Accessibility links

محمد العامر طفل يمني يستثمر موهبته في خدمة مجتمعه


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – أحمد الكمالي:

“سعادتي لا تكاد توصف، فعمل الخير والمشاركة في خدمة المجتمع تجلب للنفس شعورًا بالرضا والبهجة”، يتحدث لـ”اليمني الأميركي”، الطفل اليمني المبدع محمد فواز العامر (12 عامًا)، عن شعوره بعدما تمكنت حملة تبرعات أطلقها لصالح مبادرة مجتمعية لتشييد جسر يربط إحدى الطرقات الرئيسية في مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز (256 كم جنوب العاصمة اليمنية صنعاء)، من جمع مبلغ يزيد عن 100 ألف ريال سعودي خلال يومين.

ويوضح الطفل العامر دافعه من إطلاق حملة التبرعات: “إنقاذ مشروع (جسر نخلة) من التعثر، وقد تمكنت حملة التبرعات من رصد مبلغ يقدر بـمائة وخمسة آلاف وسبعمائة ريال سعودي لصالح المشروع الحيوي الذي يخدم الآلاف من السكان، وتم تحويل ما نسبته 95% من تلك الأموال حتى الآن؛ ما مكن من تدشين العمل بالمرحلة الثانية والأخيرة من تشييد الجسر، وذلك يعطينا تفاؤلاً كبيرًا بإمكانية إكماله في أقرب وقت”.

مشروع (جسر نخلة) الذي أطلق العامر حملة التبرعات لصالحه، يقع على طريق رئيسية تربط ثلاث محافظات: تعز، إب، والحديدة، وهو واحد ضمن المئات من المشاريع الخدمية التي تم تمويلها وتنفيذها بمبادرات مجتمعية من الأهالي في مختلف المناطق اليمنية خلال سنوات الحرب، ومثلت تلك المبادرات شاهدًا على تماسك المجتمع اليمني، ومؤشرًا يبعث على التفاؤل بإمكانية تجاوزه مأزق الحرب، حسب منصة “بناء” المتخصصة برصد وتشجيع المبادرات المجتمعية والعمل التنموي في اليمن.

كانت خدمة مجتمعه هي المسار الأول الذي قرر أن يسلكه في توظيف موهبته، واستطاع من خلالها أن يقدم نموذجًا للتفاني والإنجاز والاخلاص في خدمة المجتمع.  

يقول الطفل العامر: “خاطبتُ الناس في البداية لتشجيعهم على التبرع لصالح المشروع عبر فيديو نشرته على حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، وجهزت مواد إعلامية عن المشروع لبعض القنوات الفضائية، ثم قررت ببوست آخر المبادرة بالتبرع بمبلغ متواضع (500 ريال سعودي)، وكنت على ثقة من تفاعل الناس معي كون المجتمع اليمني محبًا للخير، ويبادر بالعطاء إذا وجد من يثق به، وذلك ما تم بالفعل”.  

تمكنت حملة التبرعات التي أطلقها العامر من جمع أكثر من 100 ألف ريال سعودي لصالح مبادرة تشييد “جسر نخلة” في تعز

العامر خلال تكريم وزارة الصناعة بصنعاء

 

إبداع وتأثير 

على الرغم من صغر سنه، إلا أن امتلاك فواز عددًا من المواهب الإبداعية وفي مقدمتها تميزه بفصاحة الحديث والإلقاء بصوت عذب ومتقن، جعله يخطف أنظار وأسماع كل من يصادف أعماله التي ينشرها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ويوتيوب)، وتركز بالعادة حول الجماليات والأخلاقيات والنصائح المفيدة في الجانبين الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى مشاركة يومياته، وقد مكنته تلك المواهب وذلك المحتوى من تسجيل اسمه كواحد من أبرز صنّاع المحتوى المنطلقين والمؤثرين الواعدين في الساحة اليمنية.

ويلفت العامر إلى أن بداية اكتشاف موهبته كمتحدث “لم تكن على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها اتاحت لي مخاطبة الناس وملامسة همومهم والتواصل معهم بشكل مستمر، وقد منحوني الكثير من الحب والدعم”.

ويوضح: “كان الفضل الأول في اكتشاف موهبتي لوالدي، يومها كنت في سن الخامسة من عمري، وكنت أردد عبارات لقصص أطفال فطلب مني تكرارها، وبدأت أسرتي تلتفت إلى تلك الموهبة وتشجعني على تنميتها بالقراءة والتمرن، فيما كان لمشاركتي بالإذاعة المدرسية منذ الصف الأول أساسي حتى اليوم، دورًا كبيرًا في كسر حاجز الخوف وتدريبي على الإلقاء بشكل أفضل”.

 

فوز الطفل العامر ببطولة تحدي الإلقاء الدولية عام 2022، أعطاه دفعة معنوية قوية لخوض غمار المنافسات

الطفل العامر مع مجسم من تصميمه

 

إنجازات مبكرة

أعطت مشاركة وفوز الطفل المبدع محمد فواز العامر في بطولة تحدي الإلقاء الدولية للأطفال، التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض عام 2022، دفعة معنوية للعامر، الذي يصفها بـ “تجربة واختبار مهم من حيث كون البطولة ضمت مشاركين من مختلف الدول العربية والإسلامية، وأعطتني أملًا بإمكانية المنافسة لما هو أبعد منها مستقبلاً”.

بالإضافة إلى ذيوع صيته بفصاحة الخطاب وتحقيقه بطولة تحدي الإلقاء الدولية، فإن للطفل محمد العامر بصمة إبداعية في تصميم المجسمات، الذي بدأ “يمارسه كهواية ويستخدم فيه وسائل جديدة لصناعة المجسمات، مثل القش والعجور (سيقان الذرة) وسعف النخيل”، وقد تمكن من إحراز لقب المبتكر اليمني الصغير خلال مشاركته في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية التي أقامتها وزارة الصناعة والتجارة في العاصمة اليمنية صنعاء، عام 2019.

 

أحرز العامر لقب “المبتكر اليمني الصغير” في مسابقة رواد المشاريع الإبداعية عام 2019

 

طموح ورسالة

وردًا على سؤال “اليمني الأميركي” عن طموحه واهتماماته، أجاب العامر: “مهتم حاليًا بالقراءة والتزود بالمعرفة في مجالات كثيرة، وفي مقدمتها الإعلام الذي أرى نفسي فيه، وهو من وجهة نظري هو الأكثر قدرة على التأثير وإيصال رسائل التوعية للجمهور ومحاربة بعض الظواهر السلبية في المجتمع ونشر القيم الإيجابية والمشاركة بالمبادرات التي تخدم المجتمع”، فيما تتلخص أمنيته في رسالة وجهها لـ”من يمتلكون قرار الحرب في اليمن: آن الأوان أن تعرفوا بأن الحرب بعد تسع سنوات لم تحقق إلا الدمار للأرض والإنسان، وأن تسارعوا باتخاذ قرار السلام بشجاعة من خلال تقديم الحلول والتنازلات من أجل يمن واحد ومزدهر”.

   
 
إعلان

تعليقات