Accessibility links

لماذا لم تُسارع السعودية لتهدئة الغضب الأميركي؟


إعلان

“اليمني الأميركي” – متابعات: 

ما الذي يسند موقف السعودية المتجاهل للغضب الأميركي من قرار أوبك بلس بشأن خفض إمدادات النفط العالمية؟  

بعنوان «السعودية تختار الأصدقاء بشروطها الخاصة وبايدن ليس من بينهم» نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحليلاً لمارتن شولوف – مراسل شؤون الشرق الأوسط.

يقول الكاتب إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، توقَّع غضب واشنطن منذ أن ساعد في اتخاذ قرار أوبك بلس لخفض إمدادات النفط العالمية.

ويشير إلى أنها المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية لا تهرع فيها الرياض لتهدئة الغضب الأميركي.

ويضيف أن هذا جاء إيذانًا بمولد سياسة واقعية جديدة، حيث لم تهتم السعودية بحليف تاريخي، وبدلاً عن ذلك انضمّت إلى ما تراه الرياض نظامًا عالميًّا جديدًا.

وحسب موقع (بي بي سي عربي) يقول الكاتب إن قرار أوبك بلس، المكون من دول أوبك بزعامة السعودية، بالإضافة إلى روسيا، أوضح علامة حتى الآن على أن العلاقات بين واشنطن والرياض قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، وربما الأهم من ذلك هو أن مثل هذا الموقف لا يعني الكثير للسعودية.

ويرى الكاتب أن ابن سلمان يؤكد على أن بلاده لن تكون دولة ثيوقراطية تختبئ وراء مظلة أمنية أميركية، لكنها قوة وسطى ثرية في حدّ ذاتها تختار أصدقاءها بشروطها الخاصة.

ووفقًا للكاتب، فإنّ الرئيس الأميركي جو بايدن لم يكن من بين هؤلاء الأصدقاء.

ويقول إنّ النفط، أكبر سلاح سعودي، لم يعُد جائزة تُمنح للأصدقاء، بل أداة يتم استخدامها لخدمة المصالح السعودية.

ويرى أن المواقف الجديدة حطّمت التسويات التي ضمنت العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، خاصة الاتفاقية غير الرسمية التي ضمنت أمن المملكة مقابل إبقاء صمامات النفط مفتوحة، وعندما يكون الأمر مهمًّا، منخفضة الأسعار.

 على صعيد متصل، وحسب موقع صحيفة واشنطن بوست، فقد ردت المملكة العربية السعودية، الخميس، على وابل من الانتقادات الموجهة من الولايات المتحدة بشأن قرار أوبك بلس بخفض الإنتاج، قائلة إن القرار استند فقط إلى «اعتبارات اقتصادية»، بينما نفت أن يكون «ذا دوافع سياسية» ضد الولايات المتحدة.

 البيان المنسوب إلى مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، صدر بعد أن أدان البيت الأبيض وأعضاء في الكونجرس المملكة لقرار أوبك بلس، الأسبوع الماضي، بخفض إنتاجها النفطي بمقدار مليوني برميل يوميًّا، باعتباره قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم.

وحسب التقرير ينظر إلى التخفيضات على نطاق واسع على أنها ضربة سياسية للرئيس بايدن قبل شتاء قاسٍ، وقبل شهر من انتخابات التجديد النصفي.

وردًّا على قرار أوبك بلس، قال بايدن إنه سيُراجع علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، وستكون هناك “عواقب” على المملكة، وهي واحدة من 13 دولة عضو في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك)، انضمت إليها 10 دول شريكة، بما في ذلك روسيا، لتشكيل أوبك بلس. 

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن بايدن منفتح أيضًا على مقترحات قدمتها مجموعة من المشرعين الأميركيين من شأنها معاقبة السعودية، بما في ذلك عن طريق الحد من التعاون الأمني ​​ومبيعات الأسلحة.

وكان البيت الأبيض يضغط على المملكة العربية السعودية لإنتاج المزيد من النفط لتعويض النقص العالمي، وزيادة الأسعار الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

 وزار بايدن المملكة العربية السعودية في يوليو/ تموز، والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، متجاهلًا انتقادات نشطاء حقوق الإنسان الذين قالوا إن مثل هذا الاجتماع سيكافئ ولي العهد على تكتيكاته القمعية، بما في ذلك الاتهامات التي تقول إنه تورط في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

 وأشار البيان السعودي، الخميس، إلى أن إدارة بايدن طلبت من المملكة تأجيل قرار خفض أسعار النفط لمدة شهر، وهو ما كان سيؤخر تداعيات التخفيضات إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي الأميركية، وقال البيان إن مثل هذا التأخير «كان سيكون له عواقب اقتصادية سلبية».

ونفى البيان أن تكون السعودية وحدها مسؤولة عن قرار خفض إنتاج النفط، قائلاً إن هذه الإجراءات تستند إلى “توافق”.

وأضافت: «هذه النتائج تستند فقط إلى اعتبارات اقتصادية تراعي الحفاظ على توازن العرض والطلب في أسواق النفط، وكذلك تهدف إلى الحد من التقلبات التي لا تخدم مصالح المستهلكين والمنتجين».

   
 
إعلان

تعليقات