Accessibility links

مليون شتلة.. مليون قُبْلة: عدنان شبام – رئيس منظمةy30   لـ”اليمني الأميركي”: يجِبُ أنْ تكسبَ شجرة البُنْ معركتها مع القات


إعلان

صنعاء – عبدالله الصعفاني

في شرقي حراز مديرية مناخة، هناك ما يُمكِنُ تسميته معركة بين شجرتين، شجرة (قات) تنمّرت وتوسّعت بشكلٍ هدّدت فيه الأرض الزراعية، وأتت على مخزون المياه، وشجرة (بُنّ) طالما مانعت فخذلها تحوُّلُ القات إلى ثقافة مجتمعية ودورة اقتصادية خاسرة على مستوى اليمن الكبير، غير أنّ السِّنين القليلة الماضية شهدت تحوّلاً في الموقف عند قرى عِدّة في حراز حسَمَت حالة التجاذب والاستقطاب، وقرّرت اقتلاع أشجار القات واستبدالها بأشجار البُن.
ومواكَبةً لفكرة تتلمّسُ خُطى الانتصار للبُنّ، ظهر مشروع زراعة مليون شتلة تبنّتها منظمةy30 ، وتعني يمَن العام 2030، وتتصدّرُ أنشطتها نقْل فكرة التوسّع في عدد أشجار البُنّ إلى مناطق في مديريات ومحافظات أخرى.

البُنّ يستحقُّ من اليمنيين الكثير؛ لِأنه أحد مكونات شخصيتهم وحضارتهم، وعلى الجميع واجب ردّ الاعتبار لِهذه الشجرة

 

                              مليون شتلة
ولإلقاء الضوء على مشروع زراعة مليون شتلة بُنّ كان اللقاء مع أحد شباب المنطقة، الرئيس التنفيذي للمنظمة عدنان شبام.

وعدنان شبام، ابن الـ 24 عامًا، شابٌّ طَموح، مُثابِر، ومُقْبِلٌ على التحديات بطُموح لافِت، وروح شبابية متوقّدة تستحقّ التقليد والمحاكاة.

تفوّق عدنان في دراسته وحقّق المركز الثالث ضِمن أوائل الجمهورية في الثانوية التجارية، ثم سارع إلى الجمع بين الحصول على دبلوم في المحاسبة والعمل الجاد لتحقيق النجاح في معترك حياة عملية يتصدّرُ البُنُّ مشهدها.

نسيرُ بخُطًى سريعة نحو الشّتلة المليون بُنّ بعْد أنْ وزّعنا 150 ألف شتْلة، ووصلتْ شتلاتنا إلى مديريات في محافظة صنعاء وإلى مناطق في ريمة وحجة وعمران، وقريبًا ذمار

 

                                         التسمية

  • قُلتُ له: منظمة تحملُ اسم عقْد واحد من الزمن.. كيف؟!

قال: الأسماء الثابتة الطويلة تفقِدُ بريقها وفاعليتها مع الزمن، الآلاف من المؤسسات الأهلية المسجَّلة في الجهة المختصة أتت على كلّ الأسماء، فما هو حضورها في الواقع؟!

شجرة البُنّ هي ما يهمّنا الآن، إلى جانب أهداف تنموية وإنسانية وإغاثية، وحين نُحقِّق هدفنا المنظور، الباب مفتوح عندئذٍ أمام تسميات وأهداف أخرى.
البُنّ يستحقّ من اليمنيين الكثير؛ لِأنه أحد مكونات شخصيتهم وحضارتهم، وعلى الجميع واجب ردّ الاعتبار لهذه الشجرة.

                                        البداية

  • سألتُ عدنان: كيف كانت البداية؟

أجاب: في العام 2016 لمَعَت الفكرة بتشجيع مِن فتحي العزي خالد، داعمًا ومُشجّعًا كبيرًا لخطواتي، ولم يتجاوز عدد الشتلات حينها 2500 شتلة بُنّ وليمون ولوز وكمثرى… ووجدتُ تشجيعًا كبيرًا من الوالدين للتغلب على إرباك البداية، واليوم نسيرُ بخطى سريعة نحو الشتلة المليون (بُنّ)، بعد أنْ وزّعنا 150 ألف شتلة، ووصلت شتلاتنا إلى مديريات بني مطر والحيمة في محافظة صنعاء، وإلى مناطق في ريمة وحجة وعمران، وقريبًا ذمار.
وبالمناسبة تم توزيع شتلات البُنّ على المزارعين مجّانًا، وتحمّلوا، فقط، تكاليف النقل من المشاتل إلى مزارعهم، ولا يخفى أنّ كلّ شتلة تحتاجُ إلى وقتٍ وجهد من قِبَل القائمين على المشاتل، والمزارعون يُرحّبون بالفكرة، ويجبُ أنْ يحصلوا على المساندة الحكومية والتشجيع المجتمعي.

                                    الأقران

  • ماذا تقولُ لِأقرانك الشباب داخل الوطن وفي المهجر؟

– أولاً على كلّ شاب أنْ يثقَ بقيمته الشخصية، ويُركّز على قدراته الفعلية، وليس فقط على حدود إمكاناته، لِيكُن تركيز الشباب على ما يهواه وما يُتقنه.
التفوق في الدراسة مهم، والأهم التفكير بأنْ يندمج في مشروع خارج روتين وظيفةٍ صارت خالية من المرتبات بسبب الأوضاع المحيطة بالبلد، وعلى الأقل لِيصْنع الشباب شيئًا لمجتمعهم.

من المهم إدراك أننا عندما نعملُ فإننا نكتسبُ مهارات ونخدمُ وطنًا، وليس أشخاصًا؛ فالأشخاص يتحركون والوطن باقٍ وثابت، وبالنسبة للشباب في المهجر بإمكانهم أنْ يكونوا أقرب لتحقيق طموحاتهم وتطوير مهاراتهم، وكذا عدم نسيان أنّ موطنهم الأصلي ينتظرُ ثمار جهودهم؛ باعتبارهم قريبين من بلدان التطورات الصناعية والزراعية والمجتمعية.

  • ما الذي يشغلك الآن؟

– اهتماماتي الحالية يتصدرها مشروع مليون شجرة بُنّ، تأتي منسجمة مع اعتقادي بأهمية خدمة الناس وفق المتاح، ولكلّ مجتهدٍ نصيب؛ وهي فرصة لتحية طاقم العمل المحدود، وفي مقدّمتهم خالد شبام وخالد حزام.

على كلّ شاب أنْ يثقَ بقيمته الشخصية ويركّز على قدراته الفعلية وليس فقط على حدود إمكاناته.. لِيكن تركيز الشباب على ما يهواه وما يُتْقنه

                                            القات

  • وماذا عن القات كعائقٍ أمام استعادة البُنّ لِمكانته؟

– هناك مخْلِصون يجْمعون بين العمل على تشجيع اقتلاع شجرة القات، واستبدالها بأشجار أكثر فائدة على اقتصاد الأسرة واقتصاد البلد.
اقتلاع شجرة قات يعني مساحة لشجرة بُنٍّ أو لوز أو فاكهة، وهذا ما يجبُ أنْ يتعاون كلّ اليمنيين لتحقيقه.

                                        الصعوبات

  • حدِّثنا عن الصعوبات التي تواجه هدف مليون شتلة؟

– تتمثلُ الصعوبات بعدم وجود المعدات المناسِبة، والعمل بالأدوات البدائية، وصعوبة الطُّرق إلى المشاتل، وقصور الاهتمام الرسمي…إلخ.

  • ما الذي لا يعجبُ عدنان شبام في الشباب اليمني؟

– ما لا يعجبني هو استسلام الشباب لِعادة مضْغ القات على حساب صحتهم، وأتمنى من كلّ شباب اليمن الإقلاع عن هذه العادة الضارة؛ كونهم يُمثّلون المستقبل، وغير معقول أنْ نواجه المستقبل بشبابٍ مضْغ القات لديهم أهم ما يفعلونه في يومهم.

هناك ما يعيق الطموحات، ومع ذلك لا يجبُ أنْ يفقد الشاب اليمني الأمل، وعليه أنْ يعمل على تأهيل نفسه، وستأتي الفرص إنْ شاء الله.

عدنان مع الزميل عبدالله الصعفاني
عدنان مع الزميل عبدالله الصعفاني

 

                                     وبعد…

  • انتهى اللقاء مع رئيس منظمة y30 عدنان شبام لِيبقى السؤال: هل في المناخ العام ما يستوعبُ أفكار الشباب وطموحاتهم؟

الجواب سيبقى ضمن ما يطول شرحه وتتشعبُ دهاليزه، لكن ذلك لا يُلغي واجب الثناء على جهود تنتصر لرائعة (بُنّ اليمن يا دُرر يا كنز فوق الشجر)، وتجعل من المناسب لإغلاق السطور هو عنوان الصدارة: مليون شَتلة.. مليون قُبلة.

   
 
إعلان

تعليقات