Accessibility links

ديترويت: حيّ “وارينديل” وتحديات المقيمين الجُدد من العرب واليمنيين الأميركيين


إعلان
إعلان

ما التحديات التي تواجهُ سكان الحيّ من العرب، وما أولويات تجاوزها؟

ديترويت – “اليمني الأميركي” – جينا بروكر

في العقد الماضي بقيَ عدد السكان العرب الأميركيين في حيّ وارينديل ينمو باستمرار، ومع ذلك يواجهُ المقيمون الجُدد مجموعة متنوعة من التحديات.
وتُعدُّ منطقة وارينديل إحدى مناطق ديترويت؛ فمدينة ديترويت تنقسمُ إلى سبع مناطق، وعدد سكانها يقاربُ 800 ألف نسمة، وكلّ منطقة لها عضو ممثل في المجلس المحلي بالمدينة، ولها مدير تنفيذي يُشرِفُ على أعمالها.
قال فويتشخ زولنوفسكي، المدير التنفيذي للمعهد الدولي، عندما تقودُ سيارتك هناك يمْكنك مشاهدة الزيادة في عدد سكان العرب الأميركيين في هذه المنطقة دون بقية مناطق ديترويت الأخرى، ويواجه هؤلاء السكان بعض التحديات مثل: حواجز اللغة، والتعليم، والسكن الميسور والآمن، والحفاظ على هُويتهم الثقافية.
وأضاف زولنوفسكي أنّ السكان يمنيون في المقام الأول، لكن مع مزيجٍ من اللاجئين السوريين والعراقيين أيضًا.
وقالت آن روث، مدير المِنح في المعهد الدولي، إنّ عدد الأميركيين العرب في المنطقة سيزدادُ أكثر بسبب «الإدارة الجديدة، وزيادة الحدّ الأقصى للاجئين، والصراعات المستمرة في اليمن».
ووفقًا لمشروع التكامل المجتمعي في وارينديل، الذي أطلقه المعهد مؤخرًا، فإنّ 14% من سكان وارينديل “مولودون في الخارج”، أما العدد الدقيق للأميركيين العرب في الحيّ فغير معروف؛ لأنّ الإحصاء الأميركي يحسبُ سكان الشرق الأوسط على أنهم “بِيض”، وبالنسبة لـ وارينديل هذا الرقم هو 28%.
قبل خمس سنوات انتقلَ العديد من اللاجئين السوريين إلى ديترويت.
قال سفيان نبهان، مدير المركز الإسلامي في ديترويت: «كانت وارينديل أفضل منطقة يأتون إليها؛ لأنها كانت تضم بالفعل لاجئين من الحرب العراقية». وأضاف نبهان أنّ منطقة ديترويت العامة في ذلك الوقت لم تكن فيها مدارس يتوفرُ بها مدرسون يتحدثون اللغتين العربية والإنكليزية.

اللغة

اللغة هي التحدي الرئيسي للمقيمين الجُدد، قال زولنوفسكي: «هذا هو الرادع للأفراد للتقدم في مهنة»، بالإضافة إلى ذلك قد يحملُ السكان الأصليون في المدينة تحيزًا ضد أولئك الذين لا يستطيعون التحدث باللغة الإنكليزية، مما قد يخلقُ توترًا.
قال نبهان: «في بعض الأحيان ينظرُ الناس إلى أولئك الذين لا يتحدثون اللغة على أنهم أشرار أو إرهابيون».
ولمساعدتهم يقدّمُ المركز الإسلامي في ديترويت والمعهد الدولي دروسًا مجانية في اللغة الإنكليزية.. خلال COVID-19 يلتقون عبْر الإنترنت، حيث يحضر 15 – 20 شخصًا في كلّ فصل، يتعلمون في الفصل التاريخ والثقافة الأميركية، وكيفية القيام بالأنشطة اليومية مثل التسوق، وكيفية التنقل في العمل مع مدارس أطفالهم.
قال نبهان: «من المهم للغاية أنْ تكون قادرًا على الحوار والتحدث والتفاعل مع جيرانك»، وقال إنه من خلال دروس اللغة يمكنُ للجيران التعرف على بعضهم البعض وتبادل الثقافات.
وأضاف: «يمكننا على الأقل بناء الجسر في الحيّ، حيث يمكنك العيش بسلام».
بالإضافة إلى ذلك فإنّ معرفة اللغة الإنكليزية تمنحُ السكان الجُدد مزيدًا من الاستقلالية والثقة ليكونوا مواطنين نشطين في مجتمعاتهم.
قال مدير شؤون المهاجرين في مدينة ديترويت، روبرتو توريس: «إنّ هذا يجلبُ، حقًّا، الكثير من عائلاتهم الذين يتخذون القرار ضمن السياسات والقواعد».
يُعدّ تجاوز حاجز اللغة أثناء تعلّم اللغة الإنكليزية بمثابة توازن للمهاجرين الجُدد.. «هناك أهمية للاحتفاظ بالثقافة»، وأضاف توريس، الاحتفاظ بما هو عليه، «هذا يجعلنا فريدين كمهاجرين».

مركزٌ ثقافي

بالنسبة لبعض السكان الأكبر سنًّا في الحي، قد يرغبون بالترحيب بالمقيمين الجُدد، ولكنهم لا يتحدثون العربية، أو لا يعرفون ما هو مناسبٌ أو غير مناسب في الثقافة العربية، مما يُمثّلُ تحديات، قال زولنوفسكي، الحل المحتمل لذلك، وللتحديات الأخرى، هو إنشاء مركز ثقافي.
أضاف زولنوفسكي: «يمكنُ التغلب عليها بسهولة من خلال خلْق شعورٍ بالشفافية والتواصل ومكان يمكنُ للناس أنْ يأتوا إليه ويتبادلوا خبراتهم».
تم تحديد الحاجة إلى مركزٍ ثقافي كأولوية قصوى أثناء عملية التخطيط لمشروع التكامل المجتمعي، وهي خطة لتحسين نوعية الحياة لجميع سكان وارينديل.
قال زولنوفسكي إنّ كلًّا من السكان الجدد والأكبر سنًّا مهتمون «بإنشاء مركز ثقافي، حيث يتمتعُ السكان المتنوعون بفرصة للتعرف على بعضهم البعض، ولكن – أيضًا – لمساعدة بعضهم البعض».

أولويات قصوى

كما تم تحديد ثماني أولويات إضافية في الخطة: تجميل المجتمع، وفهم الثقافات، وزيادة السكان، وفُرص العمل، والاستثمار الاستراتيجي، وإشراك الشباب، والخدمات الاجتماعية، وتغيّر المناخ.
قال روث: «لديهم تحديات، مثل معظم أحياء المدينة، تتعلقُ بالجريمة، ونقص خدمات المدينة، والآفة، ونقص المهارات والتعليم».
وفقًا لتقريرهم، في حيّ وارينديل، يعيشُ 46% من السكان تحت خط الفقر، ويبلغُ متوسط الدخل 23.149 دولارًا في وارينديل، مقارنة بـ 43،702 دولارًا في مقاطعة واين.
قال روث إنّ السكان الجُدد قد يفتقرون إلى مهارات تنظيم المشاريع للحصول على وظائف مدفوعة الأجر صالحة للعيش.
خلال جائحة COVID-19 لم يكن العديد من المهاجرين العرب مؤهلين للحصول على إغاثة الجائحة، وهذا مجرد مثال واحد على العديد من الخدمات العامة التي قد لا تكون متاحة للمهاجرين وغير المواطنين.
عملت المدينة مع مؤسسة المجتمع المفتوح وشركاء المجتمع الآخرين لتقديم 700 ألف دولار كإغاثة للأسر العربية الأميركية.
إنّ وفرة المنازل ذات الأسعار المعقولة نسبيًّا في وارينديل تجعلُ الحيّ جذابًا للمهاجرين.
لكن ليست كلّ المنازل آمنة وحديثة.. كجزءٍ من برنامج إعادة توطين اللاجئين في المدينة، يخططون للإعلان في الأشهر القليلة المُقْبلة عن أموالٍ لإعادة إحياء الإسكان وتطويره لمعالجة هذه المشكلة.. قال توريس إنه سيكون بملايين الدولارات.
بدأت سالي هاول، أستاذ التاريخ المشارك في جامعة ميشيغان – ديربورن، ومدير مركز الدراسات العربية الأميركية، مبادرة لزيادة المحادثات حول المهاجرين العرب الأميركيين في ديترويت.
قالت هاول إنّ النمو في أحياء مختلفة من المدينة، مثل وارينديل، يحركه المهاجرون، لكن مساهماتهم لا يتم الاعتراف بها غالبًا.
وأوضحت: «المدينة لا تستثمرُ هنا حقًّا، ونحن نُلفتُ الانتباه إلى تاريخ هذه المساحات، وكيف يستثمرُ المسلمون فيها».
قامت هاول، ورازي جفري، وعثمان خان بإنشاء معرضٍ متنقل للفن والموسيقى والنِّقاش من ستة أجزاء لمشاركة قصص المهاجرين العرب الأميركيين في ديترويت.
وقالت هاول: «إننا نطلبُ من الجمهور أنْ يفكّرَ مليًّا بسبب غياب المسلمين والعرب الأميركيين عن هذا الخطاب».
يقول زولنوفسكي إنّ الأمر يتعلقُ بمنظمات مثل المعهد الدولي والمنظمات غير الرِّبحية الأخرى والصحافة اليمنية للتواصل مع المهاجرين أنفسهم، «عليك أنْ تكونَ جزءًا من المحادثة، يجبُ أنْ تكونَ جزءًا من بناء المستقبل».. على سبيل المثال، حول قضايا مثل التعامل مع السياسيين حول إغاثة عائلات لاجئي اليمن.. قال: «إنها تتطلبُ قرية لإجراء تلك التغييرات».

   
 
إعلان

تعليقات