Accessibility links

إعلان

فكري قاسم*
زمان كان معانا التبّع اليماني العظيم “شمّر يهرعش”.

قالوا انه كان ملك مُهاب، ومجرد ذكر اسمه يخلي الواحد يرتعش، وعشان كذا سموه “شمر يهرعش”.

وقالوا كمان انه كان حق عمل، وإليه طبعًا تُنسب أخبار البطولات، واختلف المؤرخون حول نَسَبه ومُلكه، وقال عنه الموسوعي اليمني العلامة الحسن بن الهمداني بأن اسمه كان “شمّر يهرعش بن يهنعم بن ناشر النعم”.

والآن معانا في القرن الواحد والعشرين التبّع اليماني الأعظم “شمر معدبش”

معدبش بلاد

معدبش دولة

معدبش رئيس 

معدبش حكومة

 معدبش جيش

معدبش برلمان

معدبش سفارات

معدبش مطارات

معدبش رواتب

 معدبش أمان

معدبش حوار

معدبش تفاهم

معدبش صحافة

معدبش قوانين 

وماعد إلا شوية فرغ بني فرغ يتقمبعوا فوق رؤوسنا هم و”شمر معدبش” آخر تبابعة العصر الحديث، والذي يمكن تسميته “شمر معدبش بن ناشر النقم”، أو “بن سارق اللقم”.

وإذا كانت حقبة التبع اليماني العظيم “شمر يهرعش” قد عُرِفت في الماضي بأنها المرحلة الذهبية التي عرف فيها اليمنيون السدود والمدرجات الزراعية والقصور والحصون، فإن حقبة التبيع اليماني “شمر ماعدبش بن يدعمم بن ناشر النقم” ستكون في تاريخ اليمن الحديث هي المرحلة التي عرف فيها اليمنيون القحط والجوع والخوف والقتل والدمار واللصوصية والتقطّاع والتنبّاع والفُرقة والشتات والنزوح وقطع الأرزاق وفقدان الأمل وطولة اللسان كمان في موسم واحد، وبتذكرة واحدة.

وإذا كان التبّع اليماني المعظّم “شمر يهرعش بن يهنعم بن ناشر النعم” يُعد بحسب المرويات التاريخية هو أول من وحّد اليمنيين وجمع الكيانَين السياسيّين، سبأ وحمير، في كيان سياسي واحد، وأقام فيه حكمًا مركزيًّا قويًّا، وحمل بين رعاياه، وفي كل المراسيم والمحافل الدولية، لقب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت، فإن اليمن اليوم في عهد التبيع اليماني “شمّر معدبش” يعيش أسوأ انقسام مهول طعفر بأم البلاد من شِق لا طرف، وأصبح الآن شعار “معدبش دولة” هو الحامل الوطني الذي يجسّد الشراكة الوطنية بين جميع اليمنيين، وهذا إنجاز عظيم يستحق التبيع اليماني أن يحمل بسببه بين رعاياه، وفي المحافل الدولية، لقب “طعفر معدبش بن مقلفد كل النعم”.

وقالوا (من رأسي) إنهم زمان لمّا كانوا يشتوا يدلعوا التبّع اليماني “شمر يهرعش” يصيّحوا له “شمر يهعش”، ومافيش مانع انو احنا برضه ندلع التبيع اليماني الجديد في المناسبات الخاصة على الأقل، ونسميه “كمل معابوش”.

لأنو بالفعل  كل شيء في عهده كمل وزلج… 

– البترول كمل معدبش

– الديزل كمل معدبش

– الغاز كمل معدبش

– الدقيق كمل معدبش

– السكر كمل معدبش

والعمر كمل معدبش

 واحنا في ملاحقة وراء اللقمة، ويكفي أن تلقى أي واحد ماشي في الشارع وتسأله:

– عد شي عقل يا خبير؟

شيقولّك:

– كمل ماعدبش !

*كاتب يمني ساخر

   
 
إعلان

تعليقات