Accessibility links

دار الحِكْمةِ الإسلامي: “إلْهي” يتحدّث عن التنوّع وتحدّياته


إعلان

ديربورن هايتس- « اليمني الأميركي» – رشيد النزيلي – سايمون ألبرت:

تكون فكرة عمل المساجد والمنابر الإسلامية صغيرة في بدايتها في أميركا، لكن دورها – لاحقًا – يتسع ليكون أكثر تداخلاً مع مشكلات مجتمعها، بل يكون أكبر عند وقوع الأحداث الكبيرة، وأهمية حضور هذه المساجد والمنابر في مواجهة تداعياتها.

تتنوع هذه المنابر بين سُنّية وشِيعيّة، وقد تكون يمنية أو عربية أو فارسية أو غيرها، لكن هدفها الأخير هو الإسهام في تربية الجيل، وخاصة على العبادة والقيم الروحية، وفي هذا السياق يتسع يومًا بعد آخر حضور هذه المساجد والمنابر في أميركا.

صحيفة (اليمني الأميركي) لها محطات سابقة في تناول دُور العبادة من مختلف المذاهب، بما فيها الأديان الأخرى التي تعيش معنا، وهي جزء من تركيبة مجتمع هو المجتمع الأميركي الكبير، حيث إنّ مجتمعاتنا الصغيرة جزء من هذا المجتمع الكبير، الذي يحتضن كلّ المذاهب والأديان، وحتى الذين لا يؤمنون بدين.

ناشر صحيفة (اليمني الأميركي) – رشيد النُّزيلي، والصحفي سايمون ألبِرت، زارا دار الحكمة الإسلامي في ديربورن هياتس للتعرف على نشاط المسجد أو المجمع كما يُطلق عليه البعض.

ولم يعد سرًّا أن المجتمع المسلم كبقية المجتمعات، من معتنقي الديانات الأخرى، يواجه تحديات مستقبلية، قد تكون مختلفة أحيانًا كمواجهة تُهمة التطرف والعنصرية، أو القضايا الأخرى كالمخدرات وظاهرة الطلاق، وهذا يُهدد السلام في المجتمع الدي يعيش فيه المسلمون.. هذه التحديات في كلّ المجتمعات تحتاج لمواجهتها إلى تضافر الجهود من قيادات المجتمع، سواء أكانت فعاليات سياسية أم اجتماعية أم دينية.

من هده الفعاليات في المجتمع المسلم في ديربورن يبرز “دار الحكمة الإسلامي”؛ وهنا التقت صحيفة (اليمني الأميركي) إمام الدار محمد إلْهي، وناقشت معه بعض التحديات التي تُواجه المجتمع المسلِم هنا، وما يقوم به الدار لمواجهة هذه التحديات.

 

البداية والنشأة

ولد إلهي في إيران، وتلقّى تعليمه هناك، ويُميّز (إلْهي) نفسه أنه صوت للعدالة، وأيضًا ناشط حقوقي.. وصل إلى ولاية ميشيغن عام 1991 بعد أنْ كان قد وصل إلى ولاية كاليفورنيا لحضور مؤتمر عالمي، حسب بيانات دار الحكمة في موقعها الإلكتروني.

كانت بدايته بولاية ميشيغن كإمام للمركز الإسلامي الأميركي، وبعدها انتقل مع بعض الأعضاء وأسّس (دار الحكمة) للعبادة وخدمة المجتمع.. ويُعدّ إلْهي من الناشطين في منظمة شمال أميركا للتقارب بين الأديان، وفهم ديانات الجميع والتقارب معهم.

يقول: «قبل فترة قصيرة حضرتُ جزءًا من تجمّع مسيحيٍّ في مدينة ديترويت، وكان تجمّعًا مسيحيًّا كبيرًا لمناقشة الكثير من المواضيع، وعندما شاهدوا مسلمًا معهم أسعدهم كثيرًا».. «وهذا يدل أنه على الرغم من كلّ السلبية، ورغم كلّ هذه الكراهية الموجودة حولنا ضد الإسلام، في الوقت نفسه ما يزال الضمير الأميركي، وما يزال هناك الكثير من الناس الطيبين حول القيم والمبادئ الأميركية.. بل ما يزال هناك الكثير من الناس الذين يملكون الروح الملائكية، ويتفقون على نفس القيم الإنسانية، ويُروّجون لها».

 

مواجهة التحديات 

يعمل الشيخ محمد إلْهي بشكلٍ وثيق مع المجتمعات المحيطة بمدينة ديربورن هياتس، حيث يُركز على القضايا المحلية التي يُمكن أن تتحدى الجميع.

وتشمل تلك الأنشطة ورش عمل لتعريف الناس بمزيد من المعلومات عن المخدرات والصحة العقلية والفُرص.. «لأن العديد من الناس الجيدين يُمكن أنْ يجدوا أنفسهم في مواقف صعبة»، يقول إلْهي، «إنها مصدر قلق حقيقي للمسجد ولكلّ فرد في المجتمع.. ونحن نستخدم العديد من الوسائل لزيادة الوعي بهذا الأمر.. ومن الواضح أننا لا نستطيع حلّ جميع المشاكل في المجتمع المحلي والمجتمع بشكل عام… لكننا على الأقل نحاول رصدها وتناولها من جميع الزوايا المختلفة».

«هذه الزوايا المختلفة هي لتقديم الخدمات للمجتمع والناس مثل تقديم استشارات الزواج حتى للفتيات، وكذلك للكشافة وللشباب، وتقديم دروس مهمة للحياة المستقبلية».

على الرغم من أنّ الشيخ إلْهي وثيق الصلة بالمشاكل التي يعاني منها مجتمعه، إلا أنه يُقدّم كلّ ذلك بروح متفائلة، ويظهر مدى استثماره في الحلول التي يمكن أنْ تُغيّر المجتمع.. وكداعية للعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية، يعتمد عمله على هذه النظرة.

يقول إلْهي: «لا ينبغي أنْ نفقد أملنا حقًّا»، «الجيل الجديد، الكثير من الشباب الذين نراهم متحمسين كثيرًا، ديناميكيون جدًّا.. إنهم يأخذون تعليمهم على مَحمَل الجد.. يذهبون إلى الجامعات، ويشاركون في المجال التعليمي، وفي الأعمال التجارية، وفي القضايا السياسية والاجتماعية.. والشباب هم – حقًّا – أملنا.. إنهم أداة التغيير».

«ومع ذلك، فإن الجيل الجديد سيكون له فرص أكثر في الحياة مقارنة بالآباء، وهذا مؤشر على أن هناك الكثير من الأمل، وخاصة في ظل اقتصاد متنامٍ؛ ولهذا يجب أنْ نُركّز أكثر على تسهيل وإيجاد حلّ لمشاكل الشباب؛ لِأنها تختلف عن مشاكل الآباء»

ويتشارك الشيخ إلْهي هذا القلق مع الناس الذين لا يحصلون على ما يكفي من الفرص للازدهار في عالم اليوم.

«المشاكل التي يواجهها شباب اليوم هي قضايا يجب أخذها على محمل الجدّ»، بحسب إلْهي.

 

دَوْر دار الحكمة

لمعالجة هذه المشاكل، يؤكد إلْهي على دور الأئمة والشيوخ الدينيين باعتبارهم تعلّموا – تعليمًا روحيًّا.. «وكجزء من مَهمة دار الحكمة الإسلامي، فإنه جزء مستمر من الممارسات اليومية لمهام المسجد».

يقول إلهي: «سواءً أكانت دار رعاية، حضانة للأطفال، أم دروسًا في اللغة العربية أم دروسًا قرآنية، أم تعليمًا عامًّا، أو ندوات… لدينا ورش عمل خاصة بكل هذا»، «نحن نستخدم كلّ أدوات ووسائل التنوير لنكون قوة إيجابية في المجتمع».

 

الحوار أولاً وأخيرًا

الشيخ إلْهي يُعدّ المسؤول الأول في دار الحكمة الإسلامي.. ودائمًا يتحدث عن القضايا الاجتماعية ذات الصلة بالناس المعرّضين لبعض الأحكام المسبقة الأكثر بشاعة في أميركا، وهي العنصرية.. ومع ذلك، طوال المناظرات الوطنية، يستخدم محمد علي إلْهي تدريبه في الإيمان لمناصرة الحوار، سواء أكان الحوار بين الأديان أم الناس، أو داخل الذات نفسها.. «لأننا نعتقد أنّ الحلّ الوحيد في مجتمع فيه الكثير من التنوّع هو الحوار»، يقول إلهي.

   
 
إعلان

تعليقات