Accessibility links

ماذا يعني استئناف افتتاح ملعب الحُبيشي الرياضي بعدن؟


إعلان

ذاكرةُ أقدم ملاعب اليمن الرياضية تروي بعض أهم ما شهده من مباريات

عدن – “اليمني الأميركي” – محمد الأموي:

يُمثّل استئناف افتتاح ملعب الحبيشي الرياضي بمدينة عدن، الجمعة الماضية، بعد أكثر من عشر سنوات على إغلاقه، حدثًا رياضيًّا فارقًا في اليمن؛ لخصوصية نتائجه الإيجابية على الحياة الرياضية بمدينة عدن، والبلاد عمومًا.

وعاشتْ جماهير كرة القدم في عدن، الجمعة الماضية، أجواءً احتفالية رائعة بمناسبة إعادة افتتاح هذا الملعب التاريخي الواقع بمديرية صيرة بكريتر؛ والذي يُعدّ من أقدم الملاعب اليمنية، بل على مستوى الجزيرة العربية بعد إغلاقه لسنوات طويلة بهدف صيانته.

ومما زاد حفل الافتتاح إثارة ومتعة هو إقامة مباراة ودّية بمناسبة العيد الـ 53 للاستقلال المجيد، جمعت قُطبَي كرة القدم العدنية (الوحدة والتلال)، والتي شهدتْ حضورًا جماهيريًّا غفيرًا ملأ جنبات الملعب، وغنّى ورقصَ وشجَّعَ الفريقين طوال التسعين دقيقة، والتي انتهت بفوز الوحدة بهدف نظيف سجّله سعدون المحوري في الشوط الأول.

 

ماذا يعني ذلك؟

ويُمثّلُ إعادة افتتاح الملعب العتيق بارقة أمل بعودة الرياضية اليمنية لسابق عهدها ونشاطها، وأملاً بعودة السلام والأمن لعموم الوطن الجريح.

كما يُمثّلُ عودة دوران كرة القدم على البساط الأخضر لملعب الحبيشي فألًا حسنًا للرياضيين والجماهير؛ نظرًا لمكانته التاريخية والنفسية لديهم، وارتباطه بالكثير من الأحداث الكروية الإيجابية، إلى سهولة الوصول إليه؛ لِوقوعه في قلب مدينة كريتر، وملتقى أغلب سكان عدن.

كما يأتي إعادة افتتاحه في مرحلة تفتقدُ فيها مدينة عدن لملعب مستقل ومحايد تُقامُ عليه المباريات؛ نظرًا لأنّ استاد 22 مايو تم تدميره بشكلٍ كبيرٍ جراء الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات.

 

يُمثِّلُ عودة دوران كرة القدم على البساط الأخضر لملعب الحبيشي فألًا حسنًا للرياضيين والجماهير؛ نظرًا لمكانته التاريخية والنفسية لديهم وارتباطه بالكثير من الأحداث الكروية الإيجابية

 

ذاكرة رياضية

وتمثلتْ أعمال صيانة الملعب بتأهيلِ مختلفِ مَرافقه بمبلغ 371 مليون ريال يمني، حيث تم عمل عُشب صناعي لأرضيته، و5 آلاف كرسي لمدرجاته، بالإضافة إلى ترميم منصته الرئيسية، وصيانة وإصلاح مختلف مرافقه الخدمية.

ويُعدّ ملعب الشهيد الحبيشي أقدم ملاعب كرة القدم اليمنية، بل ومِن أقدم ملاعب الجزيرة العربية، حيث تم بناؤه عام 1905م من قِبَل الاحتلال البريطاني آنذاك، وأُطلِقَ عليه تسمية الملعب البلدي.

وفي عام 1968م تمّ تغيير اسمه إلى ملعب الشهيد محمد علي الحبيشي – لاعب فريق الأحرار سابقًا (التلال حاليًّا)، والذي استُشهدَ بعملية فدائية عام 1964م ضد جنود الاحتلال البريطاني أثناء مرور الباص الذي كان يُقلِّهم في شارع الملكة بالقرب من طريق العقبة بكريتر.

وتحمِلُ ذاكرة الملعب أحداثًا رياضية خالدة ومباريات لا تُنسى محليًّا ودوليًّا، وسواءً على صعيد الأندية أم المنتخبات الوطنية، من أبرزها المباراة التي جمعت منتخب اليمن الديمقراطية سابقًا، والمنتخب العراقي عام 1974م، والتي انتهت بفوز منتخب اليمن بهدفين لهدف، والتي أُقيمت بمناسبة إضافة مدرجات اسمنتية للملعب، وبعض الملحقات الخدمية.

كما أنّ مباراة التلال والرفاع البحريني عام 1991م في الدور التمهيدي لبطولة أبطال آسيا للأندية أبطال الدورق، والتي انتهت بفوز التلال بهدفِ شرف محفوظ ليلجأ الفريقان لضربات الترجيح بعد فوز الرفاع ذهابًا بنفس النتيجة، ويتفوق التلال بركلات الترجيح بـ 5/ 4، ويتأهلُ للدور الثاني للبطولة.

كما استضاف الملعب أحداث المباراة النهائية لبطولة كأس اليمن قبل الوحدة، وانتهتْ بفوز التلال على شعْب صنعاء عام 1982م.

   
 
إعلان

تعليقات