Accessibility links

منتخب “آه يارِجلي” خارج العالم.. خارج القارة..! حكاية اللعب بخطة “دوِّخيني يا ليمونة.. وناولوني الصابونة”


إعلان

عبدالله الصعفاني*

سامح الله المشجع الذي سألني عقب خسارة المنتخب الوطني بالثلاثة دون رد: ما هي الخطة التي لعب بها منتخبنا الوطني في مباراة الذهاب والعودة وانتهت بخسارتين مذلتين.

* لقد لَسَعني سؤاله الفني بصورة من لطموه في سوق القات، فلم يعرف هل هو داخل السوق أم خارج منه.

* قلت له بخلطة من السخرية السوداء: 

شوف يا صاحبي المشجع الغيور.. في مباراة الذهاب التي خسرها منتخبنا في أبو ظبي، كان منتخب الإمارات في أسوأ حالاته.. لكن منتخبنا لم يستفد من اللحظات التاريخية للأداء الهجومي الإماراتي المرتعش، فقابل الارتعاش بالرعاش، ولعب بطريقة “حجر وسيري سايرة ولا تكوني حايرة”.

* الغريب أن اللاعبين استقبلوا الصافرة الظالمة للحكم العراقي بخجل العذارى، ولم يصدر عنهم أي احتجاج رغم أن استديوهات التحليل في قناتي أبو ظبي ودبي أكدت خطأ القرار وعدم صحة ضربة الجزاء..

أما مباراة العودة مع ذات المنتخب الإماراتي في مدينة الخُبر السعودية، فحدث ولابأس أن تعيد وتزيد.

* تقدم المنتخب الإماراتي بثلاثة أهداف في الشوط الأول، وهي النتيجة التي انتهت عليها المباراة.. وهذا يعني أن منتخبنا لم يدافع، فاهتزت شباكه ثلاث مرات.. ولم يهاجم فلم يحرز أي هدف ولو من كرة طرشاء.

* وإذا كان لابد من سؤال كيف لعب منتخبنا، فلا بأس من التحليل بهزل ينسجم مع اللعب بعبث.

في الشق الدفاعي لعب منتخبنا بطريقة دوخيني يا ليمونة فاهتزت شباكه ثلاث مرات، وأضاع الإماراتي مثلها وأكثر.

وفي الجانب الهجومي لعب منتخبنا بشاكلة “ناولوني الصابونة”، ثم أخذ لاعبوا الوسط زمام التزحلق البائس التائه في الجوانب والعمق ومناطق  “زحمة يا دنيا زحمة..”.

* توقعنا وفي الصدارة جمهور المنتخب المغتربين في مدن السعودية عرضًا يخفف شيئًا من شقاء الأمس، ولكن “لا ذا تأتَّى ولا ذا حصل”.

ولذلك أرى أن الإعلاميين مدينون للجمهور اليمني في السعودية بالاعتذار  لأننا أفرطنا في دعوتهم لأن يحتشدوا في مهمة اللاعب رقم 12، فخذلتهم التشكيلة وخيب ظنهم الجهاز الفني، ومن وراء الجميع اتحاد غفلة لم يوفر لهم مباراة تجريبية واحدة.

* وأما وقد قابلت الهزالة الفنية للمنتخب بالهزل، فلابد من العودة إلى بعض الجد ما استطعت من خلال سرد الملاحظات التي تفسر كيف خسرنا “رايح جاي”، وكيف كررت الكرة اليمنية سقوطها من قاع العالم وقاع القارة وعادت إلى قاع الحارة.

* لم يستفد منتخبنا من أخطائه في مباراة أبوظبي، وإنما كررها بانكشافات تحوَّل فيها حارس المرمى إلى حارس عمارة، فيما قام خط الظهر بدور رجال مرور يسهِّلون للمنافس خطوط السير ليسجل ثلاثة أهداف ويهدر مثلها على الأقل.

* تكررت صور الأداء البطيء في التحولات الدفاعية والهجومية، وحالات الارتباك في لحظات الاستلام والتسليم والمرتدات ليحضر القول: “إذا لم تتقدم فأنت تتراجع”، فضلاً عن خطأ اللعب بذات الجمل المحفوظة وهو ما جعل المنتخب الإماراتي يلعب مطمئنًا لثلاثية الشوط الأول.

* وبالنتيجة غاب عن المحاولات البائسة عنصر المفاجأة.. وحسب فقهاء “الكورة”، فإن المنتخب الحي هو المنتخب الذي يمتلك عنصر المفاجأة الصاعقة داخل الملعب، وهو مالم نشهده.. وكأن منتخبنا في مهمة إظهار التفاصيل في عنوان اتحاد كرة القدم يجتر الفشل منذ 19 عامًا.

* كان لسان حال المدرب الجزائري نور الدين ولد علي: “مشِّي حالك السوق تعبان” رغم أنه وعد ببياض وجه ممن أسماهم باللاعبين المحاربين في مواجهة موقعة الخُبر، ولكن لم يكن في النتيجة من خَبَر.

* فشل الرهان على اللاعبين المحترفين في دوريات عربية كما هو الحال بالبحرين بسبب سياسة التجميع لأيام محدودة دون مباريات ودية تكشف القصور وترممه، وتضيف إلى مراكز القوة فتدعمها.. وفي نفس الوقت ظهر عدم احترام الاتحاد والجهاز الفني للدوري المحلي ليصل الأمر درجة عدم الاعتراف بقدرات الدوري وهدافه أحمد ضبعان، أو ضم لاعب الإجماع عادل عباس بعيدًا عن معزوفة السن التي ندعمها في المكان الغلط ونصادرها في اللحظة الصح.

* وتأكيدًا لذلك لم يتحمس الجهاز الفني لإجراء مباراة ودية محلية مع بطل الدوري أهلي صنعاء، أو تضامن وشعب حضرموت، أو وحدة صنعاء من باب الاختبارات التكتيكية التجريبية.. وهو موقف يعكس نظرة المدرب واللجنة الفنية إلى الدوري، وعدم احترامه، وجدوى ما أفرزه من نتائج.

وأما ولابد من الدرس المستفاد من كل حكاية وكل رواية، فإن الحلقة الأخيرة من الفشل في إعداد منتخب يليق بما في هذه البلاد من المواهب تفرض على كل صاحب رأي أن يختم رأيه بالقول:

اتحاد كرة القدم.. من فضلكم.. غادروا المشهد.. كفاية 19 سنة فشل.. ولا تقلقوا من خبَر الحُكم على رئيس اتحاد كرة القدم الصيني بالسجن المؤبد،  فالبساط اليمني أحمدي.. والقاعدة المرورية تقول: كل واحد يصلح سيارته.

والأمر الآخر.. لن يحدث للكرة اليمنية برحيلكم أسوأ مما حدث..

ويا كل فاشل في الرياضة اليمنية.. نرجوك.. غادر المشهد.

ماذا وإلاَّ.. عليك اللحمة.

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات