Accessibility links

محمد زهرة – المدافع الدولي السابق: أُجبِرتُ على ترك كرة القدم.. ولم أعتزل


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – حوار محمد الأموي:

ترك كرة القدم – كلاعب – في العام 2008م، وهو في قمة شبابه وحيويته، وعمره لم يتجاوز 28 سنة، بسبب سوء الإدارة الرياضية في اليمن، وهو ذات السبب الذي يرى أنه يقف وراء انتقال أحوال الرياضة في بلده من سيئ إلى أسوأ.     

هذا ما قاله المدافع الصلب لنادي شعب صنعاء، والمنتخب الوطني سابقًا، الكابتن محمد زهرة، في الحوار التالي مع صحيفة (اليمني الأميركي):

 

الرياضة اليمنية من سيئ إلى أسوأ.. ومدربو المنتخبات يستلمون قوائم اللاعبين جاهزة!

 

* أين الكابتن محمد زهرة من العمل في الجانب الرياضي بعد اعتزال كرة القدم كلاعب؟

– محمد زهرة موجود ومتابع بشغف وحب للرياضة اليمنية في ربوع وطننا المكلوم، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال تحليل بعض المباريات في برامج بعض القنوات الرياضية، وكذلك حضور كثير من الفعاليات على مستوى أمانة العاصمة.

                                    

 * كيف تنظر لواقع الكرة اليمنية، وهل بالإمكان تحقيق نتائج وإنجازات على مستوى المنتخب الأول، أم أن إنجازاتنا تتوقف على فئتي الناشئين والشباب فقط؟

– واقع الكرة اليمنية، بشكل عام، من سيئ إلى أسوأ رغم انتظام أغلب المشاركات للمنتخبات الوطنية، وهي نقطة تُحسب لاتحاد كرة القدم؛ لأن أغلب المشاركات تتم عبر استدعاء قوائم شبه جاهزة، ولنفس الأسماء لجميع المنتخبات، ودون ترك حرية الاختيار للأجهزة الفنية، والذين نعذرهم لعدم القدرة على الاختيار بسبب انقطاع المسابقات المحلية، والتي تسهّل لهم اكتشاف أسماء وبدلاء للقوائم الجاهزة.

شخصيًّا لا أتوقع تحقيق أيّ إنجاز طالما وضع المنتخبات من خلال (اختيار الأجهزة الفنية، القوائم الجاهزة، المعسكرات، المباريات الودية) بنفس الآلية والوضع السابق. وإنجازاتنا ستظل محصورة على فئتي الناشئين والشباب؛ لأن قوامها يتم استدعاؤه من الفريق الأول للأندية، بينما لا توجد بطولات رسمية لهاتين الفئتين تساعد في اختيارهم منها.

            

لا أتوقع جديدًا.. وإنجازاتنا ستظل محصورة.

 

 * كيف تجد نادي شعب صنعاء الآن بعد تشكيل إدارة جديدة.. هل انتهت المشكلة.. وأيضًا هل انتهى دور لجنة التصحيح؟

– نادي شعب صنعاء، أقولها بكل أسف، ما زال يعيش نفس الوضع السابق إداريًّا، ولم يتغير شيء؛ لأن وزارة الشباب كلفت رئيسًا للنادي يعمل بنظام (ديكتاتوري) داخل النادي، ولا يفقه في العمل الإداري شيئًا، إذ هو مرشح ومزكى من الإدارة السابقة لمكتب الشباب والرياضة، والتي رفعت به للوزارة.

ودور مجموعة التصحيح لم ينتهِ، بل أراه قد بدأ مع تكليف الإدارة الجديدة التي لم تلتزم بما ورد في قرار التكليف كلجنة مؤقتة للإعداد لتصحيح وضع الجمعية العمومية، ودعوة منتسبي النادي للاقتراع وترشيح إدارة جديدة.

               

 

           

* ماذا تحتاج الكرة اليمنية حاليًّا للنهوض بها؟

– تحتاج الكرة اليمنية إلى الكثير للنهوض بها، ابتداءً من اهتمام القيادة السياسية بتوفير الملاعب في الأحياء الشعبية والمدارس، وتفعيل المسابقات فيها، ومن ثم الاهتمام بالبنية التحتية للأندية، وتدشين المسابقات والأنشطة لجميع الفئات العمرية، وتأهيل أبناء اللعبة من مدربين وإداريين ليعملوا في الأندية والاتحاد، ووضع استراتيجية لتطوير الكرة اليمنية، والاستعانة بخبراء وتجارب الدول المجاورة في تطوير كرة القدم فيها.

الزريقي كفاءة تدريبية وطنية لا أتمنى له تولّي تدريب المنتخب!

 

* صديقك وزميلك في الملاعب، محمد الزريقي، تم تعيينه مساعدًا لمدرب المنتخب الوطني، واحتمال أن يكون هو المدرب في حال لم يتم التعاقد مع سكوب أو مدرب أجنبي آخر.. كيف تجد مهمته مع المنتخب؟

– محمد الزريقي كفاءة وطنية تدريبية كبيرة، ولديه ميول كبير للتدريب منذ كان لاعبًا صغيرًا، حيث كان معنا في الاتصالات العسكرية مدربًا ولاعبًا في نفس الوقت، وكذلك مع نادي الشعب كان مدربًا من داخل الملعب، رغم صغر سنه في حينها، وجميعنا مؤمنون بكفاءته التدريبية.

شخصيًّا لا أتمنى له تولي تدريب المنتخب في الفترة المقبلة في حال عدم وجود مدرب أجنبي؛ لصعوبة المهمة، وتوقف الأنشطة الرياضية، و”كأس الخليج” تعتبر بطولة كأس مصغرة، والتنافس فيها كبير، والمنتخبات قوية ومتطورة، وكما يعلم الجميع الظروف العامة للمنتخب لا تساعد في نجاح أيّ مدرب، حتى لو كان أجنبيًّا.

* حاليًّا تم تعيين الكابتن محمد مساعدًا لمدرب أجنبي قادم، كما يقول الاتحاد العام.. بِمَ تنصحه؟

– أنصحه بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا ما تكتبه بعض الأقلام الصفراء التي تعمل على زعزعة أيّ منظومة رياضية.

الظروف العامة للمنتخب لا تساعد في نجاح أيّ مدرب حتى لو كان أجنبيًّا.

 

* ماذا عن حياة محمد زهرة بعد الاعتزال، وماذا يعمل، وما الطموحات التي يحلم بتحقيقها، وما زال يحلم بها؟

– حياة طبيعية في المنزل مع أولادي الثلاثة، وفي العمل بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث اشتغل حاليًّا (مدير عام مؤسسات التعليم العالي الحكومية)، وأمارس الرياضة من حين لآخر، ومتابع شغوف لمباريات الدوري الإنكليزي والإسباني، وفريقي المفضل ريال مدريد. 

أحلم كثيرًا بملاعب كثيرة تستوعب الكثافة السكانية لليمن في جميع الأحياء والمدارس والأندية؛ لأنها ستكون الانطلاقة الحقيقية لكرة القدم والرياضة اليمنية، التي أتمنى لها مشاركات ترفع الرأس خليجيًّا وعربيًّا وقاريًّا.

* لماذا تركت كرة القدم وأنت قادر على العطاء، ومتى اعتزلت؟

– بشأن الاعتزال، أنا لم اعتزل، بل أجبِرتُ على ترك كرة القدم في عام 2008م بسبب الوضع العام للرياضة، وتعامُل الإدارة السيئ في حينه.. وطموحي في تطوير نفسي علميًّا وإداريًّا في مجال عملي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكلها أسباب أجبرتني على ترك كرة القدم في سن (28) سنه.

مَن يدير الرياضة اليمنية ليسوا أهلًا لها ولا من أهلها!

 

 * لماذا اللاعب اليمني في الغالب يبتعد عن العمل في الإدارة الرياضية بعد الاعتزال، أم أنه يتم تطفيشه وتعمُّد إبعاده؟

– اللاعب اليمني يبتعد عن العمل الرياضي؛ لأن مَن يدير الرياضة في أغلب الأندية والاتحادات ليسوا أهلًا لها ولا من أهلها، فيعملون على تطفيش أبنائها اللاعبين ليتحكموا في موارد النادي والاتحادات للاستفادة الشخصية منها.

* ولماذا هذا اللاعب لا يهتم بالجانب التعليمي وإكمال الدراسة، في تقديرك؟  

– اللاعب اليمني متأثر بنسبة الأمية الكبيرة في المجتمع اليمني، الذي يقلل من أهمية التعليم واستمرارية نيل الدرجات العلمية، وكذلك بسبب القصور في التوعية من قِبل الأسرة والمدربين والجهاز الإداري في النادي، التي من المفترض أنه يوجد فيها مسؤول ثقافي يتابع المستوى العلمي للاعبين.

* أين وصلت في الجانب العلمي، وهل ممكن نراك متخصصًا في القانون الرياضي مستقبلاً؟

– أنا حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وبدأت في تمهيدي ماجستير في العلاقات الدولية، ورأيت أن لديّ ميولًا كبيرًا تجاه القانون، ومسار الماجستير فيه صعب؛ كوني درستُ علومًا سياسية، واضطررت لإعادة البكالوريوس في الحقوق لأواصل الماجستير في القانون، وحاليًّا متوقف في السنة الثالثة بسبب انشغالي بعملي في التعليم العالي، وصعوبة التوفيق بين العمل والدراسة.. من الممكن أن تراني أعمل في الجانب الإداري فقط في الرياضة مستقبلاً، بإذن الله.

   
 
إعلان

تعليقات