Accessibility links

طالبٌ في هامترامك يلتحقُ بجامعة هارفارد: هكذا كانت القصة.! 


إعلان

هامترامكً – “اليمني الأميركي” – سايمون آلبرت:

تُعدّ مدينة هامترامك مثالاً للتنوّع، ليس فقط في ولاية ميشيغن، بل في كلّ أميركا، ويتجلّى هذا التنوّع بوضوحٍ داخل مدارسها العامة، حيث يُمثّل طلابها 16 لغة، وهذا التنوع هو ما ميّز “رادرا باروا” خلال عملية التقدّم لجامعة هارفارد، وفوزه بمنحة دراسية هناك، وأصبح هذا الطالب ذا إنجازٍ عالٍ تحت إشراف معلمي وإدارة مدارس هامترامك.. في نهاية العام 2019م تم قبول (رادرا) في جامعة هارفارد، بمِنحة دراسية تزيد قيمتها عن 300 ألف دولار، هي تكاليف تغطية نفقات العملية الدراسية؛ ليكون ثاني طالب في هامترامك يلتحقُ بجامعة هارفارد، وأول طالب في المجتمع البنجلاديشي هناك.

 التطوير الذاتي                          

يقول مدير مدرسة ثانوية في هامترامك – شيس فرانياك: «(رادرا) واحد من الطلاب الذين يبرزون حقًّا لجميع الأسباب الصحيحة، ودائمًا له مواقف في الأماكن الصحيحة أثناء مسيرته في مدرستنا».. «إنه يشارك في العديد من الأندية الخاصة بالتطوير الذاتي والمجتمعي المختلفة، كما أنه يقضي وقتًا إضافيًّا في الجانب الأكاديمي، وهو شخص برَعَ في إتقان موهبته لدرجة رفع درجاته في اختبارات الثانوية المعروفة بـ SAT.»

كانت درجات رادرا في البداية 1060، لكنه استطاع أنْ يُحسّنها ويرفع مستواه، ليحصل على 1560 من مجموع 1600 درجة هي الحدّ الأعلى، وكان من أفضل الطلاب في الحصول على الدرجات الخاصة بالكليات.

 القبول في الجامعة

لكن ليس فقط الدرجات والاختبارات هي وحدها التي تجعلك مقبولاً في الكليات والجامعات المرموقة؛ فهناك أشياء أخرى أيضًا، يجبُ أنْ تجعل اهتمام الجامعة أو الكلية بك واضحًا؛ وهي أشياء تجعلهم يلتفتون إليك، ويكون هناك اهتمام بضرورة قبولك لديهم… في حالة رادرا، استغرق الأمر أكثر من كونه طالبًا جيّدًا لإثارة إعجاب الكليّات.

يقول رادرا لصحيفة (اليمني الأميركي) إنه انخرط في برنامج يُساعِد الطلاب المتفوقين من ذوي الدخل المحدود، في الحصول على فرص ومنحة دراسية، والمعروف باسم (كوست برج)، وقد ساعده هذا البرنامج لمعرفة مَن هو، ومن أين جاء، وما هي أقليّته، وكيفية الانخراط بالكليات والجامعات.

ويضيف: «كثير من الجامعات لا يهمها التنوّع، أو مِن أين قدمت، بينما المهم ما قصتك، وكيف تقدّمها الجامعة أو الكلية؛ فهذه المراكز التعليمية تريدُ أنْ تسمعَ قصتك..!».

قوّة الطلاب 

تقول جليلة أحمد – مدير مدارس هامترامك العامة إنّ التنوع في المدارس التابعة لمنطقة هامترامك التعليمية هو رأس مال الطلاب، وأكثر الجوانب أهميّة في تطوير مسيرتهم التعليمية.

وأضافت أحمد «هذه بالتأكيد قوة لطلابنا»، «كلما تعلّمنا أكثر عن بعضنا، كلّما تقبّلنا بعضنا البعض، وكلما فهمنا بعضنا، كلما استطعنا بناء العلاقات، وبناء الجسور، وأنْ نكون مواطنين منتجين في السوق العالمية».

 هامترامك هي الأساس

يقول رادرا إن لمدينة هامترامك الفضل؛ إذ تُعدّ هي الأساس؛ فهي المدينة التي استقبلته صغيرًا؛ حيث كان طفلًا عندما وصل مع أسرته إلى أميركا؛ لكن من ذكرياته الأولى عند وصوله طفلاً كان يعرفُ أنّ هامترامك هي موطنه.

وأضاف أن أسرته قالت له إنها لم تكن تعتبرُ أميركا موطنًا لها، وإنها جزء من هذا البلد، إلا عندما وصلوا إلى مدينة هامترامك؛ فقد وصلوا في البداية إلى ولاية أخرى غير ولاية ميشيغن.

واستطرد يقول: «صحيح أننا أقليّة صغيرة جدًّا جدًّا، لكن هذا لا يهم؛ لِأنّ جميع مَن حولنا هم أقليات أيضًا».

  الأسرة

علاقة رادرا مع عائلته هي التي أحدثت فَرقًا في علاقته بالتعليم.. يقول إن والده كان يأتي إلى البيت من العمل متأخرًا ومجهدًا، ويصحو مبكرًا للعمل في اليوم التالي، وهكذا كلّ يوم يجده وهو يشعر بالجهد والتعب والإرهاق، « بدأتُ أرى هذا، وأعرفُ أخلاقيات العمل، وذلك كان له تأثير عميق فيّ؛ فبدأتُ أرى ما هو الحلم الأميركي، كما ساعدني هذا في تعلّم كيفية مساعدة الآخرين الذين يعيشون معنا في الحي… مساعدتهم على تحقيق نفس الأهداف التي من الممكن تحقيقها لهم”.

أخيرًا

صحيح أنّ الصعوبة الأكبر هي الخروج من الفقر، لكن، أيضًا، ليست مستحيلة، وهذا بقدرة الجميع وهمّتهم.

يقول رادرا إن التفكير بعدم الخروج من الفقر يجعل الناس فاقديّ الأمل، ويموتون في الطريق الذي يُمكن أنْ يوصلهم إلى المستقبل؛ فالحلم الأميركي يحتاج جهدًا واجتهادًا.

«الآن بعد أنْ وجدتُ نفسي، حيث تم قبولي في جامعة هارفارد، أريدُ أنْ أكون هذا النوع من الأشخاص الذي إنْ أراد منه زملاؤه مساعدتهم، وكانوا يريدون الحلم الكبير، فسأساعدهم على الحلم»، يضيف رادرا.

إن وجود طالب في جامعة النخبة أمر مهم لمنطقة المدرسة بطريقة ما؛ إذ يكون مثالًا للطلاب الآخرين الذين يرون من خلاله إمكانية تحقيق ذلك، وإنّ الناس، في نفس الظروف، كانوا قادرين على فعل ذلك من قبل.

   
 
إعلان

تعليقات