة، ولنقولَ إنّ اليمن ما زالت موجودة على الخارطة.. المشاركات الخارجية تحتاجُ لإعدادٍ مسبق وفق تخطيطٍ سليم وصحيح يبدأ من اختيار المدربين للمنتخبات منذ وقتٍ مبكر، وإقامة بطولات لمنتخبات المحافظات (أول، وأولمبي، وشباب، وناشئين) كي يتم اختيار لاعبي المنتخبات من واقع المباريات، وهذا – للأسف – لا يتم، مما يؤثر في عملية الاختيار والاستقطاب والإعداد.
منتخباتنا للناشئين والشباب تظهر بمستوى ممتاز؛ لأنّ الفِرق التي نقابلها ما زال عمرها التدريبي قصيرًا.

كما أنّ لدينا معدلًا ضئيلًا جدًّا لانتقال لاعبي الناشئين والشباب والأولمبي إلى المنتخب الأول، كما يُمثل غياب اهتمام الدولة بدعم الأندية واحدة من أهم نقاط عدم تطور الكرة اليمنية، علاوة على أنه من الصعب تحميل الاتحاد اليمني لكرة القدم مسؤولية كلّ السلبيات، فمهمة الاتحاد تنظيم وتخطيط الأنشطة والمسابقات بشكلٍ حيادي، واختيار الأنسب من الأعضاء في الإدارة، والتطوير للمدربين والحكام فقط، مع ضرورة توفر الدعم المالي والاستقرار والأمن في البلد.

أداء المنتخبات الوطنية

لذلك أرى أنْ نركز على الإيجابيات من خلال استمرار المشاركات الخارجية؛ فاستمرار المشاركة يُعد جانبًا إيجابيًّا يُحسب لاتحاد الكرة في ظلّ توقُّف النشاط الداخلي بسبب الحرب.. والحمد لله تم تحقيق نتائج إيجابية ومشرّفة في بعض المشاركات، وتم التأهل على مستوى الناشئين والشباب لكأس آسيا بعد حصول المنتخبَيْن على نوعٍ، ولو بسيطًا، من الاستقرار الفني وفترة الإعداد، لكن الأدوار النهائية دائمًا تظهرُ بمستوى مخالف للأدوار التمهيدية بسبب قوة مباريات المجموعات ومنتخباتها، والتي تكون مستعدة أكثر، وبجاهزية أعلى، ولفترة طويلة، فيما نحن (محلّك سِرْ).

هناك إعداد ضعيف للنهائيات لا يتناسبُ مع مرحلة الأدوار النهائية، ولهذا تخسرُ منتخباتنا في الأدوار النهائية؛ لأنّ المنتخبات الأخرى تعتمدُ على روزنامة وبرامج مدروسة ومدعومة، ونحن نسيرُ وفق الأحداث تبعًا لعامل الحظ والصدفة فقط.

حب الجمهور

* طوال 32 عامًا من رحلتك الرياضية مع كرة القدم.. ماذا قدّمَت لك كرة القدم، وماذا أخذَت منك؟

– قدمَت لي حبّ الناس واحترامهم، واستطعنا تحقيق مكانة في المجتمع المحيط بنا.. وأخذت الرياضة معظم أوقاتنا واهتماماتنا على حساب وقت الأسرة، كما أنني لم أتمكن من مواصلة الدراسات العليا بسبب تمسكي بالرياضة لاعبًا ومدربًا.

   
 
إعلان

تعليقات