Accessibility links

سوزان دباجة: مؤهلاتي وتجربتي بالمحاماة ستخدم سكان ديربورن في قاعة المحكمة كقاضية


إعلان
التقت صحيفة اليمني الأميركي سوزان دباجة، رئيسة مجلس بلدية ديربورن، وأحد المرشحين لمنصب قاض في محكمة مدينة ديربورن (المحكمة 19). وتتميز دباجة بشخصية متعددة الجوانب، وهنا يورد محرر اليمني الأميركي ستيفن كوست ملخصاً لمحتوى المقابلة في السطور التالية:

تحدثت دباجة في البداية عن نشأتها قائلة “ولدت ونشأت هنا في ديربورن ميشيغان، وكانت نشأتي في الطرف الجنوبي من المدينة، إذ عشت هناك حتى بلغ عمري 20 سنة. لقد عشت حقا طفولة رائعة وكانت لي تجارب عظيمة فعلا خلال تلك السنوات الـ20. إلتحقت بمدرسة سالينا الابتدائية (Salina Elementary)، ثم مدرسة ستاوت المتوسطة (Stout Middle School) وتخرجت من مدرسة ادسل فورد الثانوية (Edsel Ford High School) في عام 1995، ومن هناك ذهبت إلى جامعة ميتشيغان ديربورن. كان لدي شغف للخطابة، وقدرة على التعبير والتحدث عن الأشخاص الذين لا يريدون أن يتحدثوا عن أنفسهم. وبحلول الوقت الذي تخرجت فيه من جامعة ميشيغان ديربورن كنت قد تزوجت وأنجبت طفلة اسمها كلوديا.”

وعن مسيرتها الأكاديمية تواصل دباجة القول “ذهبت لمواصلة دراسة الماجستير في جامعة واين ستيت الحكومية (Wayne State University)، وفي تلك الفترة تقدمت بطلب إلى كلية الحقوق وتم قبولي في جامعة ديترويت ميرسي (University of Detroit Mercy). في الحقيقة لقد تعلمت المزيد عن نفسي، وعن نوعية الشخصية القيادية التي يمكنني أن أكونها في المستقبل، وعن مشاركة آرائي، وعن تمثيل الناس وأهدافهم ومشاعرهم. وعندما التحقت بكلية الحقوق كنت بالفعل والدة لفناة صغيرة، ثم أنجبت ابنتي الثانية في السنة الثانية من الدراسة في كلية الحقوق”.

وتشير دباجة إلى أن الصعوبة التي واجهتها كأم ترعى أسرة صغيرة وتذهب في نفس الوقت إلى كلية الحقوق، ولكنها تؤكد بأنها حظيت بدعم كبير من زوجها وأمها وأخواتها “لقد سمحوا لي بالفعل في تحقيق حلمي في أن أصبح محامية، وحين تخرجت كان لدي فتاتان صغيرتان، كما أني كنت الأولى على دفعتي في كلية الحقوق، وشعرت بالفخر كثيرا بذلك الإنجاز، وذلك لأنني كنت أدرك الصعوبات والتحديات التي توجب على التعامل معها من أجل الوصول إلى هذه النقطة.”

وتضيف دباجة “عادة عندما تكون الأول في دفعتك فيمكنك تحقيق اختيارك من حيث المكان الذي ترغب في العمل فيه، ولكن كنت أعرف في ذلك الوقت بأنه لم يكن لدي إهتمام بالعمل في أحد مكاتب المحاماة الكبيرة، فلقد أردت أن أكون أماً، وأردت أن أكون جزءا من المجتمع هنا في ديربورن، وأردت أن أنخرط في الأمور التي تخص مدينتنا، وأن أكون قادرة على التطوع. ولذلك بدأت في البحث عن عمل هنا في ديربورن. قمت بمقابلة سالم سلامة (Sam Salamey) – الذي يعمل الآن بمنصب رئيس القضاة لدينا في المحكمة – وبدأت العمل معه.”

وبشأن مسيرتها السياسية، تقول دباجة في حديثها لـ”اليمني الأميركي” منذ طفولتي كان يقال لي دائما بأني متحدثة لبقة جدا أو “أنت تعرفين حقا كيف تعبرين عن رأيك”. المسألة ليست أنك الأعلى صوتا، فأنا أعتقد أن الأمر في الحقيقة يتعلق بكونك تمتلك العاطفة تجاه شيء ما، وأن تريد الناس أن يعرفوا كيف تشعر حيال شيء ما، وأن تكون لديك القدرة على مشاركة ذلك تلك مع الناس بطريقة فعالة بحيث ربما يمكنك أن تحدث فرقا في العالم. ولأنني أعتقد أن أحد أهم الجوانب حقا في تربية أولادنا هو بتعليمهم عن ماهية الدور الذي يمكنهم أن يقوموا به في المجتمع وكيف يمكنهم رد الجميل بالعطاء والمساهمة.”

ظلت دباجة تمارس مهنة المحاماة لمدة 9 سنوات، تمكنت خلالها من إنشاء مكتب محاماة خاص بها وكونت قاعدة عملاء كبيرة، ولكنها تقول إنها كانت تعرف رغبتها في تحقيق الكثير، ومن هنا جاءها الشعور بأنه يمكنها المساهمة في الحياة السياسية وقررت خوض الانتخابات البلدية لمجلس مدينة ديربورن .

تضيف دباجة “في ذلك الوقت أردت فقط الحصول على مقعد في المجلس، ولكني حقا عملت بجد، وأؤمن بأنك إذا كنت تريد شيئا فعليك العمل لنيل ذلك الشيء. ولذا قمت بحملة شعبية، والآن يمكنك أن ترى بأنني حصدت أعلى نسبة في الأصوات مما أكسبني منصب رئيس المجلس. لازلت أتذكر ذلك المساء وأعتقد أن كل من حولي كان متحمسا كوني حصلت على هذا المقعد كأول إمرأة من المجتمع العربي الأمريكي تتبوأ هذا الدور”.  وتتابع المتحدثة القول بأنه ومع مرور الوقت بدأ يتضح لها “بأن منصب رئيس المجلس جلب معه الكثير من المسؤولية، ولم أرغب في أن أخيب آمال الناس. لقد كنت أعرف بأن مقياس الأداء المطلوب سيكون مرتفعا ولكن بالنسبة لي فقد وضعت لنفسي مقياس أداء أعلى من ذلك. ومنذ اليوم الأول أوضحت للجميع بأن وجودي في ذلك المكان هو لخدمة كل شخص من سكان المدينة.”

وحول قرارها ترك منصبها الحالي وخوض الانتخابات لمنصب قاض في ديربورن، تعتقد دباجة بأن “مؤهلاتها وتجربتها كمحامية من الأشياء التي يمكنني تسخيرها في خدمة سكان ديربورن والاستفادة منها في قاعة المحكمة”.  وتؤكد بأنه من المهم أن يكون هناك في المحاكم موظفون مؤهلون ومن ذوي الخبرة، وكذلك أشخاص منخرطين في المجتمع ممن يفهمون ماهية ديربورن. وأنا معروفة لدى سكان ديربورن. مضيفة “ الناس بحاجة لمن يفهم هذه المدينة، وأنا أفهم هذه المدينة من الداخل والخارج، وأفهم سكانها كفهمي لدوري كأم تربي أطفالها الثلاثة هنا، وأفهمهم كوني أحد السكان الذين قضوا كامل حياتهم تقريبا هنا، وأفهم المدينة كوني أحد دافعي الضرائب، وأفهم هذه المدينة كوني شخص قد خدم في مجلس المدينة.”

ومن الدوافع التي جعلها ترشح نفسها لمنصب قاض، تشير دباجة إلى أنه “بعد ممارسة المحاماة لعدة سنوات كان بعض القضاة يطلبون مني التوسط لتسوية الخلافات في بعض القضايا، والشيء الذي يقوم به الوسطاء هو الجلوس مع جانبي الدعوى القضائية أو الطرفين المتخاصمين والمحاولة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما الوصول إلى أرضية مشتركة، أي حل وسط أو حل متوازن. ولذا قررت أن أذهب للتدرب على ذلك، وأنا الآن أتوسط في حل القضايا ولقد حققت معدل جيد في الوساطة الناجحة.” وبذلك فإنها تريد أن تحول هذا مسألة القيام بهذا الدور بشكل رسمي عبر منصب قاض بالمحكمة.

وتؤكد دباجة على انتمائها لديربورن ما يجعلها تتمسك بالبقاء فيها في أي منصب آخر “قلبي معلق بهذا المكان، وأسرتي معلقة بهذا المكان، ولا أعتقد بأنني سأترك ديربورن لفترة طويلة جدا، فأنا أعتقد بأن هذا هو المكان الذي أنتمي إليه والمكان الذي أريد أن أكون فيه. وأعتقد أن بإمكانكم رؤية وجود تغيير مستمر، فلدينا الآن المزيد من الشركات التي تبدي إهتماما بمدينتنا، مثل شركة فورد التي أعلنت مؤخرا أنها تخطط لإنفاق مبلغ كبير من المال هنا في أسفل المدينة من جهة الغرب بهدف التطوير، ولقد قاموا بشراء ممتلكات، وهم في طريقهم لجلب المزيد من الموظفين، وهذا يعتبر أمرا مهما بالنسبة لنا لأنه يعني أن أشخاص جدد سيعيشون هنا وسينفقون أموالهم في محلاتنا وفي مطاعمنا. لدينا هنا حركة تطور وتحسين جيدة، وأعتقد أن المجلس يتماشى في تناغم كبير مع ما يشعر به السكان لأننا جميعا نعيش هنا.”

   
 
إعلان

تعليقات