Accessibility links

إعلان

عبدالله الصعفاني* 

الاسم كبير، لكنه بائس.. لأنه باختصار يضع العربة قبل الحصان، ويضع الصفر على شمال الرقم الغائب هو الآخر.

إنه برنامج اتحاد كرة القدم لما أسماه Talents، أو برنامج تطوير كرة القدم اليمنية الذي تم الإعلان عنه من خلال قرار تكليف سبعة أسماء لتولي مسؤولية تطبيق البرنامج.

* واللهم لا اعتراض، ولا موقف استباقي من الأسماء، لأنهم أصحاب حضور في المشهد الكروي، كلٌّ في مجال نشاطه، ومعظمهم من أصدقائي، علاوة على أن من حق كلٍّ منهم القبول بالعمل أملاً في أجر من اجتهد وأخطأ.. و”إذن” ما هي المشكلة..؟

المشكلة تبرز في حقيقة أن الشعار المرفوع من البرنامج هو تطوير منظومة كرة القدم، فيما لا وجود للمنظومة أصلاً، فكيف يمكن تطوير الفراغ، وكيف يمكن البناء على ما هو عدمي وأجوف، ثم إن تشكيل لجنة التطوير في معظمها من منطلقات المحسوبية والمجاملات بدافع جلب أموال، وإخلاء العهدة بالتلبيس على حساب كوادر متخصصة..! 

* وببساطة.. اتحاد كرة القدم يعيش غربة حقيقية، من حيث مكان إقامته خارج البلد، وليس هناك ما يمنعه من فتح نقر له في اليمن.. وهو يعيش غربة الانفصال عن إدراك أن المسابقات المحلية هي الرقم الصحيح الأول بعد الصفر في أيّ بلد، ثم غربة الهجرة الطوعية إلى العبث والفساد والمحسوبية.. إنه يرفض إقامة مسابقات الدوري والكأس كأهم المسابقات المحلية التي يمكنها تقديم المستويات الحقيقية للاعبين قبل اختيارهم لمنتخبات الفئات العمرية.

* يقول المدرب المعروف خالد الزامكي في تعليق اختار أن يقوله في تسجيل مسموع: 

 “يجب إعادة كرة القدم اليمنية إلى نقطة الصفر، وبعد ذلك يمكن الحديث عن تطويرها، ثم إن من أبجديات إطلاق مثل هذا المشروع الاهتمام أولاً بتحديد المشكلة، وملامح الخطة العلمية، وضوح البيانات، وتحديد المجال الجغرافي، مكانًا وزمانًا، فيما الهدف من تعيين  إدارةٍ لبرنامج التطوير الكروي الشامل هو فقط استخراج الدعم الدولي”.

 انتهى كلام الكابتن الزامكي، وهو بالمناسبة كفاءة تدريبية وتحليلية محترمة، ويعمل في المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل.

* ورغم أنني لا أحب استنزاف كنز الأصدقاء، ومعظم أعضاء هذه اللجنة من أصدقائي، لا بأس من التذكير بما يشير إلى أن المحسوبية في تشكيل اللجنة كانت حاضرة بصورة أخرجت لسان السخرية لخبراء ومتخصصين دارسين لمجرد أن أصواتهم غير مهادنة، وأنها أصوات مرتفعة ومجاهرة بانتقاد الخطأ الكائن، وصوابية ما يجب أن يكون.

* وأعود هنا لإطلاق استفهامياتٍ تلقي الضوء على حقيقة أن من يتحكم بمصير كرة القدم اليمنية هم مطبِّلو السوء، والعاطلون عن قول كلمة الحق، أو الذين تفاءلنا بهم فحنبوا في قصبة اتحاد الغفلة..!

هل يحتاج قرار عودة الدوري اليمني إلى لجنة يصرف عليها الفيفا..؟ 

كيف يمكن الحديث عن تطوير العدم باعتبار أنه لا وجود لمسابقات محلية..؟

أين قرار تشكيل لجنة التطوير من أسماء خبيرة كالدكتور إيهاب النزيلي، الكابتن خالد الزامكي، كابتن شرف محفوظ، دكتور محمد مفلح، والكفاءتين بشير سنان، وزيد النهاري، وآخرين؟

* إن ما يحتاج إلى فهم يغادر به اتحاد كرة القدم دهاليز الأمية القيادية هو الإيمان بأن “الخِبرة” يجب أن تتقدم على “الخُبْرة”، وأن الاتحاد المحترم هو الاتحاد الذي يكون له هوية، هوية البحث عن النجاح وليس التحول إلى معمل لإنتاج الفشل وتصدير الأوجاع لعشاق كرة القدم.. الاتحاد المحترم لا يحرص على لقب العاطل عن النجاح، ولا تترقب منتخباته القرعة السهلة، والرهان على فطرة اللاعبين الناشئين.

* والاتحاد المحترم هو الذي يعمل باحترافية التقدير لما هو علمي وأكاديمي وذو خِبرة، وليس تسوُّل الدعم الخارجي بادعاء أنشطة مزيفة تحت أعذارِ وبكائيات الأزمات السياسية، مسقطًا النشاط المحلي من مهامه وحساباته..!

* إن بمقدور الدعم الدولي الغزير أن يعمل أفضل في إقامة النشاط المحلي للأندية اليمنية وتطوير النشاط، بدلاً من مبادرات غسيل سمعة الفاسدين بالمستأنسين والمزمرين لتكون النتيجة هي أن  ملايين الدولارات من الدعم الدولي لا تُسفِر إلا عن المزيد من الحذلقة والتطبيل للفشل، وتكريس الاستضراب بدلاً من وضع المقدمات الصحيحة التي لا تضحك على الذقون وإنما تدرك متطلبات تحقيق مصطلح الـ Talents الذي يعني في أحد تعريفاته القاموسية أعظم المواهب ذات الخصوصية.

* وعند هذا أتوقف لأتيح لمن أراد فرصة أن يضحك.. ولا بأس لو كان الضحك كالبكاء، أو ظهرت معه أضراس العقل..!

* كاتب يمني.

   
 
إعلان

تعليقات