Accessibility links

حفظ الله غالب.. قصة واحد من الرعيل الأول للمهاجرين اليمنيين إلى أميركا


إعلان
إعلان

ترك حفظ الله غالب صالح بلده اليمن في وقت مبكر إذا كان لا يتجاوز السادسة عشر من عمره، متوجها إلى المملكة العربية السعودية في العام 1964. وبعد العمل هناك لبضع سنوات شد رحاله إلى الولايات المتحدة الأميركية، ووصلها في العام 1971 ليكون بذلك واحد من أوائل المهاجرين اليمنيين الذين وصلوا إلى ولاية كاليفورنيا ليعمل في مزارعها التي كانت ذائعة الصيت في ذلك الوقت.

لدى حفظ الله قصة اغتراب مليئة بالعبر والنجاحات التي يمكن لأي مهاجر جديد ان يستفيد منها مهما كان تقييمنا لها. فالرجل الذي يعيش الآن في بداية عقده السابع يملك خبرة طويلة من العمل في مجالات متعددة قبل أن يتقاعد مؤخراً ويتفرغ للإشراف على الأعمال التجارية في مجال محطات البنزين ومجالات أخرى والتي يملكها ويديرها الأبناء.

بعد العمل في مزارع كاليفورنيا، أُرسل حفظ الله من قبل زملاءه المهاجرين اليمنيين الآخرين آنذاك في مهمة تقصي إلى ولاية ميشيغان للبحث عن فرص عمل قد تكون أفضل مما هو عليه الأمر في كاليفورنيا. وحسبما روى حفظ الله لصحيفة اليمني الأميركي، فإنه ما أن وصل إلى ميشيغان التحق بفصول التعليم حيث كانت اللغة الإنجليزية الهم الأول له، وأثناء الدراسة كان يعمل في مطعم وبعدها أنتقل للعمل في مصانع وورش السيارات وتحديدا بدأ العمل في إحدى الورش التابعة لشركة كرايسلر وطلب منه المدير وقتها أن يعطيه أسماء اليمنيين الذين يبحثون عن عمل ليتم توظيف 20 مهاجرا يمنيا عن طريقه وأغلب هؤلاء كانوا أعضاء في الجمعية اليمنية التي كان يشرف عليها المهاجر مصلح عياش. طبقاً لحفظ الله.

العمل العام وخدمة الجالية

عمل حفظ الله على مدى 38 عاماً في مصنع كرايسلر وهي سنوات طويلة حافلة الجهد والتعب، إلا أن ذلك لم يمنعه من مزاولة النشاط العام في أوساط الجالية. يوضح حفظ الله بأنه خلال فترة اغترابه شارك مع زملائه في إدخال برنامج تعليم اللغة الإنجليزية إلى أنشطة الجمعية اليمنية في مدينة هامترامك، كما ساعد بعض أبناء الجالية في تعبئة الاستمارات الضريبية واستمارات التوظيف وذلك بعد أن حصل على الثانوية العامة وشهادات تدريبية في مجال الضرائب.

وقد كان في ذلك الحين مسؤولا ثقافياً في الجمعية اليمنية الأميركية، والتي قال أنه أستطاع من خلال العلاقات التي نسجها أثناء غربته القصيرة في السعودية مع بعض المؤسسات الثقافية هناك أن يحصل في وقت لاحق على دعم منهم للجمعية اليمنية الأميركية هي عبارة عن 400 كتاب في اللغة العربية والتربية الإسلامية. ويشير حفظ الله إلى مشاركته في تأسيس فريق رياضي لكرة القدم للجالية اليمنية في ذلك الوقت.

العودة الى اليمن واختيار شريكة الحياة

أمضى فقط ثلاث سنوات في أميركا، ثم عاد إلى اليمن زائراً في العام 1974 حيث تزوج. والآن لدى حفظ الله 5 أولاد وبنتين، وبينما يعمل الأبناء في التجارة ويواصل البعض تعليمه، فإن إحدى بناته خريجة جامعية وتعمل طبيبة والأخرى صيدلانية.

وعن الفرق بين جيل المهاجرين الأول والثاني يقول حفظ الله أن “ الأوائل كانوا أصحاب واجب ووفاء ولم تكن الفرص متوفرة مثل الآن ومع ذلك استغل الأوائل كل الفرص التي كانت متوفرة لهم”. ويضيف “الجيل الجديد لديه فرص أكبر وأفضل وقد نجح البعض في استغلالها لكن هناك الكثير الذين لم يستثمرونها كما يجب”.

الأمل والطموح

وعن آماله طموحاته نحو الجالية العربية الأميركية، يقول حفظ الله “كان لدي أمل بأن نصبح كعرب في هذا البلد مثل يهود أميركا من خلال المشاركة في صناعة القرار السياسي والحياة العامة لكن الواقع إن العمل العام في الجالية متعب جدا ونتمنى من الاجيال القادمة ان تحقق ما لم نستطيع تحقيقه”.

ويؤكد حفظ الله بأنه يحاول دائماً أن يساعد بكل ما يستطيع “الفقراء والأقرباء المحتاجين في اليمن” مشيراً إلى أنه كان يسافر اليمن كل عام أو عامين قبل اندلاع الحرب الأخيرة التي منعته من العودة كغيره الآلاف من المهاجرين اليمنيين. متمنياً بأن يسود السلام والأمن الوطن الأم اليمن.

   
 
إعلان

تعليقات