Accessibility links

زرياب كرة القدم اليمنية والأكاديمي الناجح إيهاب النزيلي


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – محمد الأموي:
النجاح في الحياة لا يأتي من فراغ أو بالصدفة، بل يكون نتيجة اجتهاد وعمل مخلص وتضحيات وعوامل مساعدة تساهم في تحقيقه.

 

 

لعل ما حققه النجم السابق لكرة القدم اليمنية، الكابتن في صفوف نادي شعب إب والمنتخبات الوطنية، الأكاديمي في اللغة الإنكليزية، المحاضر الجامعي، إيهاب النزيلي من نجاح وتفوق في حياته الرياضية والعلمية لهو دليل على ذلك، بل إن قصة نجاحه لا بد أن تروى للآخرين للاستفادة منها والتعرف على الأسباب والعوامل التي ساهمت في تفوقه؛ لأن فيها الكثير من الدروس التي تلهم الفرد والأسرة.

ولد إيهاب صالح النزيلي في مدينة إب، وكانت بداية نجاحه من أسرته الحريصة على التعليم.

يقول إيهاب النزيلي: أنحدر من أسرة قد لا تكون ميسورة الحال، لكنها بالمقابل غنية فكريًّا وثقافيًّا وعلميًّا ورياضيًّا.

 

إيهاب مع أشقائه وليد ورياض ومحمد ورشيد

 

ويضيف إيهاب: أصرّ والديّ (والدي – رحمه الله، ووالدتي – حفظها الله ورعاها وأطال في عمرها) حرصًا على أن يغرسا فينا حب التعليم والعلم بجد ومثابرة، والحمدلله استطعت أن أجمع بين الرياضة والتعليم.

 

البداية رياضيًّا

إيهاب النزيلي بدأ حياته الرياضية في العام 1989م عندما انضم للفئات العمرية لنادي شعب إب، وطوال خمس سنوات قدم اللاعب الصغير إيهاب النزيلي نفسه واحدًا من نجوم كرة القدم الصاعدين في اليمن، وهو ما ساهم بتصعيده مبكرًا لصفوف الفريق الأول بنادي الشعب، وهو في الـ(16) من عمره، وبسرعة البرق سطع نجمه، وبرزت نجوميته بقوة، فأُطلقت عليه عديد ألقاب، لعل أبرزها زرياب الكرة اليمنية، الجناح الطائر، ملك الركنيات.

 

 

المتألق كرويٍّا

وعلى نفس المسار كان مستواه على مدى الـ(15) عامًا، مدة رحلته مع كرة القدم، كان خلالها معشوق جماهير العنيد، وواحدًا من أبناء الجيل الذهبي الثاني لفريق شعب إب بعد نجاحهم في تحقيق أكبر إنجازات النادي في تاريخه، أبرزها: بطولتين للدوري العام لكرة القدم في موسمي 2001/ 2002م و2003/ 2004م، ووصيف دوري للموسمين 1999م و2000م، وبطولتين لكأس رئيس الجمهورية للعامين 2001م و2003م، بالإضافة إلى وصيف كأس رئيس الجمهورية عام 2004م، وكذلك مشاركاته الخارجية مع ناديه شعب إب.

وفي عام 2003م مثّل نادي الشعب اليمن في بطولة الأندية العربية أمام الطلبة العراقي (في سوريا واليمن) والاتفاق السعودي (الدمام)، وفي عام 2004 لعب أمام أندية نيسا التركماني، وشكرا البنغالي، والنجمة اللبناني ضمن بطولة الأندية الآسيوية (ذهاب وإياب)، وفي عام 2005م لعب نادي الشعب ضد اتحاد جدة السعودي ضمن بطولة الأندية العربية.

على مستوى المحافظة حقق مع منتخب جامعة إب بطولة الجامعات اليمنية (حضرموت 1997م)، وحصد مع منتخب إب العسكري البطولة العسكرية لمنتخبات المحافظات (صنعاء 1998م).

 

لماذا الغياب عن المنتخبات؟

أما على صعيد المنتخبات الوطنية، فقد كانت مشاركاته محدودة بسبب اعتذاراته، والتي يقول عنها: كان هدفي منذ الوهلة الأولى من حياتي هو الوصول إلى الشهادات العليا في مسار تعليمي، ولله الحمد وفقني الله.. لذلك حرصت على عدم الارتباط بأي عمل قد يعيقني عن تحقيق هدفي حتى لو كان رياضيًّا، ومع المنتخبات الوطنية رغم حزني على ذلك.

وأضاف: أتذكر أنه في إحدى سفرياتي مع المنتخب كنت أحمل معي وثائق البكالوريوس (المواد الدراسية التي كانت حينها شغلي الشاغل).

وأردف: أيضًا أتذكر أن الكابتن أحمد لوسيانو استدعاني في العام 2001م     للانضمام لمعسكر المنتخب، وجلست معهم في المعسكر حوالي شهرًا كاملًا، ثم قدمت اعتذارًا عن الاستمرار في المنتخب بسبب انشغالي حينها باختبارات، وهو ما تكرر في أكثر من مشاركة منها، كما أعتقد عام 1999، وأيضًا في عام 1998 مع الكابتن زوران مدرب المنتخب الأولمبي، وكان سبب اعتذاري أنه كان لي هدف حددته في العام 1997، وهو أولاً الحصول على درجة البكالوريوس بتقدير مرتفع يمكّنني من الالتحاق بالدراسات العليا، وهو ما نجحت فيه بعد ذلك، واعتذرت لذات السبب عن المشاركة مع المنتخب الأول في تصفيات مونديال 2004م.

 

الأهداف

رحلة الكابتن إيهاب النزيلي مع المنتخبات الوطنية بدأت عام 1998م من خلال منتخب الشباب الوطني الذي لعب في قطر، وفي عام 1999م شارك مع منتخب اليمن الأولمبي الذي لعب في الإمارات وقطر.. هو ما يفسر قلة عدد أهداف زرياب الكرة اليمنية (لقبه الأشهر الذي أطلق عليه بسبب مهاراته ومراوغاته وفنياته مع الكرة)، حيث يمتلك هدفين فقط سجلهما في مرمى كلٍّ من عمان والجزائر، فيما وصلت أهدافه مع ناديه إلى 75 هدفًا، منها سبعة أهداف من ضربات ركنية، وهو رقم فريد يمنيًّا، وقد يكون نادرًا عربيًّا وعالميًّا أن يسجل لاعب سبعة أهداف من الركنيات.

 

بداية جديدة

تلك المسيرة الحافلة والمميزة لم تُلهِ نجمنا المبدع عن طموحه الأكبر، وهو التفوق العلمي في مجال اللغة الإنكليزية والوصول إلى الدراسات العليا.

وهنا قال إيهاب النزيلي عن حلم حياته: كنت في الصف الخامس الابتدائي وكانت والدتي تصر عليّ لتعلم اللغة الإنكليزية، فأحببتها واهتممتُ بتعلمها منذ الصغر، ومع الأيام أجدتها، ثم انخرطت بالمعهد القومي، فقد كانت هناك بعثات أميركية تقوم بتدريسنا، ثم التحقت بقسم اللغة الإنكليزية بكلية التربية في جامعة إب، وبعد أن أنهيت دراستي الجامعية اتخذت قرارًا بأهمية دراسة الماجستير والدكتوراه، وفي إحدى الأيام تساءلت بيني وبين نفسي إلى أين سيصل بي الحال؟ والحمدلله وفقني الله في قرار كان من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي، وهو قرار اعتزال كرة القدم للانخراط في التعلم الأكاديمي في الهند عام 2007م.

اعتزال مرير ولكن للضرورة أحكامًا

اعتزل الكابتن إيهاب النزيلي كرة القدم وهو في قمة عطائه وتألقه ونضوجه الكروي بسن الثلاثين عامًا… وكان اعتزالاً فاجأ كل جماهير الكرة اليمنية، لكنه اعتزال كان لا بد منه؛ من أجل تحقيق حلمه وطموحه الأكبر، وهو الوصول إلى قمة التعليم الأكاديمي، وهو ما تحقق عندما سافر إلى الهند، وهناك حصل على الشهادة الكبرى وهي درجة الدكتوراه، ليعود لأرض الوطن الغالي وهو دكتور في اللغة الإنكليزية.

 

عوامل ساهمت في النجاح

ذلك النجاح له عوامل يفندها الدكتور إيهاب بالنقاط التالية: طبعًا هناك عوامل كثيرة شجعتني على أن أصل إلى هذه الحال، وأولها: توفيق الله سبحانه وتعالى باتخاذ القرار المناسب في مختلف مراحل حياتي، ثانيًا: إصرار والدي – رحمة الله عليه، ووالدتي – حفظها الله، على التعليم وتعلم اللغة الإنكليزية، وعلى التفوق والنجاح، والحمدلله كان له أثر بالغ في حياتي، ثالثًا: دعم شقيقي الأكبر رشيد، وكذا الكابتن وليد، وبقية أشقائي (رياض وماجد) الذين كانوا سندًا لي جميعًا.

تلك العوامل كانت الأرض الصلبة التي وقف عليها الدكتور إيهاب في حياته، وبكل ثبات وقوة، فكانت خير معين وزاد لتحقيق طموحاته، بل وساهمت في خلق شخصيته المبدعة ذات الرؤية الواضحة، التي رسمت لنفسها طريق النجاح الذي تحقق في حياته… لذا يرى الدكتور إيهاب أن نجاحه له أسباب ذاتية موجودة في شخصيته، أبرزها – بحسب رؤيته: أولاً: احترام العلم، ثانيًا: لي هدف معين أصبو إليه، ثالثًا: تحقيق النجاح والوصول للهدف، ولا بد من احترام الوقت، وهو أحد أهم أسباب النجاح، بالإضافة للعمل بجد، والقتال من أجل الوصول للهدف.

 

ماذا بعد؟

وبعد أن أصبح إيهاب النزيلي في هذه المكانة المرموقة رياضيًّا وعلميًّا في المجتمع، يتساءل محبوه، وبكل تقدير: هل اكتفى بما وصل إليه؟، ولأنه تعوّد على العمل والاجتهاد، فإن إجابته جاهزة، يقول إيهاب النزيلي – أستاذ اللغة الإنكليزية: ما زال في جعبتي الكثير من الأفكار والرؤى والطموحات، أتمنى أن أحققها، وسأسعى بكل جدية لذلك، فهناك أفكار وخطط علمية تعليمية ورياضية ستفيد بلدي ومجتمعي، وأتمنى من الله تعالى أن يساعدني في تحقيقها على أرض الواقع، في بلدي الحبيب الذي يستحق كل خير.

   
 
إعلان

تعليقات