Accessibility links

إعلان

“اليمني الأميركي” – متابعات:

سقط حتى مساء الأربعاء، الموافق 11 أكتوبر/ تشرين الأول، 1100 شهيد في قطاع غزة، بينهم نساء وأطفال جراء الغارات الإسرائيلية الوحشية على القطاع منذ إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” التي أربكت إسرائيل في ظل ما حققته العملية من نتائج فاجأت تل أبيب والعالم كله، وكشفت عن مدى التقدم الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية في ترسانتها العسكرية، وبخاصة حركة حماس، لتعود الذاكرة العربية إلى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، الذي حققه المصريون ضد إسرائيل.

كما أسفرت الغارات الإسرائيلية الوحشية عن مقتل 11 شخصًا من موظفي الأمم المتحدة في القطاع حتى مساء الأربعاء، بحسب آخر المستجدات في موقع بي بي سي عربي.

وقالت جنيفر أوستن، نائبة مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في بيان لها، إنها “تشعر بالحزن” لتأكيد وفاة زملائها.

وأشارت إلى أن القتلى هم خمسة معلمين في مدارس الأونروا، وطبيب، ومهندس، وأخصائي نفسي، وثلاثة من موظفي الدعم.

وأضافت أوستن: “لقد قُتل البعض في منازلهم مع عائلاتهم”.

وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية، تحديثًا، جاء فيه أن أربعة مسعفين طبيين تابعين للهلال الأحمر قتلوا أثناء قيامهم بواجبهم في غارات إسرائيلية على غزة.

 ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى السماح بوصول الإمدادات الأساسية من الغذاء والوقود والمياه إلى المدنيين في غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي.

وأضاف: “يجب السماح بدخول الإمدادات الحيوية المنقذة للحياة، بما في ذلك الوقود والغذاء والمياه إلى غزة.. نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق الآن”.

وقال غوتيريش: “أود أن أشكر مصر على مشاركتها البناءة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح ولجعل مطار العريش متاحًا للمساعدات الحيوية”.

فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده تواصل مراقبة الوضع في إسرائيل، وأضاف أنه تحدث مجددًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

عربيًّا، أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في اجتماعه الطارئ، الأربعاء، ضرورة “الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في القطاع ومحيطه”.

وطالب قرار وزراء الخارجية العرب، الذي صدر عقب الاجتماع الذي عُقد في مقر الجامعة، في القاهرة، بإطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين.

وأدان القرار قتل المدنيين من الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) واستهدافهم، وتضمن القرار إدانة “لكل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني حاليًّا من عدوان وانتهاكات لحقوقه”.

وحذر قرار الوزراء العرب من أيّ محاولات لـ “تهجير الشعب الفلسطيني، ومفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم في العودة والتعويض، في إطار حل شامل للصراع، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.

إلى ذلك أشارت آخر الإحصاءات إلى ارتفاع قتلى عملية طوفان الأقصى في إسرائيل إلى 1300 قتيل، مساء الأربعاء. 

الوضع في غزة

يعكس وضع حي الرمال الذي سوته الغارات الإسرائيلية بالأرض ما وصلت إليه وحشية العدوان الاسرائيلي على غزة.

وفي حي الرمال الساحلي الراقي، كانت دينا (39 عامًا) تحتمي من الغارات الجوية الإسرائيلية مع والدتها وأبيها وشقيقتها وابني أختها في الفيلا الخاصة.. هذه المنطقة عادة ما تكون هادئة على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة.

بعد ظهر الاثنين، بدأت الأسرة تسمع صوت قصف عنيف في محيط الحي.. تقول دينا: “كنا نظن أننا آمنون في المنزل، لكن فجأة ودون سابق إنذار، تحطمت النوافذ، وتحطمت الأبواب وتطايرت، وسقطت أجزاء من السقف حول رؤوسنا”.

تضيف دينا إنهم بقوا داخل المنزل المتضرر، بعد أن أصيبوا بالصدمة، بعد ست غارات جوية أخرى ضربت المنطقة.

وبمجرد أن أصبح الوضع أكثر هدوءًا، فرت دينا وأفراد عائلتها للنجاة بحياتهم، تاركين كل شيء وراءهم.. ركضوا إلى المستشفى حيث عولجوا من إصاباتهم.. تقول دينا إنهم محظوظون لأن جروحهم لم تكن عميقة.

وعندما عادوا إلى المنزل ليأخذوا أمتعتهم، كان قد سوي بالأرض بالكامل.. وهم يقيمون الآن بشكل مؤقت مع عائلة أخرى، وما تزال دينا تحاول التعافي من صدمة “فقدان منزلنا وذكرياتنا والمكان الذي كنا نشعر فيه بالأمان”، وتضيف: “لا يوجد مكان آمن في غزة”.

المستشفيات

على صعيد المستشفيات، فهي هناك تكافح من أجل إنقاذ الأرواح، ففي مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في القطاع المكتظ بالسكان، يقول رئيسه الدكتور محمد أبو سليمة إن “الوضع رهيب”، ويضيف: “لقد قُتِل ما لا يقل عن 850 شخصًا، وأصيب أكثر من أربعة آلاف آخرين”، ويقول إن المستشفى يعتمد على المولدات الكهربائية منذ انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع، وليس لديهم سوى ما يكفي من الطاقة للاستمرار في العمل لمدة ثلاثة أيام أخرى.

ومع إعلان إسرائيل عن فرض حصار كامل على غزة، أصبحت مياه الشرب نادرة داخل المستشفى.

ويقول الدكتور أبو سليمة إنهم يمنحون الأولوية الآن لاستخدام المياه النظيفة فقط “للحالات الحرجة”، بينما اضطروا إلى إغلاق أقسام أخرى في المستشفى للمساعدة في إنقاذ الأرواح.

لا يخشى الطبيب على سلامة مرضاه فحسب، ولكن أيضًا على موظفيه، ويقول إن سيارات الإسعاف قد تم استهدافها وقُتل طبيب وهو في طريقه إلى المستشفى.

ووفقا لوكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، فقد تزايدت وتيرة النزوح الجماعي بسرعة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفرّ أكثر من 187 ألفًا من سكان غزة من منازلهم بحثًا عن ملجأ، ومع استمرار القصف العنيف تمكنت الوكالة من إيواء 137,500 شخص، لكنها تشعر بالقلق من أنها ستصل قريبًا إلى طاقتها الاستيعابية.

على صعيد المحلات التجارية، فالوضع ليس أفضل.. كان إسحاق(27 عامًا) يعيش مع والدته المسنة وأبيه وزوجة أخيه وأطفالها الخمسة في حي الشجاعية، وبعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبلاده إنهم مقبلون على “حرب طويلة وصعبة” في أعقاب هجمات حماس يوم السبت، توقع إسحاق وعائلته ما سيأتي.. جمعوا ممتلكاتهم الأكثر قيمة، وحمل كل منهم حقيبة صغيرة، ولجأوا إلى وسط المدينة. وفي طريقهم، حاولت الأسرة المكونة من 20 شخصًا تخزين مواد الإعاشة الأساسية، لكن المتاجر كانت شبه فارغة بالفعل، حيث هرع العديد من سكان غزة للتخزين بمجرد علمهم بهجمات يوم السبت، وانتهى بهم الأمر بالاختباء من الغارات الجوية في أحد المباني السكنية وسط المدينة، مع عائلات أخرى.

يقول إسحاق: “بقينا هناك لمدة 48 ساعة بدون كهرباء أو ماء”، ثم تلقى مساء الاثنين رسالة من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المبنى في منتصف الليل.. “كل ما استطعنا رؤيته من حولنا هو حطام المباني”، وساروا شمال وسط المدينة إلى إحدى المناطق السكنية الأكثر هدوءًا عادة، لكنهم سرعان ما رأوا أن “معظم المباني قد سوّيت بالأرض” هناك أيضًا.

 كان اليوم الأربعاء قاسيًا على أهالي غزة مع ارتفاع عدد الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت كل شيء في حرب قالت إسرائيل إنها حرب طويلة وصعبة.

وكانت حركة حماس قد أطلقت عملية (طوفان الأقصى) في الساعات الأولى من يوم السبت، مستهدفة العمق الإسرائيلي ردًّا على استهداف قوات الجيش والأمن والمستوطنين الإسرائيليين المستمر للفلسطينيين ومقدساتهم.

   
 
إعلان

تعليقات