Accessibility links

من فؤاد عبدالواحد والنونو والزرقة إلى المومري والعودة..


إعلان

عبدالله الصعفاني*

يتحول بعض مواجهي الكاميرا اليمنيين، إمَّا إلى ترند أو مشروع ترند، والسبب أننا نتجاهل حقيقة أن الكلمة التي تخرج من فمك تصبح ملكًا للآخرين، ووحدك من ستدفع ثمنًا كثيرًا أو قليلاً  حتى، والدنيا سلامات.

* وسأتوقف سريعًا أمام أسماء فنية ورياضية وتصريحات أثارت جدلاً يعبر عمّا تركته أوضاعنا العامة والخاصة من ضغوط  ظهرت  انعكاساتها في حجم ردود الأقوال في عبارة على لسان نجم الغناء الشاب فؤاد عبدالواحد، بالتزامن مع الهالة التي أحاطت بمنتخب الناشئين واشترك فيها كثيرون.. من الإداري عبدالوهاب الزرقة إلى مساعد المدرب علي النونو، وحتى مصطفى المومري.

* ودائمًا الأسماء الجديدة والقديمة من النجوم جيدون.. لكنهم مثلي ومثلكم قد يتلعثمون في الحديث، فإذا تحمسوا قالوا من الكلام ما هو قابل للتحول إلى ترند حتى والدنيا عوافي الله، أو على رأي أهل المرور كل واحد يصلح سيارته، ما يثير القول: ما أحوجنا لتعلم مهارات التصرف الكلامي واختيار العبارات تجاه بعض الأحداث ذات المتابعة الجماهيرية.

* الفنان فؤاد عبدالواحد.. سأله  مقدم حوار تليفزيوني بما تيسر من خبث المُحاور فأجاب على استفهاميات مقدم البرنامج بما يعني أنه بحريني من أصول يمنية فقامت الدنيا عليه ولم تقعد.

* فؤاد الذي أتقن اللهجة الخليجية وملابسها أفضل من الخليجيين أنفسهم احتار.. ارتبك، فأخرج المتابعون له فيديو للفنانة أروى تقول فيه عن اليمن كلامًا مبهجًا بدون ارتباك، ما يدعو للقول: “ما لها إلا نسوانها في كل شيء.. من الفن إلى الرياضة إلى السياسة”.

* كنا قساة مع فؤاد، ولم نقل مثلاً بأنه لم يشأ أن يكون في كلامه ما يزعج “الرَّبْع” في البلد الذي صار فؤاد يحمل جنسيته.

قال بأنه من أصول يمنية، فرأى بعضنا في ذلك تنصلاً عن بلده، وأن  توصيفه لا يصح، فأغفلنا فضيلة أن نلتمس لبعضنا الخطأ والنسيان بل وسبعين عذرًا، فلا نحمِّل ما قاله فؤاد عبدالواحد أكثر مما يحتمل، ونكتفي بتنبيهه لأن يقول في أقرب لقاء تليفزيوني قادم: أنا يمني وأفتخر وبحريني وأعتز.. ثم يغني بصوت الفنان أنشودة “بلاد العُرْب أوطاني من الشام لِبغداد”، وكفانا الله  شظايا السؤال، وارتعاشة الجواب.

* الكابتن علي النونو هو الآخر قال كلامًا حقيقيًا من قلبه مفاده أن تسعة وتسعين في المئة من منتخب الناشئين الفائز ببطولة غرب آسيا الأخيرة غير صالحين للاستخدام في تصفيات بطولة آسيا وكأس العالم، وهذا يعني استمرارنا في الغناء للماضي في أقرب استحقاق آسيوي هذا العام.. ومعنى كلام النونو أن لاعبينا كبار وأعمارهم تتقاطع مع كشف الرنين المغناطيسي، وتقاسيم العظم حتى لو تم ترتيب العمر في جوازات سفرهم على الطريقة اليمنية والعربية.

* قد يقول أحدنا.. علي النونو كان صادقًا، وهذا صحيح لكنه شعر بضغوط الاتحاد وهوس الفرحة الشعبية الغامرة، فاحتاج لتصريح يغطي به وضوحه كما حدث في تصريح تعقيبي على رقصته اللحجية مع لاعب  رفض تسليمه الكأس بطريقة سلمية وديمقراطية..!

والمعنى أن النونو قال الكلام الصح في الوقت الغلط..

* وبالمناسبة.. شكا لي أحد عشاق نادي شعب إب أنه سأل إداريًا مهمًا في شعب إب حول هبوط العنيد ولماذا لم تقدم إدارة الشعب استقالتها بشكل جاد فكان أن رد عليه القيادي الشعباوي بلهجة إب التي أحب “مش عجبه” ثم أغلق الهاتف في وجهه.

* رئيس بعثة المنتخب إلى بطولة غرب آسيا في سلطنة عمان عبدالوهاب الزرقة.. أراد أن يقول لنا بأنه أحب الكأس وعشقه، فقام بملاحقته من الأيدي بصورة ملفتة استفزت الكثيرين، وبدلاً من أن يقول أنا عاشق للكأس وصاحب جهد وللعاشق هفواته ويعتذر والسلام، وقع في مطب التعقيب الانفعالي حول دوره الخطير، فكان ما كان من التداعيات التي لا تزال شظاياها إلى الآن.

* وكل ما سبق من أمثلة على تصريحات أشخاص نحبهم يطرح قضية أن على من يواجه أضواء الإعلام في أي مناسبة ذات أهمية أو انتقالة شخصية أن يجتهد في اختيار التفسير غير الصادم.. وعندما تخف الحماسة والحالة العاطفية الانفعالية للناس يمكنه التوضيح، وحينها سيتحول ما هو مستفز إلى مجرد شيء يبعث على الابتسامة وليس المحاكمة.

* ثم ماذا عن مصطفى المومري..؟ ليس أقل بأن التذكير بأن الكلام العجيب عندما يأتي على لسان المومري لا يصبح عجيبًا.

لقد أخذته حماسته الفاقدة للعقال والعقل فحلف بالله وهو وسط لاعبي منتخب الناشئين الفرحين بلقاء عمو مصطفى: إذا تشتوا كأس العالم “خزّنوا..” وبدأ نصيحة بقوله والله خزنوا، فاندهش الجميع وفي مقدمتهم الموالعة.

فعلاً.. لسانك حصانك..!

* ناقد رياضي يمني. 

   
 
إعلان

تعليقات