Accessibility links

صاحب السعادة.. الجنرال أنشيلوتي.. ويا “تشافي”.. الله الشافي..!


إعلان

عبدالله الصعفاني*

اسمح لي أن أناديك بدون ألقاب وأضيف من بهاراتي ما تيسَّر من البسباس الحيمي فأقول: تشافي.. الله وحده الشافي.. كيف واجهت خطط الساحر العجوز أنشيلوتي..؟

إذا صح قول المحلل خورخي أليساندرو  بأنك لا تؤمن بالدفاع وأنك معجون بالشغف الهجومي فأين هي أهداف البرشا في موقعة ذات السوبر الصاعق أمام خصمك اللدود ريال مدريد..؟ وإذا لعبت مدافعًا، كيف اهتزت شباك فريقك الكتلوني أربع مرات على تلك الصورة الموجعة لعشاقك المحترمين الذين اضطروا للنبش في الدفاتر القديمة..؟

وإذن.. ليس أمامك يا تشافي إلا الاعتراف بأنك لم تدافع ولم تهاجم، فكررت حادثة من رقصت في الظلمي، وسقطت قبل أن يقول لها أحد ياسين.

* بإجماع النقاد والفضوليين معًا.. لعب فريقك بدفاع متقدم أمام فريق رأينا لاعبيه يطيرون كالفراشة ويلدغون كالنحلة، حتى لا أقول مثل محمد علي كلاي، وهو أمر محزن لجماهير النادي البرشلوني الكبير.

* لم تكن يا تشافي في مستوى استقبال العام الجديد، فظهر فريقك لا شديد ولا رشيد.. وشخصيًا حاولت تفهُّم تصريحاتك التي تقول فيها بعد أي انتكاسة بأنه كان على الفريق أن يكون أكثر فعالية أمام المرمى ويدافع ككتلة واحدة، أو لقد فشلنا لكننا سنقاتل، وبأننا لا ندافع جيدًا عندما نعاني، وعلينا استرجاع قوتنا الدفاعية، ولكن كيف..؟ كيف يا تشافي وخطة الدفاع المتقدم غير مناسبة أبدًا لخوض مباراة أمام فريق يتألق فيه الإنجليزي بيلنجهام، ويلمع بفيني وروديغو ويطير بأجنحة سريعة..؟ ثم كيف للدفاع المتقدم أن ينجو من فريق هوايته قذف الكرات خلف المدافعين، فيما لاتقوى خططك على مواجهة مرتدات على ظهر سلحفاة بحسابات السوبر أو الأبطال.. أو كأس أندية أو كأس ملك، فضلاً عن استحقاقات الصدارة.

* لماذا اتخذت قرار اللعب بأكثر من لاعب ميت… صحيح أنك قمت بالتغيير، لكن ذلك جرى خصمًا من زمن المباراة.. والزمن كما تعرف هو المادة التي تصنع منها النتائج..؟

صحيح أنك غيَّرت، ولكن بعد أن شبعت الدقائق المهمة موتًا..

* وأقف عند هذا القدر من استفهاميات تشافي دونما إغفال تذكيره بسلسلة من حقائق ما أحوجه لمذاكرتها حتى يواجه الريال في قادم الجولات، وهو يعرف لماذا سقط برشلونة بحسابات المدربين وليس  بحسابات لاعبيه، ومن منهم يستطيع إحداث الفارق في لحظات الحسم.

* وهنا لابد أن يبطل أي عجب حول تمسك ريال مدريد بانشيلوتي حتى العام 2026، وربما ما بعد ذلك.. ولماذا يغنِّي جمهور برشلونة الإسبان والعرب والعالم مع الراحل محمد عبدالوهاب أغنية الملل “نسألك الرحيلا”.

* أنشيلوتي يا تشافي، عاشق نجاح.. أفكاره زاخرة بالمعارف والدهاء، خطير في قراءته للاعبيه وخصومهم، وهو فارس في التعامل مع نجوم العيار الثقيل، والدون كارلو وهذا لقبه إن نسيت هو عاشق بطولات، متراكم الخبرة، متمكن من مفردات الدهاء، ما يفرض عليك أن تجتهد وتذيب الفارق بين الدهاء والعمق وبين ما هو انفعالي وسطحي.

ولا أخفيك.. لقد أعجبتني عبارة تقول بأنه إذا قلَّت الخبرة عند لاعب ريالي، فإن أنشيلوتي سيضيف له من شبابه، حتى وقد بلغ الرابعة والستين من العمر.

* ثم ماذا يا أصدقائي من عشاق البرشا أو الريال..؟

هل ترون في الذي سبق من توصيفات أحسبها حقائق، أسبابًا كافية لرحيل تشافي عن برشلونة وعشاقه الكثيرين المتكاثرين عددًا وصبابة وشوقًا..؟

* وأيًّا كانت الإجابة، فنحن أمام حالة مدريدية ملكية تجيب عن سؤال: لماذا الساحر العجوز أنشيلوتي مستمر حتى 2026.. إنها حالة إدراك قيادية ريالية ترى في هذا المدرب مواصفات القادر  على النجاح في مهمة خوض عملية إحلال وإبدال في خطوط الفريق الملكي، ما يؤكد على وجود فكرٍ إداريٍ يؤمن بالأرقام.. فكر منزوع منه دسم العواطف.

* وقبل أن يقول برشلوني عربي: خلِّيكم يا أبو يمن في منتخبكم الغائب عن منافسة آسيوية يحضرها المنتخب الفلسطيني القادم من أوضاع تصعب حتى على الزنديق، أجيب بالقول..

والله معكم حق ولكن الهموم واحدة.. ثم إن تشافي يدير الكرة البرشلونية وكأنه الشيخ أحمد العيسي.

وهذا يكفي..!

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات