Accessibility links

لاعب كرة قدم يمنيّ شهير يستعين بدراجات نارية لتوفير (لقمة العيش)


إعلان

صنعاء – « اليمني الأميركي» – محمد الأموي:

فرضت الحرب المستعرة في اليمن منذ أربع سنوات واقعًا مأساويًّا انعكست آثاره على المجتمع، بما فيها شريحة الرياضيين الذين يعيشون أوضاعًا صعبة مع توقف النشاط الرياضي الداخلي الرسمي كليًّا، ولم يتبقّ سوى بعض الأنشطة التفاعلية من قبل بعض المحبين للرياضة، وأغلبهم يهتم بالنشاط الرياضي الشعبي، فيما تقلص معظم النشاط الرياضي الخارجي، وبنسبة قد تصل إلى 95 بالمئة تقريبًا.

وانطلاقاً من ذلك الواقع لجأ العديد من الرياضيين بمختلف ألعابهم للبحث عن لقمة العيش بعيدًا عن الرياضة؛ وذلك من خلال تأسيس مشاريع صغيرة لعلها تدر عليهم دخلا يسهم في تلبية الالتزامات المعيشية الضرورية أو العمل في مجال مهني.. ورغم صعوبة ذلك فقد نجح البعض، بل وتمكن البعض الآخر من الرياضيين من الجمع بين المجال الرياضي ومجال العمل من خلال الاستمرار بمزاولة ألعابهم الرياضية والعمل.

ومن تلك النماذج التي نجحت في العمل من أجل (لقمة العيش) والاستمرار في ممارسة الرياضة.. يبرز لاعب كرة القدم في نادي الشعلة بعدن الكابتن خلدون ضرغام.. فبعد أن توقف النشاط الكروي بمدينة عدن في بداية الحرب وتأثر دخله المادي بسببها، وحتى عندما عادت الحركة الرياضية بعدن، لم يكن عائدها يكفي لتلبية احتياجاته واحتياجات أسرته.. لجأ لاقتراض مبلغ مالي من أحد بنوك المدينة (تمويل مشاريع صغيرة)، لشراء دراجتين ناريتين للعمل عليهما من خلال تأجيرهما مقابل مبلغ يومي وقدرة (1000) ريال يمني (أقل من دولارين) يسلّم له، فيما يستفيد السائق من بقية المبلغ المتبقي من عمله على تلك الدراجة طوال اليوم، على أن يتحمل السائق تكاليف الصيانة وتشغيل الدراجة.. فيما يقوم خلدون بتسديد القرض للبنك.

الدراجة النارية 

ومع مرور الأيام نجح خلدون بزيادة دخله المادي، خاصة وأنه كان يملك دراجة نارية سابقة يعمل عليها في فترة فراغه من أداء التمارين والمباريات مع ناديه، كما نجح في منح اثنين من أصدقائه الشباب فرصة عمل ودخل من عملهما بالدراجتين.

يقول خلدون لصحيفة (اليمني الأميركي): أنا سعيد بذلك؛ فقد نجحت في توفير متطلبات أسرتي، وسعادتي الكبيرة تمثلت بتمكني من الإستمرار في مزاولة لعبتي المفضلة (كرة القدم)، والتي عشقتها منذ الصغر، وبنيت أحلامًا عدة وقتها، وجاءت الحرب، وتعطلت تلك الأحلام، ولكني أصررت على المحاولة في تحقيقها بقدر الاستطاعة؛ فبدأت من خلال هذا المشروع البسيط، وتمكنت من التوفيق بين عملي وممارستي للتمارين اليومية وأداء المباريات مع فريقي (الشعلة).

وأضاف: أنا أمضي في الطريق الصحيح لتحقيق بعضًا من أحلامي الكروية، ولعل أبرزها تمثيل المنتخبات الوطنية، وقد سبق أن تذوقت ذلك مع المنتخب المدرسي.

الحُلم 

واستطرد: أنا أشعر أن حُلم اللعب باسم الوطن سيتحقق قريباً، خاصة بعد أن أخبرتني إدارة النادي أن مدرب المنتخب الأولمبي الحالي الكابتن سامي نعاش تحدث عني بشكل إيجابي، وأنه يحتاج لنوعيتي من اللاعبين، وسيتم استدعائي للانخراط في المعسكر الحالي بمدينة المكلا ضمن اللاعبين الذين يتم إستدعاؤهم بين الفترة والأخرى لرؤيتهم عن قُرب واختيار الأنسب منهم للانضمام للمنتخب الأولمبي، الذي يستعد لخوض غمار تصفيات أسيا دون 23 سنة، والمقرر إقامتها في إيران في مجموعة تضم منتخبات: (اليمن، إيران، العراق وتركمانستان)، خلال الفترة 22 – 26 مارس المقبل.

وبعد؛

نتمنى أن يحقق الكابتن خلدون ضرغام كل أحلامه الكروية.. مؤكدين على جسارته وجدارته بالنجاح انطلاقاً مما يتحلى به من إصرار والتزام على الإنجاز؛ وهو ما يتجلى بوضوح في خطوته الرائعة في مواجهة ظروف العيش من خلال الاقتراض وشراء دراجات نارية.. لينال عيشاً بكرامة في ظل الظروف القاسية، التي يمر بها الوطن وأبناؤه المنكوبون بساسة يتصارعون على مصالحهم على حساب التفريط بمصالح الوطن والمواطن.

   
 
إعلان

تعليقات