Accessibility links

بلومبرغ في ديترويت: مَن سيفوز بسباق “الديمقراطي”؟


إعلان

ديترويت – « اليمني الأميركي»سايمون ألبرت:

يبدو الملياردير الأميركي مايكل بلومبرغ كأنه أكثر ثقة بنفسه في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما ظهر في حديثه أمام تجمّع في ديترويت، مؤخرًا، في سياق حملته الانتخابية.

وبينما لا يُرجّح البعض فوزه بتمثيل حزبه لمنافسة ترامب، هناك آخرون يؤمنون بفوزه وقدرته على هزيمته.

في التقرير التالي نستعرض ما تناوله بلومبرغ في حديثه لتجمّع ديترويت، وماذا قال عنه مؤيدوه، وكذلك مَن لا يعرفونه.. وفي السياق نُحاول التعريف ببعض محطات سيرته.

وكان بلومبرغ آخر المتقدمين من المرشحين الديمقراطيين، وعددهم (17) شخصية ديمقراطية، تراجع عددهم – مؤخرًا – إلى ستة مرشحين، بينهم بلومبرغ، وبالتالي فمازال أمامه منافسة ملتهبة حتى يفوز بترشيح حزبه له لخوض انتخابات الرئاسة.

تحدث بلومبرغ، وهو عمدة نيويورك السابق، أمام تجمّع من (400) شخص تقريبًا في ديترويت، عن حملته الانتخابية لخوض سباق الرئاسة التي أُعلن عنها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وانتُخب بلومبرغ (77 عامًا) حاكمًا لنيويورك في العام 2002 بصفته مستقلاً.. وخلال السنوات الماضية، تنقّل بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، وينحدر من عائلة متواضعة ماديًّا، وكان والده يعمل محاسبًا، ووالدته سكرتيرة، إلا أنه يُعدّ من أغنى رجال الأعمال في مجال الإعلام في الولايات المتحدة، في الوقت الراهن..

خلال فعالية ديترويت تحدّث بلومبرغ في حيّ (استرين ماركت) عن برنامجه الانتخابي، وكان كلّ اهتمامه مركّزًا على الحديث عن كيفية الفوز على الرئيس الحالي، والمرشح عن الحزب الجمهوري ترامب.

وقال: أُريدُ أن أكون واضحًا معكم.. أنا ترشحتُ من أجل أن أهزم ترامب وأُعيدُ البلد إلى مكانها الطبيعي، وهي بلد متّحدة ومترابطة.

كما تحدث عن قضايا مهمة تشغل أحاديث الشارع مثل قضية حمل السلاح، وقال: من حقنا أن نمتلك السلاح، وهو من أهم الحقوق الدستورية، لكن يجب أن يكون هذا الحقّ مرتبطًا بعدم وجود مشكلة نفسية أو صحية أو عقلية، أو لدى الشخص تاريخ سابق في الجريمة.. في هذه الحال من المفترض ألّا يُمنح له الحق في شراء السلاح، وهذا ما نحاول أن نقوم به، وهو تثقيف المجتمع.

بلومبرغ خريج جامعة هارفارد، ويحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، وعمل في بداياته في بنك “سالومون برازرز» العام 1966، ثم أصبح شريكًا فيه عام 1973، لكنه انفصل عنه في العام 1981.


رجُل أعمال 

يمتلك بلومبرغ استثمارًا في عالمَي التجارة والإعلام، ومثّل العام 1981 نقطة التحول الأولى في صعوده عالم الشهرة، وذلك عندما أسس وكالة الأنباء المالية التي تحمل اسمه، وهو مديرها التنفيذي، ويمتلك – حاليًّا – نحو 88 % من أسهمها، وتقدّر ثروته بخمسين مليار دولار.. وعُرف بمساهماته في الأعمال الخيرية وقضايا البيئة والتغيّر المناخي ومكافحة انتشار السلاح بين الأفراد في البلاد.

وهنا يرى البعض أنّ لديه بعض التشابه مع ترامب؛ فهو قادم من عالم التجارة والإعلام أيضًا.

يقول بلومبرغ: أنا أهتمُّ بإنشاء الأعمال وخلق فرص للآخرين، وقد كوّنت تجارة ومؤسسة تضمّ ما يُقارب (20) ألف موظف، وأيضًا عندما كنتُ عمدة مدينة نيويورك أوجدتُ ما يقارب نصف مليون فرصة عمل.

 

بلومبرغ بعيون مناصريه

وكان اثنان من المتحدثين قد قدّموا بلومبرغ للتجمّع الذي التأم في ديترويت، وأبرزهما محافظ المقاطعة (وارين ايفنيز)، وبعد التقديم أعلن رسميًّا دعمه للمرشح الديمقراطي بلومبرغ، وقال ايفينز: إن بلومبرغ ليس فقط يعرف المشكلة، لكنه – أيضًا – لديه رؤية للحل.

وضمّ التجمع أفرادًا من مختلف الأقليات في ولاية ميشيغن، ومن أغلب المدن المجاورة لمدينة ديترويت.

وقال شخص يُدعى (سيندر)، في تعليق على المرشّح: نريد شخصًا مثل بلومبرغ يوحّد الناس، ويمتلك خبرة ومعرفة في العمل العام، وأيضًا لديه المقدرة على أن يجعل الجميع يعملون معًا.

فيما قال آخر: أعتقدُ أنه سيكون عامًا جيدًا لمدينة ديترويت، وما تحتاجه المدينة.

بلومبرغ بعيون مَن لا يعرفه

لكن ماذا عن أحاديث مَن لا يعرفون بلومبرغ، والذين لم يقرروا التصويت لأيّ مرشح؟!..

يقول طالب جامعي في جامعة (واين ستيت)، حضر لمشاهدة المرشح وسماعه: لقد تحدّث بلومبرغ عن حملته الانتخابية، وما يريد أن يُحققه من أهداف، لكنه لم يوضّح كلّ شيء على حِدة، حيث قال: إنه يريد أن يصل إلى كلّ الفئات، ولكن ذلك دون وضوح تام.

وأضاف: حاولتُ أن أسمع وأحضر للكثير من المرشحين، وإلى الآن مازال المرشح (برين سيندر) هو أكثر مرشح نال قبولي، ولم أقتنع بالمرشح (وارين)، ولا بآخرين، وعلى الرغم من ذلك يحمل بلومبرغ صفات لا بأس بها.

الجدير بالإشارة أنّ بلومبرغ ظل في الحزب الديمقراطي حتى العام 2001، ثم غيّر اتجاهه السياسي وانضمّ إلى الحزب الجمهوري قبل ترشحه لمنصب عمدة نيويورك في العام 2001، وبقي في المنصب ثلاث فترات متواصلة.. وخلال ذلك اتُّهم باستهداف الأقليات العرقية كالأفارقة والمنحدرين من أميركا اللاتينية بعد أن سمح للشرطة بإيقاف وتفتيش من يشكّون بهم، وقد اعتذر عن تلك السياسة مؤخرًا.

وفي العام 2008 ترك الحزب الجمهوري، ولم ينضمّ إلى أيّ حزب سياسي، وفضّل أن يبقى مستقلاً.. وفي العام 2018 أعلن عودته إلى الحزب الديمقراطي.. وقد وصلت كلفة حملته الدعائية للانتخابات الرئاسية المقبلة (30) مليون دولار.

   
 
إعلان

تعليقات