Accessibility links

رمضان في زمن كورونا: حال المساجد والمنازل..!


إعلان

ديربورن/ هامترامك – «اليمني الأميركي»:

فرضت جائحة كورونا تغيّرًا كبيرًا في طقوس الحياة، وخاصة طقوس رمضان لدى المسلمين، فكيف ستكون الحياة في المساجد والمنازل في رمضان هذا العام مع هذه الجائحة التي فرضت عزلًا منزليًّا وتعطيلاً عن العمل ومنعًا للتجمعات، بما فيها التجمعات في المساجد؟… في هذا الاستطلاع يتحدث عددٌ من أئمة المساجد وأرباب العائلات عن طقوس رمضان هذا العام… فكانت هذه المحصلة:

الشيخ حمود العفيف – إمام مسجد دكس في مدينة ديربورن – قال: قُمنا في الجمعية الإسلامية الأميركية منذ أُغلقت المساجد ببث بعض البرامج عبر صفحات المسجد على الإنترنت؛ ولأنه شهر رمضان فقد قمنا بإعداد برنامج متكامل للتواصل مع الناس بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نبثّ من خلالها خطب الجمعة مباشرة، إلى جانب فقرات أخرى لتعليم الناس وتثقيفهم في الجوانب الشرعية والصحية والقانونية والقضايا الأسرية.

وأضاف: كما أننا نستقبلُ اتصالات الجالية للإجابة عن أسئلتهم من خلال تليفون المسجد، ومن خلال البث المباشر، ويشارِك في تقديم تلك البرامج، إلى جانب إمام المسجد، عددٌ لا بأس به من شباب المسجد والمشائخ والدعاة من داخل ميشيغن وخارجها.

مسابقات ليلية

الشيخ ياسر عبدالسلام، إمام مسجد علي ابن أبي طالب في هامترامك، أكد أنّ رمضان هذا العام سيكون مختلفًا تمامًا عن الأعوام السابقة؛ ما جعل الناس يتساءلون: كيف سيكون رمضان هذا العام دون إفطار جماعي ودون صلاة التراويح في المسجد.

وأضاف: نحن ندعو الله أنْ يُرشِد ويوفّق الأطباء والباحثين إلى إنتاج لقاح ناجع لهذا الوباء في أقرب وقت حتى يُرفع قرار الحظر ونعود إلى مساجدنا.. نحنُ بحمدِ الله قد أعددنا برنامجنا لرمضان، ووضعنا بدائل لتنفيذ البرامج في حال استمرار قرار الحظر والإغلاق، وسنركّز في تنفيذ برنامجنا على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فمثلاً: سنعمل على تقديم خطبة الجمعة بأقلّ عدد، وهما شخصان من العاملين في المسجد وأنا ثالثهما، ونعمل على بثها بثًّا مباشرًا على فيس بوك ويوتيوب؛ فيشاهد أبناء الجالية من بيوتهم، ثُم يصلون ظهرًا أربع ركعات كحلّ بديل حتى يُفتح المسجد.

وأردف: كما سيتم بثّ العديد من الدروس والمواعظ الرمضانية التي كان من المقرر إلقاؤها في المسجد عن طريق وسائل التواصل المختلفة مثل الفيس بوك واليوتيوب والواتس آب، وأيضًا سيتم تحديد خطّ ساخن للفتاوى الرمضانية واستقبال الأسئلة عن طريق الاتصال أو الرسائل للإجابة عنها بأسرع وقت ممكن.

وتابع الشيخ ياسر: سيتم إقامة المسابقات الليلية التي كنا نقيمها في المسجد عن طريق وسائل التواصل، وسيتم إعلان الفائزين ثم إرسال الجوائز إلى عناوينهم، وستُقام حلقة التلاوة والقرآن التي كنا نقيمها في المسجد بواسطة برنامج زووم.. وبالنسبة إلى صلاة التراويح سيتم الاجتماع مع اللجنة القانونية في المسجد للتأكد: هل بالإمكان إقامتها بعدد محدود من العاملين في المسجد وبثها مباشرة كإحياء لهذه السُّنة، وإلا سنصلّيها في البيوت؛ فلعلّ في ذلك خير، عِلمًا أنّ صلاة التراويح ليست واجبة وليس بالضرورة أن تُصلّى في المسجد، فقد صلّاها النبي – صلّى الله عليه وسلّم – جماعة في المسجد، ثم تركها وصلاها منفردًا في بيته؛ خشية أنْ تُفرض على الأمة.

الضرورات الخمس

أما الشيخ عبدالرحمن عميسان – إمام مسجد أبوبكر الصديق في هامترامك – يقول: معلوم (حفظكم الله) أنّ من الضرورات الخمس التي جاء الإسلام للمحافظة عليها: (النفس)، فحُرمة النفس عظيمة عند الله سبحانه ولا يجوز تعريضها للمخاطر والمهالك، وقد ثبت أنّ النبي – صلّى الله عليه وسلّم – كان يطوف بالكعبة يومًا، فقال: (…..ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفسي بيده إنّ المؤمن أعظم حرمةً منك).

واستطرد: فإذا كان المؤمن أعظم حرمةً من الكعبة التي هي قبلة المسلمين، وبيت الله الحرام؛ فكيف بباقي المساجد، كما أنّه لشدة المطر أو الخوف تصلّي في بيتك، وأُمر المؤذن أنْ يقول: صلّوا في بيوتكم، فنحنُ نمتثلُ أمر ربنا سبحانه في ذلك، حفظكم الله تعالى وسددكم لكلّ خير، ونحنُ ننتظر إزالة الحظر من مدينة ميشيغن؛ لأننا دخلنا هذه البلاد بعهود ومواثيق، والمسلمون على شروطهم، لا سيما أنّ الإسلام يأمر بدرء المفاسد، وأنه مقدمٌ على جلب المصالح، والله أعلم.

رمضان المنازل

ذلك عن طقوس رمضان في المساجد، فماذا عنها في المنازل وقد صار الجميع في حجر منزلي…؟

الاعتكاف بطريقة أخرى

يقول أديب معزب، من سكان مدينة ديربورن: الطقوس ستكون مختلفة بلا شكّ، وسوف نفتقد لَمّة العائلة الكبيرة والأصدقاء وأجواء رمضان، وأيضًا المساجد وروحانيتها… وما سيُخفف عنّا هو أنّ هذه الحالة تمنحنا فرصة للمراجعة والتأمل وإخلاص العبادة، كما أنها فرصة لإعادة قراءة معنى الاعتكاف بطريقة أخرى والتواصل بطرق مختلفة.

ممارسة الرياضة

أما توفيق الجهيم – من مدينة هامترامك، فأوضح قائلاً: أعتقدُ أنّ رمضان هذا العام سيكون مختلفًا كليًّا بسبب فايروس كورونا، حيث ستغيبُ الطقوس الرمضانية التي تعودنا عليها في المواسم السابقة، ونسأل الله أنْ يُفرّج عن العالم هذه الغُمّة.

واستدرك: بالتأكيد هناك بدائل مثل: ممارسة بعض الرياضة وقراءة القرآن كالمعتاد، والجلوس مع الأسرة ومتابعة بعض المسلسلات إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن.

   
 
إعلان

تعليقات