Accessibility links

“شجون الغريبة”.. كتاب جديد للكاتب اليمني علوان الجيلاني


إعلان

صنعاء – “اليمني الاميركي”: 

صدر عن دار عناوين بوكس في القاهرة كتاب “شجون الغريبة”، للكاتب اليمني علوان مهدي الجيلاني.

 يقدّم الكتاب في 440 صفحة من القطع الكبير مجموعة من المقاربات الراصدة لرحلة و”تحولات قصيدة النثر العربية من صفحات (مجلة شعر) إلى صفحات الفيسبوك”.

توزع محتوى الكتاب بين مقدمة وأربعة أبواب: (أرض الشعر الجديدة)، (حين فتح العالم ذراعيه)، (في وضعية التوافق)، (ألوان الفراشة ومذاقاتها)، واشتمل كل باب على فصول.

وحسب المقدمة، فالمؤلف استفاد في تسمية كتابه من عرف ثقافي اجتماعي غريب في بلاد تهامة – غرب اليمن، يعتبر القادم الجديد للسكن في قرية أو دَيْرٍ يحمل صفة الغريب، وقد تظل هذه الصفة تلازمه بقية عمره. 

“وهذا الجانب من مقصود التسمية ودلالتها، يتكئ على كون حضور قصيدة النثر في المشهد الإبداعي العربي ظل ملتبساً بهذه الدلالة منذ البدء، فقد حضرت كشكلٍ تم استيراده من أدب آخر، من لغة أخرى وثقافة مختلفة، وظل المشهد الثقافي العربي حتى اللحظة يتعامل معها بوصفها غريبة”.

واستطرد: وزاد من حديَّة هذا الوصف وتكريس وطأته عليها ارتباط غربتها بغرابة تسميتها (قصيدة النثر)، فلم تكن معاناتها من وصف الغريبة يقتصر على قدومها من ثقافة أخرى، وإنما من غرابة التسمية التي ضاعفت حدة التمييز ضدها، وأشعرت المتلقي العادي بقلق التسمية، فيما هو ينتمي إلى ثقافة راكمت، عبر قرون طويلة، مفهومين واضحين للشعر والنثر.

يقدم الكتاب مسردًا تاريخيًّا لتبدلات النسق الثقافي العربي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكيف أثر ذلك على النوع الشعري، فالأفق المعرفي الذي سبق ورافق ظهور قصيدة النثر كان يتجه بقوة لصالح مفاهيم التخطي والتجاوز والاختلاف والمغايرة، وهذا يعني في ما يعنيه أن هذا الأفق المعرفي يقوم بمساهمة فعالة في خلق نسق معرفي جديد يعارض مفهوم النسق القديم، بما يعنيه ذلك النسق من جمود واجترار، وركون إلى المألوف والسائد، وهو إذ يعارضه يناقضه ويضغط عليه، أو يزيحه ليمسح تأثيراته في الوعي العام وفي خطاب النخب أيضًا.

نتيجة لذلك بدأت الإرهاصات بتبدل النوع الشعري عند مطلع القرن العشرين، ثم تواصلت حلقاتها عقدًا بعد عقد قبل أن تصل ذروتها عند جماعة مجلة شعر، لكن الرصد لا يتوقف عند هذا الحد، فهو يتتبع الممارسات النصية التي أنجزتها جماعة مجلة شعر ومجايلوها ثم مَنْ تلاهم وصولاً إلى النقلة النوعية الأولى ممثلة بالتضمينات التي حدثت منذ نهاية الثمانينيات من القرن العشرين وساهم فيها شعراء الهوامش الجغرافية العربية بقوة.

بعد ذلك يعرض الكتاب للكيفيات التي أثر بها ظهور الشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين على قصيدة النثر من حيث طبيعة الأداء النصي، ومن حيث المعجم والوسوم، ومن حيث الغرضية أيضًا.

ويعرض في نفس الوقت لما ارتبط بظهور الشبكة العنكبوتية من تلاشٍ لسلطة المجلات والملاحق الثقافية والصفحات الأدبية اليومية. عقب هذا يتناول المؤلف الأثر الواسع الذي أحدثه ظهور موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على قصيدة النثر.

احتفلت مقاربات الكتاب بالحضور الواسع للنصوص، وفي المجمل تم استدعاء تجارب ونصوص لأكثر من ثمانين مبدعًا ومبدعة من جميع أنحاء الوطن العربي، والكتاب ثمرة رصد وانشغالات استغرقت ثلاث عشرة سنة وفق مؤلفه. 

   
 
إعلان

تعليقات