Accessibility links

“نيويورك تايمز”: الحرب في اليمن شلّت الحياة.. ولم يعد هناك شيء يعمل


إعلان
اليمن في الإعلام الأميركي

أشارت في تقريرها إلى تورط الولايات المتحدة غير المباشر  

 

” اليمني الأميركي” – متابعات:

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” – مؤخرًا – تقريرًا كشف مأساوية وكارثية آثار الحرب المدمّرة في اليمن على مستوى كل شيء في البلد.. مؤكدة أن الهجوم الذي يقوم به تحالف بقيادة السعودية شلّ الحياة في البلاد تمامًا، وأصبحت اليمن دولة منهارة.. مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة تعدّ من المانحين الكبار، لكنها – وفق التقرير- من أكبر مزودي السلاح لدول التحالف الذي تقوده السعودية.

وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة ليست متورطة مباشرة في الحرب، إلا أنها – وفق التقرير- قدّمت الدعم العسكري للتحالف، “إذ عادةً ما يعثر اليمنيون على بقايا الذخيرة الأميركية الصنع بعد غارات جوية قاتلة”..

وقالت الصحيفة: إن الهجوم الذي تقوم به السعودية شلّ الحياة في اليمن، ولم يعد فيها شيء يعمل، فهدّمت الجسور والمستشفيات والمصانع، ولم يحصل الأطباء وعمال الخدمة على رواتبهم منذ عام..

 

تدمير البنية التحتية         

ووفق التقرير فإن النزاع الأخير في اليمن، الذي كان هو أفقر بلد عربي، بدأ في العام 2014، عندما قام المتمردون الحوثيون بالسيطرة على العاصمة، وأجبروا الحكومة على الهروب إلى المنفى.. مستطردًا: أن السعودية قررت في آذار/ مارس 2015 قيادة تحالف، وشنّت عملية عسكرية؛ بهدف إعادة الحكومة الشرعية، وطرد الحوثيين.. الذين جاؤوا من شمال البلاد.. لافتًا إلى أن التحالف فشل، حتى الآن، في تحقيق مهمته، ولا يزال البلد منقسمًا بين المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وتلك التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية..

وتناول التقرير كيف عملت الغارات الجوية على تدمير البنية التحتية للبلاد، مفيدًا أنّ الكثير من الغارات الجوية أدت إلى قتل وجرح العديد من المدنيين…مشيرًا إلى أن القصف المستمر دمّر البُنيَة التحتية للبلاد، خاصة الموانئ الحيوية والجسور المهمة والمستشفيات والمرافق الصحية والمصانع، وتوقفت الخدمات التي كان يعتمد عليها اليمنيون في حياتهم، وأثّر الدمار للبنى التحتية على الاقتصاد اليمني الضعيف..

كما نوّهت الصحيفة بما تواجهه المنظمات الإنسانية من صعوبات في إدخال المساعدات وتوزيعها على المحتاجين.. لافتةً إلى أن القصف أدى إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة المدنية لمدة عام، ما يعني أنه لا يمكن نقل البضائع التجارية، ولا نقل الجرحى والمرضى اليمنيين لتلقي العلاج من الخارج.

 

انهيار القطاعات الحيوية

وتحدث التقرير عن كيفية انهيار القطاعات الحيوية في البلاد، حيث نوّه بنتائج توقف صرف رواتب الموظفين المدنيين منذ عام في كلتا الإدارتين المتنازعتين، بشكل زاد من فقرهم، خاصة أن فُرص العمل في ظل الحرب غير متوفرة.. منوهًا بأن أكثر المتضررين من توقف الرواتب هم العاملون في القطاعات الحيوية، التي تتعامل مع الأزمة، مثل الأطباء والممرضين والفنيين، بشكل أدى إلى انهيار هذه القطاعات.

 

انتشار الأمراض

وأشار التقرير إلى آثار الحرب في مختلف مجالات الحياة، منوهًا أنه بسبب سوء التغذية وغياب المرافق الصحية، فإن أفقر دولة في الشرق الأوسط تعرضت لأمراض يعدها الباحثون العلميون تاريخا، مثل الكوليرا، التي قتلت، في أقل من 3 أشهر، ألفي شخص، وأصابت عدواها نصف مليون، في واحدة من الموجات التي لم يشهد مثلها العالم منذ 50 عامًا.

وتعبيرًا عن مستوى المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب في البلد، نقل التقرير، عن يعقوب الجيفي، وهو جندي يمني لم يتلقّ أجره منذ 8 أشهر، قوله: “إنه موت بطيء”، مشيرًا إلى أن الجيفي أحضر ابنته إلى صنعاء للعلاج من سوء تغذية مزمن، ويقول: إنه اقترض أموالاً من أقاربه وأصدقائه ليعالج ابنته في العاصمة، ويصف الوضع قائلا: “نحن ننتظر النهاية، أو تُفتح السماء علينا”.

 

 مأساة الكوليرا

  ووفق التقرير: “أضيف إلى هذه الكوارث كارثة الكوليرا، التي انتعشت في ظروف الحرب، حيث انتشرت البكتيريا في المياه الملوثة وفي مياه المجاري، وبسبب تراكم أكوام القمامة، وتدمير المرافق الصحية، بات اليمنيون يعتمدون على مياه الآبار الملوثة للشرب، وزاد هطول المياه من تلوث الآبار، ولم تعد الكوليرا مرضًا يهدد الحياة في الدول المتطورة، ويمكن علاجها بسهولة، باستخدام المضادات الحيوية لو أصبحت متقدمة وخطيرة”.

 

سوء التغذية

     وأوضح التقرير أن اليمن، الذي يعاني من انتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، صار مناخًا جيدًا لانتشار المرض، حيث قالت الممثلة المقيمة لليونيسيف في اليمن “ميريشتل ريلانو”: “مع انتشار سوء التغذية بين الأطفال فإنهم لو أصيبوا بالإسهال لن يتعافوا”.

وأوردت الصحيفة أن محمد ناصر كان ينتظر الأخبار عن ابنه وليد، البالغ من العمر 6 أشهر، الذي أصيب بمرض الكوليرا خارج عيادة علاج الكوليرا في صنعاء، فناصر عامل زراعي فقير، اقترض المال لنقل ابنه إلى صنعاء، ولا يملك المال الكافي للعودة إلى بلدته حتى لو تعافى ابنه، وقال: “وضعي سيئ”، لافتة إلى أن العيادة أقامت خمس خيم في الخلف؛ لاستقبال الأعداد المتزايدة من المرضى، لمواجهة انتشار الكوليرا.. ووفق التقرير فإن “الباحثين يخشون من استمرار انتشار المرض بهذه المعدلات، بحيث يتفوق على الحالات التي أصيب بها سكان هاييتي بعد الهزة الأرضية المدمرة في العام 2010”.

 

الدولة المنهارة

وقال التقرير: إن منظمات الإغاثة لا تستطيع إعادة الخدمات التي من المفترض أن توفرها الحكومة، ما يعني أن هناك فرصة قليلة لتحسن الأوضاع، إلا في حال توقف الحرب، وتعلق ريلانو قائلةً: “نحن في العام الثالث من الحرب، تقريبًا، ولم يتحسن أي شيء”، وتضيف: “هناك محدودية لِما يمكننا عمله في هذه الدولة المنهارة”.

اليمن.. أكبر أزمة إنسانية

وأشارت الصحيفة إلى ما رأته الأمم المتحدة من أن الوضع في اليمن يُمثّل أكبر أزمة إنسانية، حيث يحتاج أكثر من 10 ملايين لمساعدات عاجلة، ويمكن أن يتدهور الوضع أكثر، وحذّر المدير التنفيذي للبرامج الطارئة في منظمة الصحة العالمية بيتر سلامة، من أنه “مع انهيار الدولة فإننا نشاهد انتشار وباء الكوليرا، وربما رأينا انتشار أوبئة أخرى في المستقبل”.

ووفق التقرير فإنه لا توجد أيّة إشارة على قرب نهاية الحرب، حيث توقفت الجهود السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة، ولم يُظهر أيّ من الأطراف المتنازعة استعدادًا للتنازل.. وعن الأمم المتحدة نوّه التقرير بأن اليمن بحاجة إلى 2.3 مليار دولار في مساعدات إنسانية هذا العام، إلا أنها لم تحصل إلا على نسبة 41% من هذا المبلغ، مشيرًا إلى أن ما تنفقه السعودية والإمارات على الجهود الحربية أكثر من الجهود الإنسانية، وأن حصارهما لميناء الحديدة ترك أثرًا مدمرًا على المدنيين..

   
 
إعلان

تعليقات