Accessibility links

إعلان

عبدالله الصعفاني*

العنوان “هل أخطأت حماس” سؤال  استنكاري.. والاستفهام  فيه عبيط وظالم، لأن حركة حماس جددت التأكيد بأن الشعوب في الدنيا كلها ترفض من يحتلها، وتقدم الغالي والنفيس من أجل التحرر.. ولذلك لا وجه للدعوى الباطلة.

بمعنى آخر ليس هناك أمة في العالم إلا ولها عيد وطني تبتهج فيه بذكرى الاستقلال ويوم الانعتاق.

* وحده الشعب العربي الفلسطيني محكوم عليه أن يبقى تحت احتلال غاصب مقيت، فإذا أعلن ضيقه بالمستعمر البغيض تعرَّض رجاله ونساؤه وأطفاله وكهوله للقتل والتنكيل على النحو الذي شاهدنا صوره البشعة منذ خمسين يومًا..؟ 

* وبعاصفة السابع من أكتوبر 2023 ذكَّر الفلسطينيون العالم بقضيتهم، فقام الكيان الإسرائيلي الغاصب بحرب إبادة جماعية في غزة دمَّر فيها كل شيء، وقتل وأصاب وشرَّد مئات الآلاف، مستخدمًا قدراته العسكرية وقنابله الفوسفورية خارج ضوابط الحروب وقواعد الاشتباك، وسط تحوُّل لوبياته في الدول الغربية من دائرة الضغط إلى دائرة القرار، ولاحظنا ذلك في تجدد حقيقة أن القطب العالمي الأميركي الأكبر أكد من جديد أنه لا يرى القضية الفلسطينية إلا بعيون إسرائيل.

* ولقد ترافقت الحرب التدميرية الإسرائيلية على غزة.. ناس، مستشفيات، مدارس، بيوت، وبنية تحتية، حملات كذب وتزييف وتشويه تدين الضحية وتبرر للقاتل في فضيحة إنسانية سوّقت وما تزال تسوّق للجنون بأنه العقل، وللتدمير والإبادة لأصحاب الأرض بأنه دفاع عن النفس..!

* واليوم، وبعد 50 يومًا من حرب الإبادة الإسرائيلية الشاملة لقطاع غزة وبروز أصوات عربية نشاز تغمز وتلمز وتشمت بالباطل لتبرير مواقفها المتخاذلة ثمة ما يستدعي التذكير به لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

* لقد أراد الفلسطينيون بتنفيذ عاصفة الأقصى ذات الفاتورة الكبيرة من الأرواح والدماء والأشلاء أن يقولوا: ماذا تريدوننا أن نفعل بعد 75 سنة من الاحتلال الاسرائيلي الذي ظهرت معه الشرعية الدولية مجرد  شرعية انتقائية، لا سلطة فيها  لمجلس الأمن إلا إذا كان القرار في صالح إسرائيل.

* لم يكن أمام الفلسطينيين خيار غير خيار المواجهة للفهم الإسرائيلي الفج للقوة، وفشل مجلس الأمن في الانتصار للشرعية الدولية، حتى إن الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها العالمي ظهرت في حالة إخفاء للكرة من كل شرعية وكل ميثاق أممي، ورفضت إرجاعها إلى ملعب الأمم المتحدة ومواثيقها في إساءة واضحة لاستعمال نفوذ بشع أخذ في التمدد عبر ما تم وصفه بالدعم المسبوق.

* وإذن.. فإن ما قامت به حماس لم يكن سوى تعبير عن الضيق باحتلال العقود الثمانية، والضيق بالإرهاب الإسرائيلي كعقيدة تتحدى كل ضمير حي أن يكتب بغير الشوك والدموع وسط معادلات ظالمة ترفع إحساس كل ضمير حي بالضيق والألم.

* وإذا كان النفاق العالمي حدد موقفه الظالم، فإن على المواقف العربية المتخاذلة أن تصحو من غفلتها بعد هذه الجرائم.

معيب جدًّا ألّا يكون للعرب الموقف الذي يمنع التهجير، ويفتح المعابر ويحرك أوراق الضغط، وهي كثيرة وغير مستخدمة.

* الأمر الآخر.. على البيت الفلسطيني في غزة ورام الله أن يلتئم ويتوحد، ويأخذ الأشقاء العبرة من كون حرب الإبادة جرت تحت يافطة الحرب على حماس، لكن الضفة الغربية لم تسلم من شتى صور الاقتحام والقتل، ونصب معابر تمزيقية تحولت بها الضفة الغربية إلى ثلاثة قطاعات.

* يكفي ما تعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتنكيل من كيان غاصب يحرص على تمزيق الصف الفلسطيني من موقع إدراكه بأنه ليس أخطر من خلاف الإخوة، لأن الخلاف هو الآخر يمثِّل  محرقة معنوية، كيف لا  والظلم بين الإخوة وبين ذوي القربى إجمالاً هو الظلم الحارق والمخجل..

فتجنَّبوه.

* كاتب يمني

   
 
إعلان

تعليقات