Accessibility links

نابولي اليمن.. ملاعب (غبراء) في محافظة (خضراء)


إعلان

رياضة إب.. طموحات محتبسة.. وروشتة على طاولة المحافظ صلاح

عبدالله الصعفاني*

يبدو أنّ زملائي الإعلاميين الرياضيين في محافظة إب في أغلبهم بحاجة لارتداء (واقي السيقان) لتجنب إصابات اقتحامهم ميدان مناقشة أوضاع الرياضة في محافظتهم بطريقة يصرخُ لها ترهل مسؤولي أندية المحافظة وسلطتها المحلية من الوجع.

ولا يعرف المهتم بالرياضة في نابولي اليمن، هل العلاقات الشخصية بين الإعلامي والإداري، كحالة تظهر في المدن محدودة الاتساع..؟، أو أنّ للأمر علاقة بما قاله الكاتب المصري الشهير أنيس منصور قبل 14 سنة (أنْ تنكسر الساق والركبة فهو شرط من شروط كرة القدم).

وكان يقصدُ في مبالغته هذه السخرية من الشتائم التي يتلقاها الناقد لمجرد أنه اختار الكتابة مهنة له.

ولهذا سأستغل ابتعادي النسبي عن إب التي أحب وأقول ما قد لا يعجب الخامل والراقد.

 كل من يعرف التاريخ الرياضي المثير لمدينة إب يتمنى لو تخرج عاصمة اللواء الأخضر إلى طريق رياضي يليقُ بها كمدينة رياضية تزدان بجماهير نجحوا ذات استبيان قريب للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في خطف شعب إب لقب أكثر الأندية جماهيرية في اليمن، بل وصاحب مركز محترم على مستوى أندية غرب القارة الآسيوية ذاتها.

ولكن.. ماذا في قلب المشهد الرياضي بإب من العوار؟

محافظة خضراء.. ملاعب غبراء..!

 لا يوجد في إب كلها ملعب معشب واحد.. يحدث هذا ومَن يرأس إدارة شعب إب هو المحافظ عبدالواحد صلاح نفسه.. أما نادي الاتحاد – القطب الثاني للمحافظة – فتمارس فرقه الكروية تمارينها ليوم واحد كلّ أسبوع على ملعب الغريم التقليدي (الشعب)، نزولًا عند القول الاستعطافي (والجار يعطفُ على جاره).

ولقد سألت.. وأين ملعب الاتحاد؟ فكانت الإجابة عجيبة..!

 هناك ملعب في السحول، ولا أعرف أيّ سحول.. لعلها سحول ابن ناجي..! لكن ملعب الاتحاد على أيّ حال مجرد أرضية حتى لا أقول مجرد يباب.

ونادٍ بحجم شعب إب لا يستطيع تعشيب ملعب كرة قدم هو بالتأكيد يحتاجُ لرئيس نادٍ حاضر، ولا تكبله مشاغل تواجده على رأس السلطة المحلية.

ونادي الشعب يحتاجُ إلى إدارة أكثر ديناميكية وإلى جمعية عمومية غير مُغيَّبة، وهو ما يحتاجه نادي الاتحاد أيضًا، حتى وإدارته تُمثل حالة أفضل في القدرة على التواصل لولا أنّ بالإمكان أفضل مما يكون، حيث يعتمدُ الاتحاد على عائدات محلَّين تجاريين، وصالة مناسبات، فيما يراوحُ الشعب متواليات انتظار جهود مشكورة يقفُ خلفها اثنان من أبنائه المهاجرين الكابتن الرياضي والزميل الإعلامي رشيد النزيلي وأخوه الدكتور إيهاب النزيلي والشيخ الداعم أحمد الحسيني، وربما آخرون..

 

 قفوا أمام المرايا وقولوا: (نعم نستطيع..)

 

مشروع روشتة

وحتى لا تبقى عاصمة اللواء الأخضر غبراء الأحلام أقترحُ أنْ يرأسَ المحافظ عبدالواحد صلاح من موقع المحافظ اجتماعين الأول مع الهيئة الإدارية ومَن حضر من الجمعية العمومية لنادي الشعب، واجتماع مماثل لنادي الاتحاد يتم في الاجتماعين الوقوف على أوضاع الناديين وسُبُل الخروج من حالة الخمول والترهل، وبما يُمكّن عاصمة المحافظة من التحليق في فضاء الرياضة، بعيدًا عن  العجز حتى في تعشيب ملعب أبرز أندية المحافظة (نادي الشعب)، أو عنيد اللواء الأخضر.

وإذا كنّا دائمًا نُردد في الوسط الرياضي مع كلّ نجاح وكلّ فشل كلمتي (فتِّش عن الإدارة) فإنّ إدارة نادي الشعب وإدارة نادي الاتحاد بحاجة للوقوف أمام أكبر وأوضح المرايا ليروا أحوالهم بوضوح، وسيجدون حقيقية أنّ أيّ نادٍ رياضي يحتاجُ إلى ما هو أكبر من استقطاب مسؤولين مشغولين أو متشاغلين، ويحتاجُ إلى احتراف القدرة الإدارية والعلاقات لجلب الكفاءات.

وجميل لو يتراجع عناصر الخمول الصيفي والبيات الشتوي في الناديين.. وسيكونُ رائعًا لو يتم رفض أيّ شكل من أشكال السمسرة لأنّ أيّ تكسّب أو تغليب لمنطق (ادهن لي أدهن لك) لا يصنعُ رياضة من أيّ نوع.

الأمر الثاني: يجبُ على أيّ قيادة إدارية رياضية أن يكون عندها طموح وخطط عمل، وأنْ تجترح القدرة على طرْق أبواب الداعمين من رجال المال والأعمال والميسورين من أبناء المحافظة والتهيئة لوجود مجالس شرف تُساهم في التخطيط والإدارة والدعم الذي يؤتي أُكُله في صورة تطوير المنشآت.

ويكفي ما حدث قديمًا من تثاؤب، عندما كان هناك التفاتة للاهتمام بالمنشآت الرياضية في إب مِن رأْس الدولة؛ فكان مآلها ردّ فعلٍ خامل من أبناء المحافظة، وانتهى إلى هذه الحالة من الجمود.

ومن غير المعروف ما الذي يمنعُ فكرة تفعيل جانب الاستثمار بصورة أفضل حتى لا يتم حصره في مجرد تحويل جوانب أرضية نادي الشعب إلى هناجر خارج الاستثمار الرياضي، ويتجاوز انتظار إدارة الاتحاد لإيجار قاعة أفراح وأتراح، ومَحلَّين تجاريين للوفاء بأبسط المتطلبات في زمن صارت فيه الرياضة محرقة المال، ثم إن الاستثمار هو نشاط إداري يجلبُ الدعم المباشر لبرامج واضحة، وقدرة على التواصل الذي حاول فيه المرحوم خالد شديوه بشكلٍ فردي في الشعب أو حماسة الشقيقين عادل ونبيل الحبيشي وبعض نشطاء الاتحاد.

وليكن الاستهلال بتعشيب ملعب نادي الشعب، والعمل على استفادة الاتحاد من ملعبه المهمل، كما تستطيع السلطة المحلية إعادة تأهيل الأستاد الرياضي الذي طالته آلة الحرب الهمجية على المنشآت الرياضية، وإصلاح ملعب الكبسي الذي يختزلُ أبرز معالم التاريخ الرياضي لمدينة إب.

يجبُ مغادرة محطات التقصير والسلبية وألعاب المصالح الشخصية في الأندية فورًا؛ لأنّ لذلك القصور تكلفته المادية والمعنوية، خصمًا من طموحات جماهير انتزعت لمدينة إب لقب نابولي اليمني، وأكدت أنها الأفضل.. ولم يبقَ على قيادات الأندية والسلطة المحلية إلا أنْ يحترموا مشاعر شباب الأندية ومشجعيها، ويقفوا أمام المرايا، ثم يرفعوا شعار (نعم.. نستطيع..)

كاتب يمني*

   
 
إعلان

تعليقات