Accessibility links

رغم الأخطاء، وإهدار الفرص ورعونة التسديد.. التاريخ يعيد نفسه.. ومنتخب اليمن يهزم السعودية من جديد ويخطف كأس اتحاد غرب آسيا للمرة الثانية


إعلان

عبدالله الصعفاني*

جاءت رياح نهائي كأس اتحاد غرب آسيا في مدينة صلالة العمانية بما تشتهيه السفن اليمانية، واستطاع منتخب اليمن للناشئين الفوز على المنتخب السعودي محرزًا كأس النسخة العاشرة من هذه البطولة بعد أن كان فاز بكأس النسخة الثامنة بهزيمته للمنتخب السعودي بين أرضه وجمهوره في الدمام العام 2021.

* مع البداية حاول منتخب السعودية انتهاج طريقته في مساعي الاستحواذ على الكرة، لكن الجانب المهاري اللافت لفرسان منتخب اليمن أفقد المنتخب السعودي تماسكه الدفاعي، وأخرجه كثيرًا ليهدر منتخبنا اليمني أكثر من فرصة للتسجيل قبل أن يهز عبدالرحمن الخضر الشباك السعودي بهدف تقدم في الدقيقة الثامنة للنهائي المثير.. التهبت بالهدف مشاعر جمهور يمني كان أوله في مجمع السعادة بسلطنة عمان وآخره في الجهات الأصلية والفرعية لكوكب الأرض حيث مواطني بلد على موعد دائم مع الرحيل دون نسيان مساقط الرأس..!

* ولقد واصل اللاعب عبدالرحمن الخضر وزملاؤه فواصل الأداء الميداني الجيد مع التسليم للحالة الانفعالية في كثير من اللحظات الحاسمة.. وتجلى ذلك في إهدار الخضر لضربة جزاء ربما أوكلت إليه تحت طمع الرغبة في تحقيق لقب الهداف فأطاح بفرصة التثبيت المبكر للحلم المستحق، وهي هفوة ما كان على المدرب السماح بمرورها، باعتبار أنه لا يوازي قدرة الخضر على التهديف إلا تسديداته الانفعالية وإهداره للفرص المتتابعة، ومنها فرصة تسجيل هدف ثان من ضربة جزاء الإحسان بها في الهواء البعيد.. على أن منتخبنا كان الأفضل في الشوط الأول وامتاز بالضغط المكثف المؤكد لفوارق لافته في المهارة حتى داخل أضيق المساحات المزدحمة بالدفاعات السعودية. 

* في الشوط الثاني ظهرت حيرة السعودي في الجمع بين الأخذ بمبدأ التعويض وبين مخاوف الضغط اليمني المعزز بقدرات مهارية في مستوى صناعة الفوارق التي ظهرت في الزيادة العددية لمدافعي المنتخب السعودي وتألق حارسه موسى العيد الذي أجاد التعامل مع تسديدات مهاجمي اليمن على دفعات، ما يعني أيضًا حالة التفوق اليمني ومواهب نجومه الصغار.

* وبعيدًا عما انتهت عليه النتيجة، أظهر لاعبو الأخضر اليمني في بعض فترات الشوط الثاني من الاستهانة المرتبكة ما يعطي انطباعًا بأن منتخبنا تحول إلى كتابة تنازل عن أحلامه وأحلام جماهيره العريضة حتى كاد أحد رفاقي في المتابعة يفقد نصف عقله من حجم الفرص الضائعة رغم بساطتها.

* وشهد الشوط الثاني تراجع المستوى البدني للاعبينا، ما أثار ما ردده جمهور المنتخب اليمني من مخاوف باحتمال الندم على مجموع الفرص المهدرة مع آمال في امتلاك عنصر المفاجأة، خاصة عندما  عاد المنتخب السعودي إلى المباراة بهدف تعادل أحرزه عبدالرحمن سفياني أحاط مهمة منتخبنا بالتعقيد.

* والحق أن صفارة انتهاء الزمن القانوني للمباراة بالتعادل 1-1، ولجوء الفريقين إلى ضربات الترجيح أدخل المنتخبان في حسابات معقدة تأكدت عندما حضر الإصرار على أن تكون ضربة الترجيح الأولى لليمن من نصيب ذات اللاعب الذي أهدر ضربة الجزاء قبل أن يكشف الحارس وضاح عن مواهبه ويصد ويرد ليكون الفوز وبطولة كأس اتحاد غرب آسيا من نصيب فتيان اليمن.

إيماءات من المباراة..

الجمهور اليمني في مدرجات مجمع السعادة بمدينة صلالة، جمهور أكد من جديد عظمة المشجعين اليمنيين الجديرين بالتقليد والمحاكاة.

* كان هذا النهائي المثير، شأن مباريات منتخبنا السابقة، تأكيدًا على الموهبة الفطرية للاعب اليمني، ما يثير السؤال من جديد: متى نحافظ على الناشئين الذين يبدأون مشاريع نجوم ثم تأخذهم دوامات الإهمال والفشل الإداري إلى الفراغ.

* وراء فوز منتخب اليمن بهذه البطولة لاعبون استحقوا الفوز بالبطولة عن جدارة الموهبة الفطرية رغم تواضع فرص الإعداد وتخبطه.

* التحية للمدرب سامر فاضل ومساعده علي النونو لما أبديانه من تعاون، رغم ما أثير حول علاقتهما من الزوابع.

* فوز منتخب الناشئين بالبطولة الثانية تحت الضغط كان وراءه تعزيز الموهبة بالحماس وتجاوز كل صور الرعونة الإدارية التي تحتاج للمراجعة والتوقف لاستخلاص الحقائق وترتيبها بحيث ينعكس ذلك على المنتخب الأول لتكون الكرة اليمنية في ترتيب محترم على خارطة الكرة في المنطقة.

مليون مبروك لفتيان اليمن الواعدين المتوعدين..

مليون مبروك لليمن.. جغرافيًّا وتاريخًا… وناسًا.

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات