Accessibility links

فضلاً.. أعيروني انتباهكم منتخب السعادة مهدد بالتعاسة..!


إعلان

 

عبدالله الصعفاني*
زمان (أيام جدي وجدك) حدث أن استرد أحد فاقدي البصر نظرَهُ للحظات، وفي تلك النظرة السريعة التي فقد بعدها بصره من جديد، لم يشاهد خلالها سوى مؤخرة التيس.

بعدها كان الأعمى المسكين إذا تحدثوا عن القطار السريع، قال هل القطار أطول من مؤخرة التَّيس؟.. وإذا تحدثوا عن ثقب الأوزون، قال هل هو يشبه قفا التَّيس؟.. وإذا تحدثوا عن جبال الهملايا أو غابات الأمازون، قال كيف شكلها، وأين هي من جُحر التَّيس..؟!

وهذا بالضبط ما حدث لنا مع منتخب الناشئين، حيث انتقلنا من الاحتفالات الطويلة ببيضة الديك الوحيدة التي سقطت عندما كان الديك يلتقط الحبوب تحت أرجل التيس، إلى الحسرة من غياب الإجابة عن نفس السؤال.. هل يصاب منتخب السعادة 2021 بنفس الإصابة التي أصابت منتخب الأمل الذي وصل إلى نهائيات كأس العالم في فينلندا 2003، وأبلى بلاء حسنًا في التصفيات، ثم مع منتخبات البرازيل، كوريا الجنوبية، والكاميرون..؟، وهل تبيض دجاجة المنتخبات بيضة سعادة أمل في مسافات زمنية أقل، وليس كما حدث مرتين على مدار عقدين من زمن القحط..؟

* يبدو أن التاريخ يكرر نفسه، فالمخاوف التي قالها لي القيادي في “أهلي صنعاء” حمود العلفي، تتكرر على الطبيعة.

فالرجل يحتفظ بحكايات مؤسفة أنهت مشوار لاعبي منتخب الأمل بسبب ما يصاحب شهرة اللاعب الناشئ من الدعم غير المدروس، والشهرة الحارقة، ومحدودية وعي الناشئ وغياب التوجيه في المنازل والأندية، فضلاً عن جهل اتحاد كرة القدم بواجباته تجاه الناشئين تحديدًا.

* أعرف.. قد يغنّي لنا الثلاثي أحمد العيسي وحميد شيباني وحسن باشنفر، أغنية (مابلاش نتكلم في الماضي.. الماضي كله جراح..)، ولكن ماذا عن الحاضر..؟

لقد أقسم لي أحدهم أنه شاهد لاعبين ناشئين يتناولون القات (بالشقٌين)، فجعلني أخاف من السجائر، متذكرًا ارتباط (الولعتين)، و(يا صاحبي هيا معي شرارة أعلمك للقات والسجارة..)

* الجديد الذي آلمني هو خبر تعرّض الناشئ الموهوب، هداف بطولة غرب آسيا، محمد البرواني، لحادث مروري في عدن، أشاع خوف محبيه عليه، وألحق أضرارًا في سيارته، وامتد الحادث إلى إصابة امرأة جراء الصدام.. وبالتزامن مع قلق محبيه كان لاعب منتخب الناشئين الموهوب عصام ردمان يظهر في لقطة إصابة على فراش الجبس، لم أتحقق من السبب.. هذه الأمور أثارت بعض الجدل في انتشار صورة للموهوب سعيد العولقي وهو يشارك في تشطيب منزل والده، ولكن من شاهق جدار قد يعرضه للخطر.

خالص الدعاء للبرواني وردمان وبقية عِقْد الناشئين بالسلامة من كل شر وقات وسهَر، حتى يتمكن من هو في السنّ القانوني من المشاركة في البطولة العربية في المغرب، في أكتوبر المقبل.

* وأمّا وقد عنونتُ هذا المقال بعبارة: أيها الناشئون أعيروني انتباهكم، فيجدُر أن أستعين بنجم كرة قدم حافَظ على مستواه في المسافة الزمنية الممتدة من لعبه مع منتخب الناشئين وحتى الكبار، وهو اللاعب علاء الصاصي الذي شعر بالخطر على مواهب منتخب الناشئين؛ فطلب منهم أن يعيروه هو الآخر آذانهم، موجهًا نصيحة قال فيها، بعد أن أثنى على إبداعهم وأحقِّية تكريمهم، بأنّ على أسرهم أن توجههم وتشجعهم على مواصلة مشوار النجومية وترشيد التباهي المفرط في مواقع التواصل، وعدم نسيان أن 80% من لاعبي المنتخبات السابقة يعانون في مواضيع العلاج، وفي تعليم أولادهم؛ لأن المال والشهرة لا يدومان، ولا بد من أخذ العبرة، أو كما قال.

* وهذه النصيحة تقودني للتساؤل حول المعاناة التي عاشها لاعب اتحاد إب – عبدالحكيم عشة، بعد إصابته في الرباط الصليبي، وتجاهل الجميع حاجته للسفر طلبًا للعلاج.. ولعل مناشدات الزملاء لقيت من ينتبه إليها منعًا للمزيد من إحباط الرياضيين وتكسير مجاديفهم.

* أيها الناشئون.. لقد حققتم إنجازًا وحصدتم التكريم المالي والمعنوي الباذخَين، حتى إن من محبيكم من مات برصاصة راجع فرحًا أهوج، وجميل أنكم زرتم بعض الضحايا، فهل قرأتم حينها ما أورده الدكتور وهاج المقطري من تأكيد أنّ احتفال الناس بكم أفضى إلى إصابة رجل برصاص في حبله الشوكي..؟

* ولستُ هنا بمعرض مخاطبة اتحاد كرة القدم الذي يُذكّر جمهور المنتخبات بمعنى (وما في النار للظمآن ماء)، وإنما بصدد تذكير اللاعبين وعوائلهم بأن عمْر اللاعب اليمني مع النجومية قصير جدًّا لأسباب كثيرة، ما يجعلني أقفل بالدعاء بأنْ يرزق الله كل مواهب اليمن الخير والنجومية، ويحفظهم داخل سياراتهم، وعلى الأرصفة، وفي جدران منازل أسرهم.

وأن يتحلوا بإدراك خطأ أنْ يكون المال المفاجئ سببًا لشرعنة العبث بالروح والجسد.

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات