Accessibility links

إعلان

لبنى شرارة بزي*

 

(١)الكنز ق.ق.ج

أخذها حقدها الأعمى في منعطفاتٍ مظلمة فتاهت في ظلماتِ جهلها ونسِيتْ دعاءَ يونس (ع)؛ أصرّتْ على ارتكاب حماقاتِها، رأتْ جدارًا ضعيفًا ظنّت أنّ تحته “كنز الغلامين”، جعلتْه متّكأً لها، سَقَطا معًا، وما زالت تبحثُ عن الكنز تحت الأنقاض…

 

(٢)نجم ق.ق.ج

شرع يعدّ النجوم: “واحد.. اثنان.. ثلاثة.. لا.. لا

واحد.. ما هذا.. ماذا افعل أنا، وهل هناك نجم غيري؟

إنّهم ينادونني بالنجم.. نعم النجم.. ما هذا الهُراء؟، قال وهو ينهضُ غاضبًا ملوِّحًا بيديه في الهواء، ثمّ تابَع: “لا، لن أنظر بعد اليوم إلى السماء، فأنا إنسانٌ متواضعٌ أنظرُ دومًا إلى أمّي الأرض”؛ ارتبك وهو يلفِظُ الكلمة الأخيرة، ثم أردفَ قائلاً: “لكن.. يا إلهي.. السماء أيضًا أمّي، إذًا أيّهما أمي، السماء؟، الأرض؟، الأرض؟، السماء؟!…

 

(٣)اليافطة ق.ق.ج

في عيادة الطبيب جلستْ مكابرةً على الألم، فقد مضى أكثر من ساعةٍ ونصف على موعدها المحدّد مسبقًا؛ خرج الطبيب وسلّمَ ملفّ المريضة الأولى إلى السكرتيرة، ثم استدارَ عائدًا إلى الغرفة لمعاينةِ مريضٍ آخر؛ خرجتْ من العيادة غاضبةً.. في طريقها إلى البيت استرعى انتباهها يافطة كبيرة عليها صورة الطبيب ذاته، وتحتها مكتوب بالخطّ العريض: “انتخبوا ابن الجالية الطبيب الإنسان والأكثر مصداقية”..

 

(٤) المفتاح ق.ق.ج

جلسَت تتأمّلُ غرفتَها المُظلمة بعدما أسدَلَ المطرُ الغزيرُ ستارًا شفّافًا على نافذتها؛ مرّتْ في ذهنِها ذكرياتٌ لسنينٍ عجاف، تنهّدتْ بحرقة، فمنذ دخولها هذا السجن الاختياري لم تَذُقْ طعمَ الحياة، “لكن.. ما العمل، ماذا تفعل امرأة مثلي مقطوعة من شجرة”؟، تساءلتْ وهي تضعُ وجهها بين راحتيها؛ أحسّتْ بحرارةِ دموعِها تلسعُ وجنتيها الباردتين، ثم أجهشتْ بالبكاء، وعلا نحيبُها حتى كاد يُغمى عليها، أفاقتْ من شبه غيبوبة على صوتِ قرعِ جرسِ الباب، “مَن الطارق يا تُرى”؟، تساءلت في سرّها.. فتحتْ الباب، وجدتْ مجموعة من الرسائل في صندوقِ البريد، أوّل رسالة وقعتْ في يدها كانت مختومة باسم “جمعية المفتاح”، فتَحَتْها وراحتْ تقرأ “جمعية تُعنى بشؤونِ النساء المعنَّفات…”، رمَتْها في سلّة المهمَلات، تناولتْ أخرى، فتحَتْها، مسحتْ دموعَها، ثمّ حملت حقيبة يدها متّجهةً نحو السوق…

*كاتبة لبنانية

   
 
إعلان

تعليقات