Accessibility links

خريجة ثانوية في هامترامك تعمل في وكالة ناسا للفضاء


إعلان

هامترامك – « اليمني الأميركي» – نرجس رحمن:

ماجبين حق خريجة ثانوية هامترامك، الشابة التي حلمت أن تعمل في وكالة ناسا منذ نعومة أظافرها، عندما شاهدت إعلانًا تلفزيونيًّا بمدينة سيليهت في بنجلاديش، موطنها الأصلي الذي تربت وترعرعت فيه.. وفعلاً تحقق حلمها هذا العام عندما تم قبولها للعمل في أنظمة البرمجيات في مركز جونسون التابع لوكالة ناسا للفضاء في هيوستين، وبدأت العمل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

اسم ماجبين احتل عناوين الصحف الأميركية لتصبح الثاني من موطنها الأصلي على مستوى العالم يعمل لدى”ناسا”.

قالت ماجبين لصحيفة (اليمني الأميركي): “كنتُ دائمًا أحلم أن أكون شيئاً يعرفني فيه الناس باسمي ويعرفون عائلتي باسمي”.

انتقلت ماجبين إلى الولايات المتحدة عام 2009، ثم إلى ميشيغن عام 2011 مع والدتها وشقيقها «ساميول حق”، الذي يعمل حالياً في الجيش الأميركي، بينما والدها يعيش في بنجلاديش، ويعمل هناك في أحد البنوك.

تقدم قصة ماجبين انموذجاً لغيرها من فتيات الجالية المسلمة في هامترامك وغيرها من المدن الأميركية بأن النجاح متاح متى ما توفرت الارادة الصلبة لتحقيقه.

أميركا

“الانتقال إلى أميركا مرحلة صعبة، وقرار ليس سهلاً، وما زلتُ أتذكر كيف كنت أسهر الليالي من أجل تحسين اللغة الانكليزية ولأكون متفوقة في الفصل الدراسي” – تقول ماجبين.

تخرجت في مدرسة هامترامك العامة وانتقلت إلى جامعة (واين ستيت)، حيث تخرجت في قسم العلوم الالكترونية – مهندسة في علم الكمبيوتر، ولديها بجانب ذلك عدة مواهب في الفن علاوة على إصرارها على أن تكون قائدة، وتحلم بفرضة لتتعلم قيادة المجتمع.

معوقات

برغم نجاحها إلا أنها كانت تواجه مشاكل متمثلة في عدم تشجيعها ودعمها من بعض أفراد أسرتها وعدم حثها على مواصلة دراستها الجامعية؛ لأنها بنت.. وخاصة عندما تقدّمت وعملت على تعبئة الاستمارة الخاصة بالتطوع خارج الولاية في وكالة “ناسا”، حيث حققت النجاح تلو الآخر على كثير من المتقدمين في عدة مجالات.

تقول: “في كل مرة لا أحصل على الدعم من الأقارب، وفي كل خطوة كان هناك مَن يحاول إيقافي، لكني واصلت واستمررت في إصراري على الإقدام، ولم أسمع لهم”.

وتشير ماجبين إلى أن أول داعم ومشجع لها كانت أمها “فردوس شودهير”، التي تصف ابنتها بأنها مجتهدة ونشيطة وتدرس بحماس وقوة وتحب أن تلعب دائماً في فراغها، “لكنها في دراستها مجتهدة، ودائماً كنت أريدها تكون الأفضل من جميع الأبناء، خاصة الأولاد”

وتضيف: “دعم الفتاة أهم من دعم الولد لأن الولد سوف يعلّّم ولداً، لكن الفتاة سوف تعلّم العالم”.

ماجبين أخذت نصيحة والدتها بكل جدية، وكانت من القياديات في المدرسة، وكانت منظمة لبرنامج هناك، واستمرت في البرنامج حتى في مسيرتها الجامعية، وكانت أحد أعضاء المنظمة الخاصة بالبنجلادشيين في الجامعة، كما كانت سكرتيرة للمنظمة في 2016-2015، وبعدها رئيسة للمنظمة 2017-2016، وبعدها شاركت في عدة منظمات خاصة بالطلاب الهنود، حتي وصلت إلى منظمة المرأة في الجامعة الخاصة بالأبحاث الهندسية.

صناعة النجاح

“تانجل يدن” فتاة تعمل في شركة (جي أم سي) كمهندسة كمبيوتر، وقد كانت صديقة لماجبين عن طريق منظمة الطلاب البنجلادشيين، وعملت معها في العمل الخيري، وكانت تانجل هي نائب رئيس المنظمة علم 2015-2016، وكانت ماجبين هي السكرتيرة.. تقول عنها إنها نشيطة جداً، ولديها هدف واضح ومعروف، ولديها قدرة على جمع الناس، ولا تعرف اليأس ولا تستسلم أبدا،ً حتى وإن كانت النتيجة صعبة جداً، والموقف أكثر غموضًا تجدها تحاول أكثر وأكثر وتنجح.

وذكرت تانجل أنها معجبة بإصرار ماجبين ومثابرتها…”لقد دفعني نجاحها والعديد من الآخرين إلى مواصلة العمل من أجل تحقيق هدف، بغض النظر عن حجمه الصغير أو الكبير، وعدم الاستسلام. أنا سعيدة لأن العديد من الطالبات في مجال الهندسة يمكن أن ينظرن إلى هذا باعتباره مصدر إلهام لنا جميعًا”.

وأفادت جمعية المهندسات في تقرير لها أن 13 في المائة فقط من المهندسين، و 26 في المائة من علماء الكمبيوتر هم من النساء في السنوات الأخيرة بعدما كان حضور النساء في هذا المجال في السنوات السابقة محدودًا جداً.

وتقول تانجل رئيسة الجمعية: أن تكون فتاة أو امرأة في هذا المجال هو أمر قد يُعتبر مخيفاً، فهناك أيام أتذكرها كنت أدخل الفصل في عدة فصول تعليمية، ولا يوجد أيّة امرأة إلا أنا”.

لستُ مختلفة

وتُضيف تانجل: “أتمنى من جميع الفتيات والطالبات اللواتي يُردنَ دخول مجال الهندسة أن يجعلن من قصة ماجبين حافزًا لهن خاصة أن تحقيق الحلم ليس صعباً.. فاليوم نحتفل بتحقيق إنجاز رائع، وهو انضمام ماجبين إلى وكالة ناسا”.

خلال إحدى دوراتها التدريبية في “ناسا”، عملت ماجبين وأنتجت فيديو حول تجربة التدريب الداخلي ومرحلة التطوع.. وقد عُرضت عليها وظيفة مع وكالة ناسا، بينما كانت قد قدّمت للعمل في شركات أخرى مثل جوجل وأمازون وغيرها من الشركات الرائدة.

وتقول ماجبين إنها تريد من الناس، وخاصة الفتيات أن يتابعن تحقيق أحلامهن، “وعلى الفتاة دائماً أن تذهب بعد حلمها دون خوف، ولا تتوقف لأن شخصًا ما يقول لها لن تستطيعي تحقيقه، والحقيقة أنك تستطيعين فعل ذلك”.

وتضيف ماجبين: “أنا لستُ مختلفة، أنا أعمل باجتهاد من أجل الوصول إلى حلمي، وأي شخص ممكن أن يكون بنفس تجربتي، وأي شخص يمكنه أن يحقق ما يريد ويكون ما يريد ويكون في ناسا”.

وتُعدّ الجالية البنجلاديشية في هامترامك من أبرز الجاليات المسلمة، وتكاد تكون مساحة حضورها في المدينة متقاربة مع مساحة حضور الجالية اليمنية.

   
 
إعلان

تعليقات