Accessibility links

إعلان
إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”:

صدر، حديثًا، كتابٌ بعنوان “رحلة إلى المغرب الأقصى – ذكرى ومحبة”، جاب فيها الكاتب اليمني، شائف الحسيني، على بساط سطوره، حاضر وماضي المغرب، محلقًا في فضاءات خصوصيته الحضارية والثقافية والجمالية من خلال أسلوب سردي مدهش وتدفق معلوماتي نوعي يرفع من قيمة الكتاب.

توزع مضمون الكتاب، الصادر في 439 صفحة، في ثلاثة مسارات: المسار الروحي والوجداني، المسار التاريخي، المسار اليمني المغربي.

تناول المؤلف، تحت عنوان “المسار الوجداني”، خلفيات وإرهاصات الرحلة، منطلقًا من بدايات علاقته بالسفر خلال طفولته، مستعرضًا بعضًا من محطات حياته في اليمن، بما فيها البداية الأولى لميلاد رغبته وشوقه لزيارة المغرب قبل خمسين عامًا، وصولاً إلى سفره للجزائر للدراسة وزيارته للمغرب، وإرهاصات الزيارة مرة أخرى، وما شاب السفر من عوائق (جراء جائحة كورونا)، وصولاً إلى اعتماد “بساط الريح” عنوانًا لانطلاق الرحلة التي زاوجت بين الحقيقة (واقع زيارات سابقة) والخيال (جموح محبته (تذكرًا وتخيلاً) لِما وصل إليه البلد بناء على قراءاته، وهي الرحلة التي تنقل فيها بين مُدن المغرب: الرباط، سلا، مراكش، الدار البيضاء، أصيلة، طنجة، وفاس… وصولاً إلى وقفات تأمُّل على ضفاف بحر الشمال… لتشكل تلك المحطات والمدن شُرفات بوح.

تدفقت وقفات الكاتب ببوح محب للإنسان والمكان، وهو بوح أضاء جماليات عديدة يتمتع بها المغرب في جوانب عِدة.. ذلك البوح ارتبط بذكريات ومحبات يشعر بها القارئ تتضوع عطرًا من بين السطور.

في “المسار التاريخي”، سلط المؤلف الضوء على بعض محطات من تاريخ المغرب، بما فيها التوقف قليلاً أمام تاريخ الفتح الإسلامي للمغرب، وعصر الدولة الوطنية، والكفاح المغربي من أجل الحرية والاستقلال.

أما المسار الثالث، والذي اسماه بـ”المسار اليمني المغربي”، فقد خصصه للعلاقة التاريخية بين المغرب واليمن، متوقفًا عند الهجرة اليمنية إلى إفريقيا الشمالية، وما وصفه بالحضور اليمني في المشهد الحضاري المغربي، مشيرًا إلى أسماء مفكرين وأدباء في المغرب تعود جذورهم لليمن.

وفي الأخير اختتم الكاتب رحلته برسالة “في حب المغرب”، أكد فيها ما يتمتع به المغرب من جمال تعزز من فرادته أرضًا وإنسانًا… قائلاً: “أنا شغوف بهذه الأرض وبأهلها؛ فهنا أشعر بالطمأنينة ودفء العواطف أينما ذهبت في المدن والأرياف… عندما أسير في شوارع المغرب أجد الناس من حولي أهلي وعشيرتي وأقرب إلى نفسي كقرب أبناء بلدي، أتماهى وسطهم وأصير واحدًا منهم.. لو خُيّرت بإقامة دائمة في حيز صغير من الأرض بطولي لقلت فقط هنا في هذا المغرب العربي الكبير أرقد وتسكن روحي. ومثلما تولّد لديّ الشعور والإحساس بالشوق والحنين لهذه الأرض منذ الطفولة يوم طار حلمي إلى أجواء (مراكش) عبر بساط الريح، فإني اليوم قد حملت في ذاكرتي الكثير والكثير من روائح المغرب الطيبة والزكية من كل مدينة وقرية”. 

الجدير بالإشارة أن هذا الكتاب هو الثالث في مجاله للكاتب، الذي سبق وأصدر كتابين عن رحلتيه إلى الجزائر (2015) والصين (2012).

كما صدر له كتابان أخريان: “حديث العولمة وآفاق تطور اليمن” عام 2001م، و”رسائل إلى أبنائي- هذا ما أرجو أن تكونوا عليه” عام 2013م.

   
 
إعلان

تعليقات