Accessibility links

إعلان

عبدالله الصعفاني*
قُل لي من تَصدَّر قائمة هدافي الدوري اليمني، أقول لك أسماء الأندية التي أحرزت بطولة المجموعتين ووصافتهما بجدارة..؟

قل لي كيف تم توظيف أموال البيوت التجارية اليمنية الداعمة، أقول لك كيف للمال أن ينفع، ومتى لا يجدي فيخدع ويصرع..؟ ثم قل لي ما هي منهجية المسؤول الحكومي في إدارة نادٍ رياضي كرئيس نادي شعب إب المحافظ، أقول لك متى ينفع ومتى لا ينفع.

* لا تقل هذه المرة إن الكرة دوارة، فتبرر فشلاً هنا، وانتكاسة هناك.. الكرة دوارة نعم، ولكن نحن من نديرها.. هي مجنونة عندما نكون مجانين، وهي عاقلة عندما يديرها عقلاء يؤمنون بعلم وإدارة وقواعد فنية يسهر عليها متخصصون، وهي أيضًا عاقلة عندما نأخذها بعرق وتمرين ورؤى تعكس نفسها على الأندية وعلى المنتخبات الوطنية بمسمياتها المختلفة.

* في الدوري اليمني هاجرت أندية صنعاء خاصة، والشمال عمومًا هجرة داخلية إلى عتق شبوة وسيئون حضرموت، وانتهت جولات الذهاب والإياب على خير مع أوجاع ومشاكل مؤجلة، تتصدرها أندية عدن المنسحبة.

* فازت أندية الصدارة في المجموعتين بمعارك كروية مهمة، لكنها لم تكسب الحرب، حرب الطموح السّلمي، وليس حرب إزهاق النفوس.

وتعالوا للسؤال والجواب لنقف على ما تيسر من المعرفة، حيث لا تصلح أي بداية دون الإشارة إلى أن انسحاب أندية عدن الكبيرة أفقد الدوري اليمني، الذي نتمناه موحَّدًا، الكثير من المتعة، وهو ما سيكون محل وقفة وعودة بعد إسدال الستار على مولد عتق سيئون، فكيف سار دوري المجموعتين منزوع الدسم؟، لأنه باختصار بلا أندية عدن.

* تصدر الوحداوي الموهوب محمد هاشم قائمة الهدافين بسبعة أهداف، فتربع الوحدة الصنعاني المجموعة الأولى، وانتصرت الروح الهجومية المتوازنة لأهلي صنعاء، فتربع على رأس المجوعة الثانية، وخدش الهدَّافان محمد السقطري وحيدر أسلم شِباك الغرماء بنصف درزن من الأهداف لكلّ منهما، فساهما في أن تكون وصافة المجموعتين لصقر تعز وفحمان أبين، ليكون المربع الذهبي أخيرًا بين الوحدة والصقر، وبين الأهلي وفحمان، حيث لا بد من فائزَين يذهبان نحو الذهب والفضة، وخاسرَين يعتركان في جولة البحث عن النحاس، ولتختار بقية الأندية وضعية الشاكي الباكي على اللبن المسكوب، فإما شكاء من ضياع فرصة التأهل، أو بكاء السقوط من قاع الدوري إلى حيث يريد اتحاد الكرة.

* حتى الآن، انتصر منطق البيت التجاري للكبوس، والبيت التجاري للحباري، واستثمارات المحلات التجارية، وقاعة النادي الأهلي بصنعاء، فتصدر وأثمرت روح البيت التجاري لشركات جمعان برئاسة نائب أمين العاصمة أمين جمعان، فكانت صدارة المجموعة الثانية وحداوية.

* وعندما يكون ابن المجموعة التجارية شوقي أحمد هائل في موقع رئاسة الصقر، فلا بد للدعم المالي ومنهج الإدارة أن يؤتي أُكله ليكون سفير أبين الفقير فحمان هو ابن العصامية وسليل صناعة الفخر بالعزيمة، وتابعوني للتوقف أمام ياء الدوري وألِفه، أبيضه وأسوده، المتعوس فيه وخائب الرجاء.

* وهنا يصح القول لا امبراطورية ورسائل العيسي خدمت ناديه المحبب (الهلال الساحلي)، ولا مجموعة إخوان ثابت حرَّكت جامدًا، أو جمدت متحركًا، ولا الحسّ التجاري الحضرمي نفع شعب حضرموت، فخاب ظن حضرموت في شعبها بلعبة الأهداف ومفاجآت خطأ الحسبة في زمن الحاسوب.

 

جولات ملتهبة

وأما بعد أن طارت الطيور بأرزاق المربع الذهبي، وتمت تسمية أقطاب الدور نصف النهائي، فلا شيء يسبق استفهامية من يصل للمباراة النهائية؟
على الورق تصب الترشيحات لقطبي صنعاء الوحدة والأهلي، غير أن لصقور تعز تحليقاتهم، تمامًا، كما أن لفارس أبين الجديد فحمان لدغاته التي طالما أصابت كبارًا بلا رحمة، فهل ينتصر منطق الورق في قمة الجمعة ويتأهل وحدة صنعاء، أم يكون للصقر رأي آخر.. وأفتح مزدوجين، فأقول: (ثمة مباراة في الخفاء بين أمين جمعان وشوقي هائل، سموها مباراة الوعود بمكافآت إذا…!)، فيما سيكون السبت المقبل موعد مواجهة أهلي صنعاء المدعوم بمال بيوت تجارية واستثمارات مع نادي فحمان الفقير المتشبع بالعصامية وروح القفز على الواقع بإرادة تمتلك أدوات الإفحام عندما يكون بأقدام لاعبي فحمان.

ويبقى الأربعاء القادم، الموافق الـ17 من نوفمبر، هو موعد عشاق كرة القدم مع تسمية بطل الدرع والذهب ووصيف الفضة بعد أن يكون الثلاثاء، 16  نوفمبر، قد كشف صاحب أقراص النحاس، ومن بقي في دوري الكبار، ومن سقط من قاع منافسةٍ أهم ما يميزها أنها جاءت محاطة بانسحابات عدنية وحرمان الجمهور في صنعاء رغم الظروف الأمنية المواتية، وهنا كان لا بد من العودة إلى القول “دوري استثنائي وكرة قدم مجنونة”.


*كاتب يمني

   
 
إعلان

تعليقات